أثار إعلان واشنطن تعيين الجنرال «جون آلن» قائدا للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش في العراق وسوريا عدة تخوفات، لا سيما وأن الجنرال الأمريكي كان قائداً للقوات الأمريكية في أفغانستان ولعب دوراً رئيسيا في الحرب على العراق. تاريخ "آلن" العسكري مليء بالدماء والخراب حيث كان مبعوث أمريكا فى دولتي العراقوأفغانستان اللتين صارتا خرابًا ومرتعًا للإرهابيين إثر هذا التدخل الأمريكي، مما أثار العديد من التسأولات حول اختيار "آلن" لقيادة العملية الدولية ضد داعش، وما هي خطط أمريكا القادمة في الشرق الأوسط، خاصة وأن "أوباما" أكد أن هذه الحرب قد تستمر لثلاث سنوات قادمة، بينما أشارت التقارير الإعلامية إلى أن القضاء على هذا التنظيم لا يحتاج لكل ذلك الوقت؛ مرجحة وجود أهداف استراتيحية أخرى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق؛ قال السفير «شريف ريحان»، سفير مصر الأسبق بالعراق، إن تعيين الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجنرال «جون آلن» قائدًا للتحالف الإقليمي لمواجهة تنظيم «داعش»، هي عملية تكميلية لما حدث من دمار في العراقوأفغانستان أثناء الحرب الأمريكية، مشيرًا إلي الدور التخربيي الدائم لأمريكا في منطقة الشرق الأوسط وما أدي إليه من دمار متسائلاً كيف تري العراق وأفغاستان الآن، لذلك تم اختيار هذا الشخص بعدما نجح في خطته بمنطقة الشرق الأوسط سابقًا. وأضاف ريحان فى تصريحات ل"البديل" أن أمريكا هي من تقود هذا التحالف، وتوزع أدوار في ظل المشاركة الشرفية بضربات جوية فقط، مؤكدًا أن هذا التحالف أساسه الاعتماد على الصدام الداخلي فى الدول العربية المشاركة بالتحالف، مشيرًا إلى أن دورواشنطن الشرفي يحتاج إلى تفكير فهناك من يسعي إلى تقسيم الدول العربية والدليل حرب العراق التي بدأت بضربات جوية. وفي الشأن ذاته، قال «دكتور سعيد اللاوندي»، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجة، إن اختيار واشنطن ل «جون آلن» قائدًا للتحالف الإقليمي، يعكس أنها لا تزال تعيش في حرب عسكرية مع الشرق الأوسط، لذلك قررت تعيين «آلن» للقيام بمهامه المعتادة، التي سبق أن قدمها في حربه بالعراقوأفغانستان، مؤكدًا أن هذا الرجل يُنفذ الأوامر الأمريكية دون تفكير وبالتالي جاء فى المكان المناسب بالنسبة لواشطن. وأوضح «اللاوندي» أن أمريكا ما زالت تتعامل مع الشرق الأوسط على أساس أنه لا يدرك الاستراتيجيات والتكتيكات، لذلك أرسلت أمريكا هذا الرجل الذى كان له سابقه في الوقت القريب بالحرب الأمريكية على العراق وما أحدثته من دمار وخراب. من جانبه، قال اللواء «حسين زكريا» الخبير الاستراتيجي، إن اختيار "آلن" قائدًا لهذا التحالف جاء لأنه يتناسب مع تفكير الولاياتالمتحدةالأمريكية لتنفيذ خططها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن التحالف الإقليمي الذي أعلنت عنه واشنطن لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، ليس لدية خطة واستراتيجية محددة، مضيفًا أن هذا التحالف بقيادة واشنطن سيوجه ضربات جوية فقط لهذه الجماعات بتمويل الخليج العربي. وأكد «زكريا» فى تصريحات ل«البديل» أن هذا التحالف فشل وتفتت قبل أن يتشكل، مستشهدًا بحديث "أوباما" أنه لن يرسل قوات برية لمحاربة تنظيم "داعش" منبهًا أن واشنطن جاءت تتسول من الدول العربية. وأضاف "زكريا" أن العرب أدركوا فشل هذا التحالف وينعكس ذلك في عدم إرسال هذه الدول لقوات عسكرية تشارك في العملية ضد داعش، مؤكدًا أن دورهم سيكون محدودا يقتصر على تجفيف منابع تمويل الإرهاب والسلاح والرقابة على الحدود لعدم انضمام عناصر جديدة من الدول العربية لتنظيم "داعش".