"يجب الا نثق بالامبريالية ولو للحظة للابد" هكذا قالها جيفارا ،، فالنظرة التوسعية الامبريالية لدول الغرب الاستعمارية تظل هي السبب الرئيسي والاساسي في كافة اشكال الغزو الغربي لدول الشرق ؛ تلك النظرة التي ظلت السبب الرئيسي في انحدار حضارتنا الشرقية بكل جوانبها لان هذه الدول الغربية تنظر لانفسها علي انها محور العالم ولا يجب ان تكون هناك حضارات مخالفة لافكارها ونظرتها . كانت النظرة التوسعية في البداية بالتزامن مع بداية عصر التطور والنهضة لدي تلك الدول الغربية تقتصر علي الغزو العسكري للتأثير علي الدول الاخري واستنزاف خيراتها الفكرية والثقافية ومواردها الاقتصادية والطبيعية وكان هذا الغزو العسكري يفتقد الي المشروع الفكري الغربي وان كانت بعض المظاهر الغربية تنتقل بشكل غير واسع عن طريق التأثير الغربي للدول المحتلة عن طريق اللغة والعادات ونمط الحياة ولكن لم يكن هذا تحت رؤية حضارية واحدة من دول الغرب ؛ وظلت هذه النظرة تسير بهذا النمط حتي انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية العالم متعدد الاقطاب الذي كان يمثله القطبين الاساسين "الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد السوفيتي" ؛ وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي بعد الحرب الباردة وبدأ العالم مرحلة جديدة وهي مرحلة القطب الواحد الذي تمثل في الولاياتالمتحدةالامريكية التي اصبحت المحرك المركزي للعالم ومع بداية تلك المرحلة بدأ التركيز علي مشروع فكري غربي يكون بديلا عن الآلة العسكرية واساس هذا المشروع كان يقوم علي ركائز اساسية وهي الديمقراطية ، الليبرالية ، الرأسمالية والاقتصاد الحر . مع قيام هذا المشروع بدأت مرحلة جديدة من الغزو الغربي علي الشرق تتمثل هذه المرحلة في الغزو الفكري والثقافي وبدأ هذا الغزو في الانتشار بعد قيام النظام العالمي الجديد المتمثل في قيام العالم علي القطب الواحد الامريكي وبدأ ترسيخ العولمة داخل مجتماعتنا الشرقية والذي ساعد علي تأثر الحضارات اللاغربية بالحضارة الغربية من فكر وثقافة واقتصاد وسياسة عن طريق الوسائل الاعلامية والشركات الرأسمالية الكبري ؛ وهذا الغزو الفكري الغربي يظهر بشدة في عدة مظاهر بدأت تطغو علي حضاراتنا وثقافتنا عن طريق جعل المجتمع الشرقي مجتمع استهلاكي بحيث تحول الانسان والطبيعة الي مادة استعمالية ، وتلك النظرة نجدها تتمثل في سعي المجتمع في اشباع رغباته الجنسية والمادية والغرائزية دون الاكتراث الي ماهو اعمق من ذلك وهو العقل والدين والثقافة الشرقية ؛ فاختزل الانسان سعادته في اشباع رغباته الاستهلاكية واقتصار المعاملات علي المنافع مما ادي الي انحدار المجتمع ومعاني الانسانية الفاضلة والثقافة المجتمعية والسلوكية والاخلاقية داخل المجتمع ؛ واتخذ الغزو الفكري عدة منافذ ليمحي بها اصالة واداب الحضارة الشرقية مثل الصهيونية والماسونية والتغريب ؛ فانتشر الغزو الفكري واقام مدارسه الفكرية داخل مجتمعاتنا فاصبح المحتمع لا يختلف عن الشكل العربي في نمط الحياة او الملبس والعادات واصبح هناك حرب علي العقائد الموروثة والثوابت والقيم المعتاد عليها داخل المجتمع وسعي الغزو في الغاء الضوابط الاخلاقية والمسئولية الفردية والدعوة الي رفع الوصاية واقامة الفوضوية وتزيين الباطل عن طريق الاعلام والصحافة وساعد علي ذلك انحراف التعليم ومناهجه عن الواقع . ومن هده المظاهر وغيرها نلاحظ الغزو الفكري علي مجتمعنا الشرقي وسعي الدول الغربي لالغاء مظاهر الحضارة والاداب المتآصلة في مجتمعاتنا ، ونري سعي الغرب في جعلنا مستمرين في الوقوع داخل فخ التبعية الفكرية والاخلاقية والثقافية للمشروع الغربي ؛ ولهذا يجب علينا التمسك بمظاهر وعادات حضاراتنا الشرقية والسعي للخروج من هذه التبعية الفكرية التي تسيطر علي مجتمعنا .