"إحنا صايمين…حرام عليكم"، كلمات وجهها عدد من أهالي مدن وقرى محافظة شمال سيناء للمحافظ والمسئولين، بعد الانقطاع المستمر لمياه الشرب، خلال شهر رمضان، ما أضطرهم إلى شراء المياه بالجراكن التي يصل سعر الواحد منها 5 جنيهات . حيث يعاني مواطنو شمال سيناء الكثير والكثير، بداية من الحرب على الإرهاب وصولًا بانقطاع شبكات الاتصال والكهرباء، لتأتي مشكلة انقطاع مياه الشرب لتزيد من معاناتهم اليومية، حيث أكد عدد من المواطنين أنهم اشتكوا أكثر من مرة، ولكن إلى الآن لم يتم حل مشكلة انقطاع المياه، حيث تركز الانقطاع في أحياء وقرى بمركز رفح ومدينة الشيخ زويد والأحياء التابعة لها والقرى الجنوبية، بالإضافة إلى مدينة العريش التي انقطعت المياه بها عن أحياء أبو صقل والريسة والضاحية والعبور والمساعيد" لأكثر من أسبوعين متواصلين . فيما قال أهالي حى الكوثر، إنهم في معاناة حقيقية، مؤكدين أنهم اشتكوا مرارًا وتكرارًا لحل مشكلة المياه، ولكن لم يستجب أحد، مستنكرين انقطاع المياه بقولهم "تنقطع المياه منذ ما يقرب ال 20 يوم، ولم نتحدث ولكن في رمضان ماذا نفعل؟؟، مرددين كلمات "إحنا صايمين …حرام عليكو" . حيث أكد "محمد السيد" من أهالي حي الكوثر، أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى مرفق المياة بالانقطاع المستمر لمدة تزيد عن ال20 يوم، وجاءنا رد أن العاملين بالمرفق لا يستطيعون الوصول للآبار لإصلاحها، نظرًا للأوضاع الأمنية التي تعاني منها المحافظة . وقال " أحمد على " من حي المساعيد أن المياه دائمة الانقطاع وعند الاتصال بالأرقام الخاصة بالشركة فلا يرد علينا أحد، وحتى سيارات الشركة تأتي على فترات متباعدة جدًا، وناشد اللواء "عبد الفتاح حرحور" محافظ شمال سيناء للتدخل السريع لإصلاح المشكلة، قائلًا "نحن في شهر رمضان، إن كنا سنتحمل العيش بدون مياه في الأيام العادية، ولكن كيف نتحملها في شهر الصيام؟؟" ومن جانبه أوضح "هيثم السيد" من حي أسيوطبالعريش، أن المياه لا تأتي سوى مرة بالأسبوع، ونظرًا لأزمة انقطاع المياه التي تجتاح المحافظة فنحن نشتري المياه من سيارات تقوم ببيعها بسعر 5 جنيهات للجركن الواحد، ناهيًا حديثه بكلمات "إحنا فينا اللي مكفينا..كمان المياه..حرام عليكم إحنا في الشهر الكريم" . وسبق أن ألقت "البديل" الضوء في السابق على معاناة أهالي شمال سيناء في الحصول على مياه الشرب يوميًا، حيث أشرنا أن مواطني شمال سيناء يدخلن في رحلة طويلة للحصول في النهاية على مياه الشرب، والتي تعتبر أقل حقوق الإنسان، حيث أن المحافظة لها وضع خاص، إذ تتوافر مياه الشرب لمواطني شمال سيناء "يومان فقط" خلال الأسبوع على حسب المنطقة والتوزيع المتبع بالمحافظة . حيث تبدأ المحطات الرئيسية للمياه وتصب من القنطرة .. وصولًا إلى العريش، ويتم تخزينها في خزانات تابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي .. ويبدأ ضخها على المناطق في أيام معينة.. كل يومين في الأسبوع وتوزع على كل منطقة يومين، ويأتي بعد ذلك دور مواطني شمال سيناء في أن يتوفر لديه خزانات خاصة به لاستلام المياه وتخزينها، مثل مخزون الطعام، ولذلك يتحتم تخزين المياه بشكل يكفي احتياجاته حتى يأتي الموعد الخاص به لاستلام حصته من المياه، وإذا انتهت المياه لديه سوف يجد صعوبة شديدة ليحصل على المياه . ومع هذه المعاناة الشديدة التي يعانيها المواطن السيناوي في الحصول على مياه الشرب يوميًا في حياته العادية، إلا أن المحافظة تشهد أزمة انقطاع مياه كليًا في الآونة الأخيرة، وهذا ما أثار حالة من الغضب الشديد لدى المواطنين، الذين تعدى انقطاع المياه عليهم الثلاث أسابيع، لأن انقطاع المياه يزيد من معاناتهم خاصة خلال شهر رمضان والصيام . ومن جانبه أكد مصدر مسئول بشركة المياه والصرف الصحي بشمال سيناء، أن التعديات الكثيرة والانقطاع المستمر للتيار الكهربي بمحطة الرفع الرئيسية بالقنطرة شرق، وتعدي المواطنين على الخطوط سبب كبير في عدم حصول شمال سيناء على الحصة الكاملة من المياه يوميًا، والتي تقدر ب110 آلاف متر مكعب، وأن ما يصل نحو 70 ألف متر مكعب يوميا من خلال الثلاثة خطوط المغذية للعريش، بجانب تهالك شبكات المياه بالعريش والذي يؤدي لفقد كميات كبيرة من المياه .