فى شوارع مصر تتكرر حوادث الطرق حتى أصبحنا نعتاد علي أن نسمع كل يوم عن حادث طريق يروح ضحيته عدة أشخاص، يحدث هذا في مختلف طرقات ومدن مصر، سواء كان الضحايا يستقلون سيارات خاصة أو أتوبيسات عامة أو ميكروباصات،فأينما كنت سيطاردك الموت وأنت في طرقات مصر. وباتت حوادث الطرق مشكلة كبيرة تتطلب إيجاد حلول سريعة لها، بعدما أصبحت مصر الأولى عالميا في عدد ضحايا حوادث الطرق،فسنويا يسقط 8 آلاف مصرى قتيلا علي الأسفلت. وبخلاف الخسائر البشرية فإن حوادث الطرق تتسبب في خسائر تصل إلى حوالي 280 مليار جنيه سنويا، مما يشكل أيضا عبئا اقتصاديا ضخما علي الدولة، ويأتي السؤال: هل سبب هذه المشكلة عيوب الطرق والانفلات المروري وغياب الانضباط في الشوارع العامة، أم أن المسؤولية تقع على المواطنين وسوء سلوكهم في الشارع، وعدم احترام الآخرين أثناء السير والوقوف بإشارات المرور؟. في هذا السياق قال الدكتور عيسى سرحان، أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة، إن مشكلة المرور وحوادث الطرق لها جانبان، جانب يتعلق بالتطبيق الحازم لقانون الطرق والمرور وتفعيل القوانين الرادعة ضد من يخالف آداب المرور، والفحص الدورى للمركبات خاصة القديم منها لاستيفاء المركبة شروط الصلاحية للسير، والجانب الآخر يتعلق بتصميمات الطرق نفسها، ومن ثم فيجب الاعتماد علي المتخصصين في رصف الطرق وتمهيدها وتخطيط الطرق وصيانتها ووضع اللوحات الإرشادية والعلامات المضيئة، وعمل رقابة صارمة على الأحمال التى تزيد من 50% إلى 100% على الحمل القانونى حتي لا تؤثر علي بنيان الطرق وتهالكها سريعاً. وأوضح سرحان، أن هناك حلولا قصيرة المدي مثل الاهتمام بالقوانين والتراخيص وتأمين المناطق المكدسة، كما أن هناك حلولا طويلة الأجل مثل تفتيت الزحام بنقل الهيئات والوزارات والمصالح الحكومية لخارج مدينة القاهرة، مع ضرورة وجود كيان مستقل لتوفير الخدمات المرورية يتواجد بها كوادر مرورية وفنية علي مستوي عال من الفكر التخطيطي لحل مشاكل المرور وللقضاء علي الاختناقات المرورية ومواجهة الزحام والحوادث المتكررة. وأكد على ضرورة توفير وسائل مواصلات نقل جماعي مكيفة أسوة ببلدان لندن وفرنسا، مع أهمية أن تكون آدمية وإتاحتها في كل المواقف الرسمية والميادين العامة لخدمة قلب المدينة، وتكون مرتبطة بالجامعات والمصالح الحكومية وذلك للتخلص من مافيا المواصلات العشوائية وراحة المواطنين حتي يمكن عودة الانضباط المروري في الشارع. وأشار سرحان إلي أن ذلك لا يعفى المواطنين من المسؤولية حيث إن 72% من حوادث الطرق تعود إلي سلوكيات قائدي المركبات من اختلال عجلة القيادة وتجاهل علامات وإرشادات المرور والتجاوز وتغيير المسارات دون حرص لازم، وتشتت الذهن أثناء القيادة والسرعة الزائدة غير المسموح بها، و13% إلي عيوب بالمركبة من سوء صيانة المركبات وانفجار الإطارات وتلف الفرامل والحمولة والارتفاع الزائد. كما أنه يدعو الحكومة إلى ربط القاهرة الكبري مركزيا بكل محافظات مصر، وكذلك باقي الوزارات والهيئات الحكومية، من خلال شبكة للإنترنت داخليا وخارجيا مما يساهم في تخفيض الكثافة والانسداد المروري بالقاهرة الكبري نتيجة لخفض سفريات المواطنين علي الطرق السريعة وصولا للقاهرة، وبما يؤدي إلي توفير المحروقات من الوقود والدعم المنصرف عليه، وإلى الحد من التلوث البيئي والتقليل من حوادث الطرق وفقد الأرواح والتكاليف والتعويضات التي تتحملها الدولة والأفراد معا. فيما قال اللواء حمدي الحديدي، مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة، إنهم يسعون جاهدين لحل أزمة المرور والطرق، وإنهم يتبعون خطة تعتمد علي نشر الخدمات والحملات المرورية وأوناش المرور بكثافة لتحقيق السيولة المرورية الكاملة، وتقويم السلوكيات الخاطئة، حيث رصدت المتابعة المرورية بغرفة عمليات مرور القاهرة وجود العديد من مخالفات الانتظار الخاطئ والمواقف العشوائية، الأمر الذي يعيق حركة المرور ويؤدي الي أزمة مرورية وحوادث بالطرق. مؤكدا أن من أهم أسباب الحوادث تدني سلوكيات قائدي المركبات غير المقدرين للمسؤولية بما لديهم من إهمال ورعونة واستهتار، ناهيك عن الإشغالات والعشوائيات، مشيرا الي أنهم سيزيدون من المتابعة الشرطية ووجود رجل المرور بالشكل المأمول.