عاد الباعة الجائلون مرة أخرى إلى أرصفة وسط القاهرة، يفترشون بضاعتهم ويتحدون قرارات محافظ القاهرة الدكتور جلال سعيد، بعد قرار نقلهم إلى "جراج الترجمان"، منذ أكثر من 3 شهور، ومع ضعف القبضة الأمنية في وسط البلد، ومع عدم الانتهاء من بناء سوق "وابور التلج" الذي وعدتهم به حكومة المهندس إبراهيم محلب ومحافظ القاهرة. وفي جولة ل "البديل" مع عدد من الباعة الجائلين عن أسباب عودتهم، أكد جمال رميح أن "سوق الترجمان فاشل، لا أحد يتردد علينا، وتوقفت حالة البيع والشراء تمامًا، وليس هناك حل سوى العودة". وقال محمد خلف "البيت محتاج مصاريف، ما الحل؟ وماذا نفعل؟ إحنا هنا فرشنا بضاعتنا حتى يتم الانتهاء من بناء سوق وابور التلج الذي وعدتنا به الحكومة". من جانبه قال الدكتور جلال مصطفى سعيد، محافظ القاهرة "إن المحافظة غير ملزمة بتتبع الباعة والبحث عنهم، لتسكينهم بسوق الترجمان، إذا كانوا غير راغبين في ذلك، وإن المحافظة بذلت جهدًا كبيرًا من أجل الدعاية لسوق الترجمان، بتنظيم حفلات غنائية، ومعارض مختلفة للحوم والأدوات المدرسية"، مضيفًا أن الباعة في وسط البلد ينقسمون إلى قسمين: الأول ينتمي لمنطقة بولاق أبو العلا، وسوق السبتية، الذين استغلوا حالة الانفلات الأمني السابقة بالزحف لوسط البلد، لإقامة فروع ثانية لهم، لافتًا إلى أن هؤلاء فضلوا العودة مرة أخرى لمواقعهم القديمة، عقب قرار النقل لسوق الترجمان. وتابع "القسم الثاني بشارع 26 يوليو وطلعت حرب، وهم قادمون من مناطق مختلفة من القاهرة، وآخرون زحفوا من منطقة العتبة، وعادوا يفترشون بضاعتهم في رمسيس والعتبة، وعدد قليل منهم استمر بسوق الترجمان". كانت محافظة القاهرة قد نقلت باعة وسط البلد من شوارع 26 يوليو وقصر النيل وطلعت حرب ومنطقة الإسعاف إلى سوق الترجمان الجديد مؤقتًا، في شهر أغسطس الماضي، لنقلهم إلى مقرهم الدائم بأرض "وابور التلج" بشارع الجلاء، عقب بناء أكشاك معدنية خلال ستة أشهر. ورفض الباعة الجائلون برمسيس والفجالة نقلهم إلا بعد توفير أسواق متخصصة لهم قريبة من محيط ميدان رمسيس. جدير بالذكر أن الفوضى والتكدس المروري على أشده، فضلاً عن تذمر الشعب من المنظر غير الحضارى الذي يجتاح كل الأنحاء منذ انتشار الباعة في رمسيس والمناطق المؤدية إليه. وأكد اللواء محمد عبد التواب، نائب المحافظ للمنطقة الغربية، أن المحافظة حددت أماكن بمحيط ميدان رمسيس لنقل الباعة الجائلين بمنطقتى رمسيس والفجالة والمناطق المؤدية إليهما؛ للقضاء على الفوضى والازدحام والتكدس المروري بالميدان، والأماكن الخمسة تحت كوبري 6 أكتوبر في المنزل المؤدي إلى منطقة غمرة، ومكان المحطة الأخيرة لمترو عبد العزيز فهمي والنزهة بميدان رمسيس، والمثلث، وفوق نفق السبتية وامتداد سور أحمد حلمي حتى مساكن إيديال، وتستوعب حوالي 700 بائع. وأوضح أن نقل الباعة لتلك الأماكن سيكون بشكل مؤقت، إلى أن يتم إيجاد حل جذري للمشكلة، من خلال إنشاء أسواق متخصصة على غرار سوق الملابس والمفروشات بالقصيرين، ليتم نقلهم إليها وسيتم التعامل بشكل حاسم مع البائعين الذين لا يلتزمون بالوقوف في الأماكن التي حددتها المحافظة.