تضاربت تصريحات المسئولين حول توقيت فتح محطة السادات "تبادليا"، حيث تناقلت وسائل الإعلام ما يفيد افتتاح المحطة يوم عيد العمال، فيما أكد المهندس على فضالى – رئيس شركة المترو إعادة فتح محطة أنور السادات كمحطة تبادلية بين الخطين الأول والثاني الأسبوع المقبل، لافتا إلى أنه يجرى حاليا إغلاق مداخل ومخارج الأرصفة المؤدية إلى خارج المحطة، بحيث تكون تبادلية فقط؛ مشيرا إلى أن يوم الافتتاح سوف يتم تحديده بالتنسيق مع الجهات الأمنية ووزير النقل. وأعرب المركز المصري لحقوق الإنسان، عن رفضه القرار المتسرع من شركة تشغيل مترو الأنفاق بشأن تشغيل محطة السادات "تبادليا" فقط، بزعم تخفيف الازدحام والتكدس عن محطة "الشهداء" التي لا يوجد بديل لها في التبديل بين الخطين الأول والثاني، وخطورة سقوط ضحايا جراء هذا القرار غير المدروس. ورغم شكاوى ملايين المصريين ممن يستخدمون هذا المرفق الحيوي من خطورة وجود محطة واحدة للتبديل، وإلغاء محطة السادات، فإن الشركة لم تنظر لهذا الأمر بعين الاعتبار، واستسلمت للتحذيرات الأمنية دون اتخاذ تدابير أو مسارات بديلة للتخفيف عن المواطنين. وحذر المركز من خطورة فتح محطة "السادات" مع تنفيذ مخطط الشركة في التعاقد مع شركة أمنية لغلق مداخل المحطة، خاصة وأن مثل هذه الخطوة قد تؤدى إلى كارثة حال تعرض المحطة لأية أعمال إرهاب أو عنف أو حريق، وهو ما سيترتب عليه مزيد من الخسائر البشرية والمالية. وحمل المركز حكومة المهندس إبراهيم محلب، مسئولية حماية أرواح المواطنين، وتخفيف العبء عنهم في التبديل بين خطوط المترو، وتحمل أية مخاطر قد تنجم عن اقتصار تشغيل محطة "السادات" للتبديل فقط، أو استمرار إغلاقها، خاصة وأن المحطة طالت مدة إغلاقها. من جانبهم، رضي المواطنون – كعادة المصريين مع حكوماتهم – بالقليل، حيث أعربوا عن ارتياحهم لقرار إعادة فتح المحطة للتبديل، لمجرد أن فتحها من شأنه تخفيف الضغط عن محطة الشهداء التي استحالت «وكرا» للمتحرشين والباعة الجائلين. أوجزت هذه القناعة والرضا فاطمة محمد – موظفة، قائلة: «أخيرا لقينا حد يحن علينا ويرحمنا من زحمة الصبح وآخر اليوم»، مضيفة أنهم طالبوا بهذا القرار منذ فترة، لاسيما وأن مصالح الكثير من المواطنين تعطلت جراء الزحام والتكدس في محطة الشهداء. وبابتسامة سخرية قال مصطفى عطا – مدرس تاريخ، إن المترو بات كغيره من وسائل «تعذيب وتهذيب المواطنين»، وكأن الدولة تعاقبهم على التزامهم في العمل؛ حيث افترش الباعة الجائلون طرقات وسلالم المترو، وانتشر المتسولون. وأضاف أنه بعد انقضاء ثمانية أشهر على غلق المحطة منذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، عانى خلالها المواطنون من الزحام والتكدس والإغماءات والتحرش، وهو ما يجعل الكل يتغاضى عن أية أضرار وتحذيرات من الخبراء والمراكز الحقوقية؛ لأن الموت يهدد المصريين في شتى الطرق وفي كل وسائل المواصلات، ولكن نتمنى ألا تكون هذه الخطوة قد اتُخذت بشكل عشوائي وغير مدروسة العواقب كما تعودنا من كل الحكومات.