تعرضت بعض اماكن في القاهرة لهجوم النمل الأبيض، الذي يدمر كل شيء يصل إليه ويحوله إلي مستعمرة تتغذي علي الاثاثات الخشبية والاشجار والورق والسجاد والملابس والستائر والمفروشات وحتي الحصير في المناطق الفقيرة. ويعد انتشار هذا النمل في بعض المحافظات ظاهرة خطيرة وقد ظهر في السابق في شمال سيناء والفيوم واسوان واسيوط وسوهاج والوادي الجديد ولكن كحالات متفرقة تستلزم المكافحة الفورية في بعض المناطق كالمعادي وحلوان ومدينة نصر وحدائق القبة وشبرا ومدينة العبور والقاهرةالجديدة ومواجهة النمل الأبيض تحتاج السرعة القصوي في إبادته كما تتطلب الوعي بوسائل الكشف المبكر عنه حتي يمكن الوقاية منه ومواجهته قبل ان تنفاقم الازمة. ويعتبر النمل الأبيض احدي الحشرات الخطيرة التي تضر بالبيئة والمباني والزراعات وخطورتها تكمن في سرعة انتشارها وشدة تدميرها لما تصيبه فقد تدمر قرية بأكملها إذا لم يتم التدخل السريع لمكافحتها بالشكل العلمي السليم ويوجد في مصر 11 نوعا للنمل الأبيض تضع نحو 90 مليون بيضة ويسعي مركز البحوث للوصول إلي افضل وسيلة للقضاءعليه خاصة انه لم تؤثر فيه القنبلة الذرية عندما ضربت مدينتي هو رشيما وناجازاكي كما اثبتت الابحاث العلمية. وتؤكد الدكتورة نادية عبدالشفيع الاستاذة بمعهد بحوث النبات ان النمل الابيض له اضرار كبيرة علي المباني فبالنسبة لارضة الخشب الجاف يبقي النمل الأبيض علي الطبقات الخارجية من الاثاث والاخشاب وتأكل ما تحتها حتي يأتي عليها تماما من الداخل وإذا ما ازيل الغلاف الرقيق الخارجي يلاحظ ان اللب مأكول وبداخله الانفاق والممرات التي قد تتحد مع بعضها مكونة تجاويف كبيرة وفي حالات الاصابة الشديدة توجد ثقوب صغيرة يخرج منها مسحقوق خشبي مختلط بالمخالفات وهي أول اشارة للاصابة بأرضة الخشب الجاف. وقد قدر العلماء الخسارة السنوية التي تسببها حشرة نمل الاخشاب الجافة في بورسعيد وحدها بما يعادل 350 جنيها سنويا لكل مبني مصاب. والعلاج يتم بالنسبة للنمل "التحت ارضي" بما يسمي بطريق الرش السطحي في الاماكن الريفية كما تقول نادية عبدالشفيع وذلك حول المبني في خنادق ويصب المبيد في حفر بقطر 30 سم وبعمق 30 سم ويوضع في كل حفرة من 4 لترات من محلول المبيد في الماء وعلي مسافات 60 سم بين كل حفرة واخري. وبالنسبة لارضة الخشب الجاف فيجب استخدام اخشاب مقاومة طبيعية في صناعة الاثاث المنزلي أو في بناء المنازل مع استخدام المستخلصات من الخشب لمعاملة الاخشاب اللينة واستخدام حافظات الخشب ذات التأثير الطارد أو السام لحفظها دون اصابة لأطول مدة ممكنة وذلك باستخدام الكريوزوت المخفف بالكيروسين. ويؤكد الدكتور محمد رجائي عبدالفتاح ان مقاومة الانواع تحت الارضية من النمل الابيض في المباني تتم بطريقتين عامتين وهما بالتشييد الصحيح للمبني بحيث يكون مقاوما للاصابة بالنمل الابيض أو باستعمال الكيماويات لاتلاف الاعشاش الارضية. واضاف انه يمكن مقاومة انواع النمل الابيض التي تصيب الاخشاب الجافة بحفر ثقوب صغيرة في الاخشاب المصابة ثم ضغط مقدار صغير من مسحقو الزرنيخ أو الفلور في هذه الثقوب ثم سدها . وأكد رجائي عبدالفتاح انه في حالة وجود قري مصابة بالنمل الابيض يتم علاج القرية بأكملها بحزام من المبيدات ذات تركيز عال للقضاء علي المستعمرات وابعاد النمل الابيض عن مصدر الغذاء لتخفيف اضراره ويتم وضع المبيد في حفر علي مسافات معينة وبتركيز محدد مشيرا إلي ان هذا الحاجز الكيميائي يمنع الاصابة من الانتشار من مكان إلي اخر وبشكل عام يتم تشديد الرقابة في الموانئ البحرية حيث تعد هي المعبر الرئيسي لانتقال النمل الابيض بانواعه المختلفة من مكان إلي آخر.