نشرت صحيفة "يو اس ايه توداي" الأمريكية مقالا حول التعليم كأحد ضحايا الحروب في العالم العربي، قائلة إنه في كردستان المدارس مليئة باللاجئين، أما في غزة تحول الكثير منهم لركام، بينما في ليبيا واليمن لا يستطيع المعلمين أو الطلاب الوصول للمدارس بسبب الاقتتال الداخلي. في مدينة الموصل العراقية، قررت "داعش" رن أجراس المدارس حتى يأتي الطلاب، لكن القليل جدا منهم ذهبوا، فبينما تبدأ الدراسة في العالم العربي هذا الشهر، سيمتنع الآلاف من الطلاب في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الذهاب إليها، بسبب الخطر الذي قد يتعرض له الطلاب من الصراعات والاضطرابات والدمار. وطبقا ل"أدريان فريك" مستشار حقوق الإنسان لأفريقيا والشرق الأوسط فإن وجود هذا العدد الهائل من الأطفال دون تعليم سيكون تحديا كبيرا للمجتمع الدولي. وتوضح الصحيفة أن الوضع في العراق متردي للغاية بسبب وجود حوالي 1.8 مليون نازح عراقي بالداخل والخارج منذ دخول "داعش" العراق متخذين المدارس بإقليم كردستان وأماكن أخرى كملاجئ، مضيفة أنه على الرغم من أن التنظيم فتح "المدارس" بالموصل، بعض الآباء مترددين في إرسال أبنائهم إلى المدرسة، بسبب الأوضاع الجديدة القاسية حول التعليم من هؤلاء الإرهابيين، وهذا يشمل فصل الطلاب من الجنسين، وفرض قيود صارمة على الأزياء المدرسية، وإزالة أي إشارة على الديمقراطية والانتخابات، فهم قلقين من وحشية التنظيم، وتأثير هذا على أطفالهم. أما في غزة فقد عاد 241 ألف طالبا إلى 252 مدرسة تديرها وكالة "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة ، وهذا يو14 سبتمبر بعدما تأخر العام الدراسي بسبب العدوان الإسرائيلي الذي دام 50 يوما، والذي أسفر عن استشهاد 2100 من غزة 500 منهم أطفال، وآلاف الجرحى. وكانت قد تضررت أكثر من 81 مدرسة من التابعين ل"لأونروا" أثناء هذا النزاع، وأصبح 90 آخرين بمثابة ملاجئ لأكثر من 290 ألف نازح، فبعضها مأوى لآلاف من نازحي غزة، وقبل هذا العدوان كانت تعمل العديد من المدارس بنظام الفترتين، وكانت تنوى وزارة التربية والتعليم هناك بوضع مرحلة ثالثة، لكن الكهرباء المتقطعة ستحول غالبا من فعل ذلك. بينما في سوريا تتداخل صدمات ثلاث سنوات من الحرب مع قدرة الطلاب على التعلم، فقبل الحرب الأهلية، كان بسوريا أعلى معدلات محو الأمية في المنطقة، وكان تقريبا كل الأطفال بها مسجلين بالمدارس، لكن الآن الأمية زادت وانخفضت نسبة حضور الطلاب بالمدارس ل6%، ووسط هذه الفوضى يسعى بعض الآباء للحصول على تعليم لأطفالهم، بينا من فر بأطفاله لدول أخرى مثل لبنان والأردن وتركيا يجدون صعوبة في مواصلة تعليم أطفالهم. وفي اليمن المعارك الداخلية منعت الأطفال من الذهاب لمدارسهم، بينما في ليبيا أجبرت المدارس على الإغلاق مؤقتا، وقد منع القتال بين الميليشيات أكثر من 60 ألف طالب من ذهابهم للمدارس بأول يوم بالدراسة.