«البديل» تكشف كواليس اتهام «هيومان رايتس» بتحريف تقرير فض اعتصام رابعة البيان التوضيحى أفاد بإطلاق الإخوان النيران على قوات الأمن واختلف على التوقيت «اختلفت التوقيتات.. وإطلاق النار واحد».. جملة تلخص الجدل الدائر حول البيان التوضيحى لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» الأمريكية، أمس، والذى أعقب بيانها فى الثانى عشر من أغسطس الجارى، بإدانة الشرطة وإطلاقها النار على معتصمى الإخوان بميدان رابعة العدوية فى الرابع عشر من أغسطس الماضى، ما أسفر عن مقتل 817 شخصا، كما وثّق تقرير المنظمة. وذكر بيان المنظمة التوضيحى، أنها راجعت الصفحة السابعة والعشرين من تقريرها المكون من 188 صفحة، والذى تضمن شهادة ماجد عاطف، مراسل صحيفة "نيوزويك" السابق، لإيضاح عدم قدرته على تأييد توقيت واقعة إطلاق النار على الضابط المصرى "صاحب الميكروفون"، والذى طالب المعتصمين بإخلاء الميدان، والذى مثل إطلاق النار عليه، الشرارة التى حركت زناد البنادق، وأسفر عن العدد الكبير من الضحايا كما وثق تقرير المنظمة الأول مستبعدة أى إيحاء بأن المنظمة لم تجد مصداقية فى شهادة عاطف. وذكر البيان: "المنظمة وجدت رواية عاطف مصدرا هاما، لأدلة إطلاق المتظاهرين النار على قوات الأمن، وأن الصياغة الحالية هى، (لم يتسن ل هيومن رايتس ووتش، التثبت من توقيت إطلاق النار بدقة). ورغم أن البيان التوضيحى، لم يبرئ متظاهرى الإخوان من إطلاق النار على قوات الأمن، إلا أن وسائل الإعلام المصرية، اعتبرته تراجعا وتحريفا للتقرير الأول، بإدانة الشرطة ووصف ماحدث بأنه "مذبحة رابعة والقتل الجماعي للمتظاهرين فى مصر". وقال ماجد عاطف، فى تصريحات ل"البديل"، إن المنظمة استجابت لطلبه بإعادة صياغة الجزء الخاص بالتوقيت، لعدم تأكده منه بدقة، إلا أنها استعانت بشهادته فى أجزاء أخرى كثيرة من تقريرها، باعتباره أحد الشهود الرئيسيين لعملية فض الاعتصام. ونفى "عاطف" أن يكون التوضيح، تحريفا لشهادته، حول الواقعة، مؤكدا على احترامه للمنظمة، ولكل باحث عن الحقيقة. منظمة «هيومان رايتس ووتش» أكدت تصريحات "عاطف" وثبتت على موقفها من فض الاعتصام، وقالت مديرتها التنفيذية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سارة ليا واتسن، فى تصريحات صحفية: "بناء على طلب عاطف، وضحنا الصياغة، لطمأنته إلى أننا لا نشكك فى مصداقيته، ولكنه لم يستطع التثبت من التوقيت الذي رأى فيه إطلاق النار على ضابط الشرطة". وأضافت "واتسن": "المراجعة ليست محاولة لتخفيف حدة لغة التقرير الأول، ولا تراجعًا عنه، ونطالب وسائل الإعلام المصرية بالتركيز على الحقائق التي توصل لها التقرير". بدوره، حاول المجلس القومى لحقوق الإنسان المصرى، الاستفادة من البيان التوضيحى، الذى عدّه تراجعا فى موقف المنظمة الأمريكية من فض رابعة، وعاود ناصر أمين، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان ورئيس لجنة تقصى حقائق رابعة، الهجوم على تقرير المنظمة، واصفا إياه بأنه "وقع فى أخطاء مهنية، أفقدته المصداقية". وضاعف أمين هجومه على المنظمة المتهمة بالتحيز للإخوان مشيرا إلى أن المجلس القومى وثّق عدد القتلى ب 632 شخصا، إلا أن المنظمة وثقته ب817 قتيلا، متحديا المنظمة الدولية بإصدار أسماء ضحايا الفض الزائدة عن تقرير المجلس. وكانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأمريكية، أصدرت تقريرها عن فض اعتصام الإخوان فى ميدان رابعة العدوية، تزامنا مع الذكرى الأولى للواقعة، بعنوان "حسب الخطة: مذبحة رابعة والقتل الجماعي للمتظاهرين في مصر"، أوردت فيه: "رغم وجود أدلة على استخدام بعض المتظاهرين لأسلحة نارية في العديد من المظاهرات المطالبة بعودة محمد مرسى، أول رئيس منتخب لمصر، إلا أن هيومن رايتس ووتش، لم تتمكن من تأكيد استخدامها إلا في حالات قليلة، الأمر الذى لا يبرر الاعتداءات المميتة بنية مبيتة وفي انعدام تام للتناسب على متظاهرين سلميين في جملتهم".