السيسي يعمل من أجل مصر وأنقذ شعبها من الجماعة الإرهابية استمرار العمليات الإرهابية يؤكد الحاجة إلى وزير داخلية يقظ اللواء طه زكي – مدير مكتب الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أحد أبرز الأشخاص في المطبخ الرئاسي طوال فترة السادات. كان المتحكم في مراكز القوى، بوصفه أحد رجال جهاز المباحث العامة الكبار، الذي تحول فيما بعد إلى «أمن الدولة». رافق السادات في الزيارات الخارجية، وكان يسجل لكل من يعمل في الرئاسة كي يطمأن الرئيس من الناحية الداخلية. «البديل» التقت مع اللواء طه زكي، في حوار كشف خلاله كواليس توقيع اتفاقية كامب ديفيد وتحليله لشخصية مبارك التى كان يعيش بها حينما كان نائبا للسادات. - كيف ترى مصر بعد تولى السيسي رئاسة الجمهورية؟ ** مصر دولة عظيمة مرت بكثير من العقبات دون أن تنحني، و«السيسي» ليس «ناصر» ثاني كما يقول البعض، فعبد الناصر زعيم يصعب تكراره، أما السيسي فهو رئيس جهاز المخابرات الحربية، وهو ضابط جيش منضبط، تحيط به مجموعة جيدة، لذا فهو يخاف جيدًا على مصلحة مصر، ويعلم كيف يدير بلدا عظيمة كمصر، وتكفى وقفته حين أنقذها من الإخوان. - هل كان شباب مصر على صواب حينما ثار في 25 يناير ثم في 30 يونيو؟ ** ثورة يناير كانت ثورة عظيمة، وبالطبع كان الجميع على حق في ثورته بعد أن عاشوا عدة أعوام تحت سطوة «الضرب بالجزم» قبل وصول مبارك للحكم، ثم عاشت مصر أسوأ فترات تاريخها في عهد مبارك من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها. أما بالنسبة إلى ثورة 30 يونيو، فعلينا أن نثني على «السيسي» لأنه أنقذ الشعب من الجماعة الإرهابية. - هناك عدد من الدعوات تتنقد أداء «السيسي»، خاصة مع توالي الأزمات الاقتصادية والسياسية الحالية. كيف ترى أداء السيسي الرئاسي، وما تقييمك للانتقادات التي طالت أداءه؟ ** أزمات مصر الاقتصادية الحالية سوف تنتهي، فما نحن فيه فترة مؤقتة، وعلى الجميع الوقوف بجانب السيسي، الشعب والشرطة والجيش. فالرجل يعمل لصالح مصر، ويكفى أنه تبرع بنصف راتبه ونصف ثروته التى ورثها عن أبيه. أما الأزمات السياسية، فالسيسي لم يسجن أو يعتقل أحدا، وجمعيات حقوق الإنسان قالت إن السجون المصرية ليس بها معتقل واحد، أما التهم التى يحبس بها الشباب فهي تهم من قبل النيابة لا تجوز مناقشتها، لأن النيابة جهه مستقلة وتعلم جيدًا كيف تعمل. - كيف ترى مستقبل جماعة الإخوان؟ وما رأيك في استمرار العمليات الإرهابية في مصر؟ ** جماعة الإخوان انتهت منذ 30 يونيو، واستمرار العمليات الإرهابية لا يعني سوى أننا بحاجة إلى وزير داخلية يقظ، وعلى الدولة أن تعيد جهاز أمن الدولة لأن رجاله يعرفون الإخوان جيدًا ويعرفون الطريق إليهم. - ماذا عن علاقتك بالرئيس المخلوع مبارك؟ علاقتي بمبارك كانت عادية حينما كان نائبا للسادات، لكنها أخذت تسوء بعد أن تولى رئاسة مصر، لأنه حاول الزج بي في السجن بتهمة الكسب غير المشروع. - هل تورط مبارك في اغتيال السادات كما أشيع؟ ** مبارك كان شخصية ضعيفة للغاية، منذ أن كان نائبا للسادات وحتى وقتنا الحالي، فهو أضعف كثيرًا من أن يشارك في قتل السادات، لأنه كان يخاف من السادات جدا. - هل كان لمبارك دور فعال حينما كان نائبًا للسادات؟ وكيف كان السادات يرى مبارك؟ ** مبارك لم يكن له دور يذكر كنائب للرئيس، لم يكن يكلف بأداء أية مهام سوى حضور اللقاءات الرسمية ومصاحبة الرئيس في الزيارت الخارجية، وهناك موقف شهير حينما كان السادات في زيارة ل "وليد جنبلاط" زعيم الحزب الاشتراكي في لبنان. استمر اللقاء بينهما ساعتين ونصف الساعة، وبعد انتهاء اللقاء قال «جنبلاط» للسادات: «كان بدي أسمع صوت نائبك»، فرد السادات عليه ضاحكًا: «هنسجل له تسجيلات ونرسلها لك». لأن مبارك التزم الصمت طوال اللقاء، وكان كل دوره تقديم "الطفاية" للسادات وتنظيف "البايب". - هل كان السادات يرى اختياره لمبارك كمستشار له اختيارا موفقا؟ ** السادات اختبار مبارك ليتأكد من ضعفه، ففي أحد الأيام أمرني بإصدار قرار بنقل اختصاصات النائب إلى منصور حسن، واتصل بي سعد شعبان – مدير مكتب مبارك وقتها وقال لي: «معنى القرار إننا نلم ورقنا ونفضي المكتب!». بعدها ذهب مبارك إلى عثمان أحمد عثمان، الذي كانت تربطه بالسادات صداقة قوية، وانهمر مبارك في البكاء، حتى ذهب عثمان إلى السيدة جيهان السادات لتتوسط من أجل إعادرة مبارك لمنصبه، ثار السادات وقال: «عثمان ليس له دخل بالسياسية»، وأعاده نائبا للرئيس لكنه كان يطلق عليه «حوستي» وليس «حسني». - ما الدور الحقيقي لمبارك في حرب أكتوبر؟ وحكاية الضربة الجوية الأولى؟ الإعلام المصري هو الذي أشاع مقولة «صاحب الضربة الجوية» و«بطل الحرب والسلام» وهذا غير صحيح بالمرة، فلم يكن لمبارك أي دور في حرب أكتوبر، فلم يخطط للحرب ولم يكن بطل الضربة الجوية كما يقولون، فمن خطط للحرب هم أنور السادات والجمسي واللواء محمد علي فهمي. وأثناء الحرب أخبر المشير أحمد إسماعيل الرئيس السادات في غرفة العمليات أنه يريد من الطيران أن يوجه ضربة لمطارات العدو في سيناء قبل العبور، فرد عليه السادات قائلا: «ما ينفعش يا أحمد خلي محمد على فهمي يغطي العبور بالدفاع الجوي والولاد يعبروا ويحسوا إنهم متأمنين، وبعد كده الطيران يقوم بطلعاته العادية»، وهذا ينفى الدور الذي صورته وسائل الإعلام لصالح حسن مبارك في الحرب فدوره لا يزيد عن دور أي جندي حارب في المعركة. - ماذا عن كواليس اتفاقية السلام ومعاهدة كامب ديفيد؟ ** الرئيس السادات بعد انتهاء حرب أكتوبر فكر في كيفية استعادة سيناء والجولان من العدو الصهيوني، وذات يوم قال لي السادات "بشكل شخصي" إنه يريد مقابلة رئيس فلسطين، ووقتها التقيت برئيس الرابطة الفلسطينية "سعيد كمال" وأخبرته برغبة السادات فرفض، بعدها قال السادات: «الفلسطينيون لن يحصلوا على أي حقوق لأنهم يعاندون العرب من أجل العناد». - كيف تم توقيع الاتفاقية؟ ** قبل أن يذهب السادات إلى إسرائيل ب3 أيام قال لي إنه ذاهب في مأمورية إلى سوريا، وذهبت وقتها لكي نلتقي بالرئيس السوري حافظ الأسد، وقال السادات للأسد: «تسمح لي أتحدث باسمك كي استرد لك الجولان؟ فقد قررت الذهاب إلى إسرائيل»، فرفض حافظ الأسد وقال له نصًا: «مو هيك سوريا لن ترجع سوى بالسلاح». واستمرت المحادثات بينهما ساعات طويلة دون جديد. - ماذ حدث بعد ذلك؟ ** في ذلك الوقت اجتمع حزب البعث السوري في دمشق وقرر اعتقال الرئيس السادات، لكن حافظ الأسد رفض وقال كيف يكون رئيس أكبر دوله عربية في سوريا ويتم اعتقاله هو ومن معه؟ وفور صعودنا إلى الطائرة اتصل "بيجن " بالسادات وقال له إن ما يحيط به من طائرات على الخطوط السورية تريد قتلنا، وطلب منه السماح بتأمينه حتى الوصول إلى الخطوط المصرية. - هل تتفق مع السادات حين وقع اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني المغتصب؟ ** لم يكن هناك بديل وقتها، فالكيان الصهيوني هو من يحكم أمريكا وليس العكس، وقرار السادات كان صائبا وقتها من أجل استرداد سيناء. - الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل انتقد الاتفاقية، واعتبر التوقيع «تطبيع» مع الكيان الصهيوني. كيف ترى ذلك؟ ** هيكل كان يكره السادات لأن السادات لم يجعله الصحفي الأوحد مثلما فعل عبد الناصر، وهيكل كان يحاول ترويج فكرة أن الجيش المصري ضعيف، فقال إن الجيش المصري لن يستطيع العبور في الوقت الحالي، وكان يجب أن يحاكم بتهمة الخيانة لأنه اتهم الجيش المصري بالضعف. - بعض الشباب الثوري يطالب حاليا باستغلال ما تشهده سيناء من إرهاب وإلغاء اتفاقية كامب ديفيد. ما رأيك؟ ** إلغاء كامب ديفيد ليس بالأمر السهل، لكن إلغاءها يعني بوضوح الدخول في حالة الحرب مع الكيان الصهيوني. وأحب أن أوضح أن الشباب الثوري منذ أيام السادات وهو يرفع شعار «ع القدس رايحين.. شهداء بالملايين» ولم نجد أي شاب منهم لديه الاستعداد والقدرة على الحرب، فهي لا تعدو مجرد شعارات رنانة فقط.