لطالما كانت القضية الفلسطينية بوصلة ومقياس وطنية أى نظام عربى، فهى قضية محورية لا يختلف عليها أى عربى وطنى، فمنذ عام 1948 إلى الآن كانت قضية فلسطين هى قضية الأمة بأسرها يتأثر المواطن العربى بهمومها ينتكس بانتكاساتها وينتصر بانتصارتها، فكان انتصار المقاومة اللبنانية فى 2006 وانتصار المقاومة الفلسطينية فى غزة 2008 و2012 انتصارا لكل العرب. لم يستطع أحد أن ينسينا أبداً أننا محتلون، وأن أرض فلسطين محتلة ففى عز جبروت وبطش نظام مبارك رأينا الشارع ينتفض مع الانتفاضة الفلسطينية فى سبتمبر 2000، الآن وفى هذه الأثناء تشن آلة الحرب الصهيونية حرباً على قطاع غزة حرب فى أيامها الأولى أذهلنا جميعا قدرة المقاومة فيها حربا بها الكثير من التطورات التى ستكون بداية زوال الاحتلال بإذن الله. بدأ الكيان الصهيونى من جديد عدوانه الغاشم على غزة فى محاولة منه لاقتلاع جذور المقاومة الفلسطينية، ولكن على ما يبدو أن عنجهية وغرور الكيان الصهيونى المعتادين أوقعته فى مأزق جديد، فبعد صدمة خطف المستوطنين الثلاثة من قلب منطقة يسيطر عليها جهاز الأمن الداخلى الصهيونى "الشاباك"، وهى الضربة التى جعلت من قيادات الصهاينة مجموعة من الثيران التى تنطح بلا حساب للعواقب، بدأ العدوان على غزة وتلقى الصهاينة صدمة جديدة لم تستطع مخابراتهم توقعها. تطور منظومة الصواريخ فى يد المقاومين، والتى وصلت إلى أقصى شمال الأراضى المحتلة فى حيفا والتى تبعد عن غزة مسافة 140 كم، أحدث ذعرا كبيرا فى أوساط الصهاينة، مما استدعى حكومة نتنياهو إلى فتح الملاجئ فى حيفا لأول مرة فى تاريخ حروب الصهاينة مع غزة، دخول معظم الأراضى المحتلة لمرمى صواريخ المقاومة تطور نوعى كبير للمعركة وصفعة قوية نزلت كالصاعقة على وجه الصهاينة. المقاومة فاجأت الصهاينة مرة أخرى، ولكن هذه المرة جاءت المفاجأة من البحر حينما نقلت وسائل الإعلام العبرية خبر اقتحام فريق من الضفادع البشرية التابع لحماس قاعدة زيكيم البحرية ذلك الخبر الذى نقلته وسائل الإعلام العبرية وسط حالة من عدم التصديق، اختراق أبطال الكوماندوز الفلسطينى قاعدة بحرية للعدو هو نقلة نوعية لم تخطر ببال أشد المتشائمين من القيادات الصهيونية. صفعات المقاومة ستجبر قيادات الصهاينة على ارتكاب حماقات أخرى غير مدروسة في محاولة منهم لرفع الروح المعنوية للمجتمع الصهيونى وجنوده، والتى انهارت على مدار الأيام القليلة الماضية، تلويح نتنياهو بإمكان التصعيد بعملية برية هو قرار إن اتخذته حكومته سيفتح المجال لصفعة أخرى للصهاينة فالكفاءة القتالية لجنود المقاومة أكبر بكثير من جنود الاحتلال كما أن العقيدة القتالية لجنودنا أقوى بكثير من عقيدة الصهاينة، علاوة على أن كل الحروب البرية التى خاضها الصهاينة مع كتائب غير نظامية انهزمت فيها هزيمة نكراء رغم تفوق الصهاينة فيها بالسلاح. نجاح كبير حققته المقاومة فى تضليل العدو ومخابراته فصواريخ مثل M75 وبراق 70 ستكون بمثابة انتصار جديد للمقاومة فى حربها الحالية مع الصهاينة، تلك الحرب التى ستبين كسابقيها مدى ضعف الجيش الصهيونى ومدى عمالة الأنظمة العربية.