نشرت صحيفة «واشنطن بوست» وثيقة دبلوماسية مسربة من مجموعة وثائق «ويكيليكس» عام 2008 عن السفير سامح شكري الذي اختير مؤخرا ضمن حكومة المهندس إبراهيم محلب، ليشغل منصب وزير الخارجية. ووفقا للوثيقة المسربة، فإن «شكري» الذي شغل منصب مندوب مصر فى الأممالمتحدة من 2005 حتى 2008، ثم عمل سفيرا لمصر فى الولاياتالمتحدة منذ عام 2008 حتى عام 2012، يتسم بأنه رجل عنيف وصارم ومتشدد، وأهدافه تخالف السياسات الأمريكية، و«كان يتعامل بعدوانية غير مبررة مع البعثات الدبلوماسية الأمريكية التى تقابله، حيث فى إحدى المرات وقف فى منتصف اللقاء وأنهاه». وأضافت الوثيقة أن «شكري» له مواقف خطيرة تجاه "إسرائيل" والقضية الفلسطينية، ففي إحدى الجلسات وصف إسرائيل ب «الاحتلال الأجنبي» ودافع عن حق الفلسطينيين في مقاومة المحتل والدفاع عن أنفسهم، وأثار ذلك دهشة الحضور، حيث كان كلامه مغايرا لما قاله وزير خارجيته أحمد أبو الغيط عن عملية السلام». «البديل» حاولت رصد آراء السياسيين فى السيرة الذاتية لوزير الخارجية الجديد، وجدوى اختيار وزير خارجية عمل سفيرا للولايات المتحدة أيضا. يقول أحمد الكيال – القيادي بجبهة الشباب الناصري، إن ما سمعناه عن وزير الخارجية الجديد من خلال تلك الوثيقة الدبلوماسية المسربة، يجعلنا نتطلع إلى مواقف ندية إلى أقصى حد بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية، ونأمل أن يكون الرجل كما وصفته الوثيقة ويحاول إعادة هيبة مصر خارجيا والتعامل مع الولاياتالمتحدة بمنطق المصالح المشتركة لا التبعية كما كان يحدث فى السابق. وأَضاف «الكيال»: الأيام وحدها ستثبت كفاءة الوزير وسيرته، فالشعب المصري يتطلع لأداء قوى خارجيا وإعادة مصر دولة لها ثقلها على المسارات الإقليمية والعالمية كما كان الحال فى عهد الزعيم جمال عبد الناصر. وقال عمرو عزت – القيادي باتحاد الشباب الاشتراكي، إن الحكومة الجديدة ككل ووزير الخارجية بشكل خاص يتحملون المسئولية كأول حكومة للرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي، وسيعبرون بكل تأكيد عن سياساته وتوجهاته فى إدارة الدولة، وحجم التطلعات والمطالب الشعبية كبير بالنسبة إلى هذه الحكومة، ونجاحها الحقيقي مرهون بتلبية مطالب الشعب المصري، ونظن أن الشعب قال كلمته بالنسبة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث رفعت لافتة كبيرة على مدخل ميدان التحرير خلال 30 يونيو تطالب بطرد السفيرة الأمريكيةآن باترسون، وعدم تدخل البيت الأبيض فى الشأن الداخلي المصري. وأَضاف «عزت» أن اختيار وزير خارجية عمل سفيرا لمصر فى الولاياتالمتحدة ربما يكون مصادفة، وربما يكون لخبرته فى كيفية التعامل مع الدبلوماسية الأمريكية، ومواجهة أية محاولة للتدخلات الأمريكية فى الشأن المصري، والأهم من هذا الربط أن يثبت الرجل كفاءته ويعيد لمصر علاقاتها المتوازنه عالميا. وعلى العكس، يقول مجدي حمدان – القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، إن وزير الخارجية الجديد كان مدير مكتب معلومات مبارك، وتم اختياره لامتصاص غضب الولاياتالمتحدةالأمريكية من مصر، وتهيئة الرضا العام للرئيس، مشيرا إلى أن هذا هو ما يفسر لماذا يختارون وزيرا كان سفيرا فى الولاياتالمتحدة وتربطه علاقات بالإدارة الأمريكية. وعن وثيقة «ويكليكس» المسربة، قال «حمدان» إن هذا يعد «عمل مخابراتي» لتبييض وجه الرجل وتصويره فى صورة البطل الشعبي المرفوض أمريكيا، لكن الحقيقة تخالف ما يتم كتابته عن الرجل.