فقط فى مصر.. الدراسات العليا بثمن، والعلاج بثمن، والشراب بثمن، ثم يصبنا الخوف من أن يصبح الحلم بثمن، هذا ما مارسته الجامعات الحكومية مع طلاب كليات الطب الذين يريدون التسجيل فى الدراسات العليا. يواجه الطلاب رفضا من الجامعات الحكومية، وتكاليف باهظة من الخاصة، والمهدر حقه بين هذا وذاك هو المريض الفقير الذى لا يملك سوى مرضه الذى ابتلاه الله به. فى هذا السياق، يقول الدكتور حسام كامل، المتحدث باسم نقابة الأطباء، إن هناك أزمة فى الدراسات العليا للأطباء؛ لأن هناك اتجاها لخصخصة التعليم والعلاج فى مصر، موضحا أن هناك أزمة عدم وجود أماكن فى الجامعات الحكومية لقبول تسجيل الطلاب فى الدراسات العليا، ما دفع الطلاب إلى التسجيل فى الجامعات الخاصة حتى يتمكنوا من إتمام دراستهم. وأضاف "كامل" أن هذا الأمر سيئ للغاية؛ لأنه من سيدفع ثمنه المواطن المصرى الفقير الذى يريد الحصول على العلاج بأسعار مخفضة، فعندما يدفع الطبيب مبلغا ماليا كبيرا حوالى 15 ألف جنيه مقابل التسجيل بالدراسات العليا فى كليات الطب بالجامعات الخاصة، فمن الطبيعى ألا يقل كشفه عن 500 جنيه، ومن هنا فلن يستطيع المريض الفقير تلقى العلاج؛ لأنه لا يناسب إمكانياته، وبالتالى فوزارة الصحة المسئول الأول والأخير عن خصخصة الطب فى مصر. من جانبها، قالت الدكتورة منى مينا، أمين عام نقابة الأطباء، إن خصخصة التعليم كارثة قومية، لافتة إلى الشكوى المقدمة للنقابة العامة من أطباء مرشحين للتسجيل لماجستير أطفال بكلية طب بني سويف، مضيفة: «برغم أنهم خريجي كلية طب بني سويف، ومرشحين من الوزارة، إلا أن قسم الأطفال لم يقبلهم». وأوضحت "مينا" أن الأطباء أكدوا أن زملاء لهم من خريجي بني سويف أيضا لجأوا عند رفضهم من طب بني سويف للتسجيل في طب 6 أكتوبر، مشيرة إلى أن المصاريف الدراسية لطب بني سويف كانت 700 جنيه العام الدراسي الماضي، وزادت هذا العام لتصبح 3000 جنيه، بينما التسجيل عن طريق طب 6 أكتوبر فيكلف الطبيب 15 ألف جنيه سنويا.