أثار مبايعة تنظيم ما يعرف ب"بيت المقدس" المتطرف ل"أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي في الأسبوع الماضي ردود أفعال كثيرة وتخوفات شديدة لدي أغلب المصريين، فبعد خبر نشرته وكالة "رويترز"، نسبت إلى "الجماعة " بياناً تعلن فيه مبايعتها ل"البغدادي"، تسأل الكثيرين عن صحة هذه المبايعة والأسباب والأهداف وتأثير ذلك على الأوضاع الأمنية المضطربة في البلاد. داعش في مصر البيان الذي جاء فيه «إننا نهيب بإخوتنا في أرض الكنانة وغزة وليبيا وسائر بلاد المغرب والمشرق، أن يتوكلوا على الله وينحوا نحونا ويبايعوا أمير المؤمنين»، أثار سجالات عديدة في مصر، ففي حين أكد البعض أنه زائف ، أبدى الكثيرون انزعاجهم من مجرد طرح الفكرة. الحديث عن تواجد تنظيم (داعش) في مصر ليس جديداً، فوزارة الداخلية المصرية، أعلنت قبل أيام ، وبشكل واضح، على لسان المتحدث الرسمي باسمها، اللواء هاني عبد اللطيف، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على أربع خلايا إرهابية تابعة لتنظيم داعش "ضمّت 34 عنصراً بحوزتهم عبوات ناسفة وأسلحة نارية وبيضاء وكميات من الذخائر معدة للاستخدام". فيما رأى آخرون أن إعلان بيت المقدس مبايعتها لداعش عقب نفيها ذلك دليل على وجود صراعات داخلية بين أعضاء الجماعة لم تحسم بعد، فهناك تيار يرغب في الاستقلالية وآخر يريد الانضمام لداعش لإعطائه قوة في مواجهة الدولة المصرية. وبعيدًا عن مبايعة بيت المقدس والخلاف الداخلي بالتنظيم فيري البعض أنه بالفعل لا يوجد اختلاف بين فكر "بيت المقدس وداعش" حتى وإن لم يتم المبايعة فعمليات القتل والذبح والوحشية واحدة . أسباب مبايعة «بيت المقدس» ل«داعش» يري محللون أن تقارب الفكر المتطرف والتوافق والايدولوجي وتشابه العمليات التي يقوم بها التنظيم في سوريا والعراق سبب لمبايعة أنصار بيت المقدس ل«داعش» حيث ظهرت وحشية أنصار بيت المقدس منذ يوليو العام الماضي، وقام مقاتلوه بقتل مئات من قوات الأمن المصرية في سلسلة من الهجمات الانتحارية، والاغتيالات، وأغلب من قتلوا صغار السن، والعديد منهم مجندين يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية، وجاءت أكبر العمليات الشهر الماضي عندما قتل التنظيم 31 جنديا مصريا. يقول ناجح إبراهيم «الباحث في شئون الجماعات الإسلامية» في هذا الشأن إن أنصار بيت المقدس تعد هي "داعش مصر"، فهو أول تنظيم تكفيري يذبح المصريين، كما أنه يكفر الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية. سبب أخر رصدته شبكة «إن بي سي» الأمريكية وهو التسليح الجيد لأنصار بيت المقدس الإرهابي فلا يقتصر نشاط التنظيم على زرع الألغام ومشاهدة النتيجة من بعيد، فالمحللون يقولون إن التنظيم نجح في الفترة الأخيرة في تجنيد متطرفين على درجة عالية من الخبرة قادرين على تنفيذ عمليات إرهابية كبيرة ، ومن حيث القوة العسكرية، فمن المعروف أن المجموعة لديها قاذفات صواريخ محمولة تعرف باسم منظومات الدفاع الجوي المحمولة، والتي نجحت في إسقاط طائرة هليكوبتر عسكرية في وقت سابق من العام الجاري. حداثة نشاط التنظيم سبب رئيسي لانضمام "بيت المقدس" لداعش، فلم يكن معروفا من قبل اسم التنظيم لكنه ظهر في شبه جزيرة سيناء عام 2011 في أعقاب سقوط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكنه لم ينشط إلا في أعقاب سقوط الرئيس الأسبق محمد مرسي، فبدأ التنظيم في استهداف قوات الأمن ورموز الدولة المصرية، ولم تدرج أمريكا التنظيم على قائمة التنظيمات الإرهابية إلا في وقت مبكر من العام الحالي، وتقدر أعداد المقاتلين في التنظيم ببضعة آلاف مقاتل، وهم خليط من بدو سيناء ومصريين وبعض المقاتلين الأجانب. أهداف البيعة ل«داعش» تهدف أنصار بيت المقدس من إعلان المبايعة لداعش جمع أكبر عدد من الشباب المتطرف الذي يسعى للانضمام لداعش لتخفيف الحصار المفروض عليها من خلال أعضاء جدد يقومون بعمليات مختلفة في أنحاء البلاد مما يربك أجهزة الأمن، وكذلك مداعبة أحلام داعش بالتواجد في مصر. فيما يري محللون أن "المبايعة الغرض منها توجيه رسالة للأمن المصري بأننا لسنا بمفردنا في مواجهتكم، ورسالة لما تعرف ب«دولة الخلافة»أرسلوا لنا تمويلا ومساعدات لوجيستية في مواجهة الأمن المصري، والأخر رآها "محاولة للتشويش على إصابة أو مقتل أبو بكر البغدادي قائد داعش ". تأثيره على الوضع الأمني خطورة مبايعة أنصار بيت المقدس لداعش في هذا التوقيت، بمثابة إعلان فرع جديد لداعش في مصر والتي يضع تنظيم داعش عينه عليها لأنها قلب الوطن العربي والإسلامي وأهم دولة بالمنطقة. وبالتالي من الممكن"أن تؤدي هذه المبايعة إلى زيادة أعمال العنف داخل مصر الأيام المقبلة للإثبات أن المبايعة أعطيت التنظيم قوة داخل مصر، لذا يجب على الدولة وأجهزتها و مواطنيها التوحد إمام هذا الكابوس الأسود، لان المراد من مخططات تحاك ضد الوطن هو ما تسير إليه التنظيمات التي تنفذ أجندة الأعداء من تحفيز و تشجيع الشباب على الانضمام لمثل هذه التنظيمات.