بحكم مهنته وعشقه للتاريخ وولعه بقاهرة المعز قرر السيناريست حمدى محمد نوار بعد رحلة طويلة خارج الحدود أن يستقر فى بلده وانسجاما مع مايحمله من ارتباط نفسى ووجدانى بالمآذن وعبق التاريخ المعمارى، قرر شراء شقة تمليك فى قلب مدينة الألف مئذنة. ووقع اختياره على منزل رقم 4 شارع الدحديرة مساكن طولون بالسيدة زينب والذى تطل شرفاته على التحفة المعمارية الإسلامية مسجد بن طولون ولكن صاحبنا أدرك قانون السوق مؤخرا فعرف أن الكثيرين ممن يسعون للاستقرار فى مثل هذه الأماكن التراثية لهم حسابات مختلفة عن شطحات بنات أفكاره. ولم يمر وقت طويل حتى أدرك الكارثة فتلك المنطقة يسيطر عليها بعض أثرياء الاقتصاد الخفى ممن يقومون بشراء العقارات التاريخية وهدمها لزرع أبراج مكانها. أما بالنسبة للسيناريست فقد قرر صاحب المنزل بناء طابقين مخالفين، وصدر تقرير من حى السيدة زينب عقب زلزال 92 بضرورة إزالة الطابقين المخالفين ولم يتحرك أحد حتى تصدعت الجدران والأسقف وانهار الصرف الصحى للعقار وأصبح الماس الكهربائى يطول الحوائط والأرضيات. و قام السيناريست بتحرير بلاغ بقسم شرطة السيدة زينب رقم 7415 إدارى بتاريخ 8 أكتوبر 2012 ولم تتحرك الأجهزة المعنية باتخاذ أى خطوة نحو تنفيذ قرار الإزالة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة قبل وقوع كارثة انهيار العقار ونندم حيث لاينفع الندم. وذهب صاحبنا السيناريست يطرق كل الأبواب يتقدم بشكواه بضرورة تنفيذ قرار الإزالة حتى لاتحدث كارثة ونجد عشرات القتلى تحت الأنقاض بسبب التقاعس عن تنفيذ القرار. وذهب إلى رئيس حى السيدة زينب التابع له العقار ولكن وجده مشغولا بمطاردة الباعة الجائلين وباعة المياه الغازية فى الشوارع ومهندس الحى المسئول مشغولا بتحرير محاضر لاينفذ منها شىء. وفى الحقيقة، لم يحدث شيء فى مصر لاقبل ثورة 25 يناير ولابعدها ولابعد 30 يونيو، فمازال الفساد يحكم. وقرر صاحبنا التحدى حتى الموت، وأن يموت شامخا تحت أنقاض الفساد مهما كان الثمن فهل تتحرك أجهزة المحافظة لتنفيذ القرار.