جاءت تصريحات المسئولين الإثيوبيين بعد مباحثات الخرطوم مطمئنة لشعبهم حيث أكدوا خلال وسائلهم الإعلامية، انتصار الدبلوماسية الإثيوبية ومدى استطاعتهم استكمال بناء سدهم في آمان وبلا تهديد فقد رضخت مصر للإرادة الإثيوبية ولم تطالب بإيقاف العمل في السد، وجاءت تصريحات الدكتور حسام مغازي وزير الري المصري أيضا مطمئنه للرأي العام المصري. يرى الدكتور نادر نور الدين أستاذ الري والأراضي بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن المسئولين على دراية تامة ومنذ عام 2010 بأن سد النهضة هو سلسلة مكونة من أربعة سدود بسعة 200 مليار متر مكعب من النيل الأزرق وهو نهر له تصرفات مائية محدودة ولا تتجاوز 48.8 مليار متر مكعب سنويا، ومن المستحيل لهذا النهر الصغير أن يملأ أربع بحيرات في إثيوبيا وبحيرة في مصر، وبالتالي فسدود النيل الأزرق هو مصادرة لمياه النهر إلى الأبد وتعطيش دائم لمصر. وأشار نور الدين إلى أن إثيوبيا أصرت على أن يكون لجنة الخبراء من مصر والسودان وإثيوبيا فقط ورفضت طلب مصر بأن يكون التحكيم من خبراء دوليين، غير أن مصر انصاعت لذلك، لضمان موقف السودان مع إثيوبيا والتنسيق معها وبالتالي ستكون صوتين ضد صوتا واحدا، وفي حال اختلاف اللجان بعد ستة أشهر سيتم اللجوء إلى مراجعين دوليين للتحكيم بين الخبراء المحليين فقط ولمدة ستة أشهر جديدة وعندئذ سيكون بناء السد انتهى، ولن يكون الرأي إلزامي أبدا ووزير الري المصري يخدع المصريين. وأوضح نور الدين، أن الجانب الإثيوبي نجح في أهدافه بإعادة تقسيم مياه نهر النيل، برفضه التوقيع على حصة مصر من مياه النيل عند معدلاتها الحالية وتريد خداعنا بالتصريحات شفاهة فقط وبعدها سيكون الرد عدم المساس بالحصة الموضوعية لمصر وليست الحصة الحالية بعد اقتسام المياه التي تجري بين ضفتي النهر بالتساوي بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا ورفض تقسيم موارد النهر كلها بالتساوى من أمطار ومياه جوفية ومياه نهر، ولكن فقط تقسيم مياه النهر وهذا هو الفرق بين التقسيم المتساوي والتقسيم العادل لموارد النهر وليس لمياه النهر. وأشار أستاذ الري والأراضي بزراعة القاهرة، إلى أن تصريح وزير الري الإثيوبي بأنه لا إيقاف للعمل في بناء السد لأن مصر لم تطلب ذلك وأنه لا تغيير في مواصفات السد وسعة البحيرة واستكمال البناء كما خططوا له يظهر تماما أن مصر وافقت على بناء السد وأن الاختلاف الآن على سنوات امتلاء بحيرة السد وبذلك يكون النيل قد ضاع إلى الأبد من مصر. فيما قال أكد الدكتور ضياء القوصي، خبير المياه العالمي، إن هناك تضارب في التصريحات المسئولين المصريين ونظرائهم الإثيوبيين فعندما أعلن الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والرى، نجاح المفاوضات بنسبة 100%. وأوضح القوصى، أن هذا يعني أن إثيوبيا وافقت على حل النقاط الخلافية والتي كانت مصر معترضة عليها في بناء السد من سعة وسنوات امتلاء وإيقاف العمل في السد الى حين الانتهاء من كافة الدراسات وخلافه إلا إننا فوجئنا بتصريحات وزير الري الإثيوبي التي أظهرت تلاعب المسئولين المصريين بعقول الشعب، حيث أكد وزير الري الإثيوبي أن مصر لم تتحدث في مفاوضات الخرطوم عن توقف بناء سد النهضة أو تقليل حجمه. وأشار خبير المياه العالمي، إلى أنه في الوقت الذي صرح فيه وزير الري المصري بأن الرأي النهائي للمكتب الاستشاري حول سد النهضة سيكون إلزاميا للحكومات بشكل قاطع، خرج وزير الري الإثيوبي ليقول أنها غير ملزمة.