من المعهود أن المتاحف تقام بهدف عرض الآثار المهملة في المخازن منذ فترات، حتى فُقِد منها الكثير بالسرقة والتقليد، فمنذ أيام افتتح المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، وممدوح الدماطي، وزير الآثار، المرحلة الأولى لمتحف الحضارة، شملت الأعمال الإنشائية للمباني بالكامل، أما المرحلة الثانية، الجاري العمل فيها، فستشمل مبنى الاستقبال الذي يعد صرحًا ثقافيًّا فريدًا، يضم مسرحًا ودار عرض سينمائية بها شاشات عرض ثلاثية الأبعاد وقاعات للمحاضرات والمؤتمرات، إضافة إلى منطقة المطاعم التي ستطل على بحيرة عين الصيرة. وقال أمير جمال، عضو حركة سرقات لا تنقطع: من المؤكد أن افتتاح أي متحف سيكون مكسبًا لآثارنا المركونة بالمخازن منذ عشرات السنين إلى أن سرق وقلد منها الكثير، مشيرًا إلى أنه فرصة لإنقاذ آثار مصر، كاشفًا أن الصدمة في متحف الحضارة الذي افتتحت مرحلته الأولى لن تعرض فيه آثار، إنما عبارة عن مبنى الاستقبال ويشمل مولًا تجاريًّا وسينما ومسرحًا وقاعات مؤتمرات، وهو جاهز تمامًا، أما عن عرض الآثار سيكون في المرحلة المقبلة، وهى العرض المتحفي الذي انتهي كمبني وتنقصه التجهيزات لحاجته إلى حوالي مليار جنيه لاستكماله، فهم سيشغلون المحلات التجارية والسينما لتحقيق إيرادات تفي بالإنفاق على المرحلة المقبلة. وتساءل: ما الذي كانت ستخسره وزارة الآثار لو فتحت قاعة مجهزة، وهي موجودة بالفعل، تعرض فيها بعض القطع الأثرية مؤقتًا إلى أن يتم افتتاح المتحف ككل؟! وجود آثار بالمتحف يعطي روحًا له ويحقق ولو جزءًا من الهدف الأساسي، فلن يخسروا شيئًا إذا عرضوا آثارًا بجانب المول والسينما، بالعكس هذا سيعزز منه ويزيد من دخله، وتابع: من المفروض أن تشغل وزارة الآثار قاعة صغيرة أو كبيرة تضم آثارًا بشكل مؤقت إلى أن يتم إنجاز المتحف ككل، متسائلًا: هل تريد الوزارة بقاء الآثار في المخازن إلى أن تسرق أو تقلد؟ مشيرًا إلى أنه اكتشف منذ أيام تقليد إحدى القطع في مخازن متحف الحضارة والأصلية تم بيعها في تركيا. وأوضح الدكتور الأثري سعيد حلمي، مدير عام منطقة آثار جنوبالقاهرة، أن وزارة الآثار لديها مشروع من أجمل المتاحف الأثرية، وهو متحف الحضارة بالفسطاط، الذي كان متوقفًا نتيجة للتمويل، وعند الانتهاء منه يتم عرض الآثار به وإخراجها من المخازن، مشيرًا إلى أن متحف الحضارة لن يكون مخصصًا للآثار الإسلامية فقط؛ مثل متحف الفن الإسلامي، ولكنه سيروي حضارة 7 آلاف سنة، مشيرًا إلى أن الأمل المقبل لمصر، متحف الحضارة والمتحف الكبير، وتتم أعمال الترميم للآثار بها وعرضها لجذب السياحة وعودتها لمصر مرة أخرى.