"قفص زجاجى وكلام باستئذان فى أوقات محددة"، هكذا سارت محاكمة الناشط السياسى"أحمد دومة"بمعهد أمناء الشرطة بطرة بعد أن فوجئ الجميع بأن قفص الاتهام أصبح عبارة عن قفص زجاجى عازل للصوت. كما كان الحال فى محاكمة الرئيس المعزول "محمد مرسى". حالة من الاستياء سادت بين المحامين بعد أن وجدوا مثول موكلهم خلف هذا القفص ورفض هيئة المحكمة السماع لحديث"دومة" إلا فى أوقات محددة. الأمر الذى جعل الناشط "أحمد دومة"يستنكر ما يتعرض له أثناء المحاكمة فى قضية مجلس الوزراء، معلقا "أنا لا أحاكم محاكمة عادلة، إحنا مش في جنينة حيوانات عشان تحطونا في قفص جوا قفص، تمنعوني من الكلام وتسمحولي وقت ماتحبوا، تمنعوني من سماع الجلسة إلا الأجزاء اللي تحبوها". وعن هذا علقت الناشطة السياسية "نورهان حفظى" زوجة الناشط "أحمد دومة"، "ما حدث فى محاكمة أحمد أمس عبارة عن مهزلة أمام العالم ، فالقاتل الفاسد الذى تسبب فى ضياع البلد لمدة سنوات"مبارك" يحاكم محاكمة عادية جدا والنشطاء اصبحوا يحاكمون من خلف القفص الزجاجى على الأقل "حاكموا النشطاء مثل مبارك". وأكدت أنهم تفاجأوا بالقفص الزجاجى أثناء المحاكمة، واصفة إياه بأنه عبارة عن قفص زجاجى بداخله سماعات، بحيث إن المتهم يسمع القاعة لكن القاعة لا تستطيع سماعه مهما صرخ. وأضافت"الدفاع اعترض وقال، إنه غير قادر على التواصل مع موكله ويطالب بالانفراد بالمتهم، القاضي رفض وأحمد طلب أن يتكلم، وبعد خناقة القاضي، أدخل له مايك، أحمد قال إنه رافض إهانته بوضعه في قفص زجاجي كالسمك، ومنعه من الاتصال بالجلسة والحديث مع المحامين والحضور وهيئة القضاة والصحفيين والشهود وطلب من الدفاع الانسحاب وعدم حضور الجلسات لأنه بالشكل ده الحكم جاهز. وأكدت أن دومة طالب القاضي مستهجنًا، بإصدار الحكم سريعا، وقال: "المتهمون المخلى سبيلهم والمحبوسون غير آمنين في معهد الأمناء ولم يحضروا الجلسات خوفا من الاعتداء عليهم مثل كل مرة". من جانبه قال "مصطفى ماهر" شقيق الناشط السياسى"أحمد ماهر" إن ما يحدث بمحاكمة النشطاء مثير للسخرية والضحك، مشيرا إلى أن هناك تمييزا واضحا من القضاء في التعامل مع قضايا مبارك ورجاله القتلة، وشباب الثورة، فمن خلال متابعة جلسة واحدة من جلسات مبارك اللي بيحاكم على قتل وسرقة وفساد 30 سنة رأينا أن المحامي بيسهب في الكلام ويرفع الجلسة وقتما شاء ويستكمل وقتما يحب ويتحدث في مواضيع ليس لها علاقة بالقضية، كما أن الجلسات تذاع مباشرة مصحوبة باستوديو تحليلي!! وفى سياق متصل، أضاف" لم نستطيع حتى الآن من حضور أى جلسة لأحد الشباب المتهم بالتظاهر ولا نستطيع سماع صوته لاحتجازه في قفص والمحامي نادرا ما ينعم عليه بنعمة المرافعة، مختتماً كلامه بأن الشباب صوت الحق وهم يحاولون أن يخرسوه بكل الطرق، علشان كلمة الحق قادرة هلى هزيمتهم فيحبسوها معاهم. وأكد" محمد صبحى" أن القفص الزجاجى عبارة عن قفص حديدى ثم زجاجى ثم حديدى بعد الزجاجى يعنى يعتبر 3 أقفاص وليس قفصا واحدا كما يتخيل البعض. وأضاف"هذا القفص لم يضمن محاكمة عادلة للمتهمين، وأكد أن ما يحدث فى جلسات محاكمة السجناء على خلفيات سياسية عبارة عن مسرحية فلا يوجد محاكمة عادلة بالمرة". وأضاف"لو فرضنا ضرورة وجود هذا القفص فقانوناً لابد من وجود سماعه ومايك لسهولة تواصل الدفاع والقاضى مع المتهم ولكن المأساة الحقيقية أن السماعة الموجودة داخل القفص يتحكم فيها القاضى الذى يستطيع فتحها وسماع المتهم، وقتما يريد وغلقها وقتما يريد وهذا يعنى أن حتى الكلمة والدفاع عن النفس مرفوض وهذا يختصر فى جملتين"لا محاكمات عادلة، ولا ضمانات لها".