قال الكاتب والأديب يوسف القعيد، أن الأديب الراحل توفيق الحكيم، كتب «عودة الوعي» ليقدم بها نفسه إلى نظام الرئيس الراحل أنور السادات، بعد أن شعر بانتهاء مرحلة يوليو. وأضاف «القعيد» خلال مناقشة كتابه «هيكل يتذكر..عبد الناصر الثقافة والمثقفون» بمعرض الكتاب، أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ساند الحكيم ومنع خروجه فى حملة التطهير من وزارة الحقانية، وقدم له جائزة عندما تم مهاجمته من كتاب المسرح الشباب فى الستينات ليؤكد له أن الدولة كلها معه، مشيرا إلى أنه كان كاتبا مغرورًا، يحب أن يقرأ عن نفسه دائما ولذلك اخترع قصة عدو المرأة. وعن علاقته بالكاتب الصحفي الكبير «محمد حسنين هيكل» قال: توثقت صلتى بهيكل فى أواخر حكم السادات عندما كان يعد كتابه تاريخ الغضب، ثم نبتت فكرة إجراء الحوار معه وكنت أتصور أنه سيرفض ولكنه رحب بالحوار وجلسنا جلسات مطولة وأشهد أنه لم يرفض أى سؤال، وبعد الانتهاء من الحوار وجدت أنه يستحق أن يكون كتابا مستقلا، فأصدرته بهذا العنوان، لأن علاقة ناصر بالثقافة والمثقفين شابها الكثير من اللغط وأثيرت حولها العديد من الأسئلة. وأوضح «القعيد» أن «هيكل» قابل «عبد الناصر» لأول مرة فى عام 1948 أثناء حرب فلسطين وكان ثائرا وناقما على تناول الصحافة المصرية للحرب، ثم التقى به اللقاء الحاسم فى منزل محمد نجيب قبل الثورة ب12 يوم وقام بتوصيل عبد الناصر بسيارته وسأله الأخير، ماذا سيكون رد الإنجليز إذا حدث شيء في إشارة منه إلى اندلاع ثورة يوليو، فقال لن يحدث شيء، لأن القادة الإنجليز سيكونوا في أجازات، وبناء على هذه الرواية تم حسم موعد الثورة، وفى هذه الليلة نشأت العلاقة الإنسانية بين هيكل وناصر. من جانبه قال الكاتب " حلمي النمنم" :الكتاب يقدم الكثير من الأسرار والتساؤلات فى قضايا لا تزال معلقة حتى اليوم، فنحن علمنا منه أن الرئيس عبد الناصر أرسل «هيكل» ليعرض على المفكر أحمد لطفى السيد أن يكون رئيسا للجمهورية فقال له "قول لصاحبك دا مشروعك وعليك أن تتولاه". كما يحكى الكتاب الخلاف الذى حدث بين عبد الناصر ووزير الحقانية وقتها إسماعيل القباني، بسبب التخلي عن توفيق الحكيم ضمن عملية التطهير، حيث طلب عبد الناصر بعودة الحكيم ورفض القباني، إلا أن عبد الناصر أعادة باعتباره قيمة فكرية وثقافية، ودعا «النمنم» إلى ضرورة أن يجلس الكاتب مع «هيكل» مرة أخرى، ليسأله عن عدد من الشخصيات وبالتحديد شهدي عطية وسيد قطب. وأضاف الكاتب الصحفي حسين عبدالغني، أن الكتاب طبع لأول مرة عام 2003 وأعيد طباعته فى 2014، وستعاد قراءته بطريقة أخرى فى ظل الظروف الحالية حيث يتصدى الكتاب لعلاقة عبد الناصر بالثقافة والمثقفين، وهى علاقة حدث فيها تزييف كبير يصححها الكتاب ويقدم إجابات بالغة الصراحة من الشخص الأقرب لعبد الناصر وهو هيكل. وتابع: الكتاب به جرأة لأنه عادة ما يهتم المؤرخين بالسياسة المباشرة ولكن الكاتب ناقشها من وجهة نظر الثقافة والمثقفين ومع ذلك قدم إجابات تاريخية وسياسية لم تستطع الحركات السياسية أن تقدمها حول علاقة الثورة بنجوم وأساطير فكر ما قبل الثورة.