* هنية: مسعى عباس للأمم المتحدة لن يحقق الاستقلال وعلينا عدم استجدائه وتحرير الأرض البديل وكالات: سلم رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، طلب انضمام دولة فلسطين إلى المنظمة الدولية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم الجمعة، فيما ينتظر أن يلقي كلمة فلسطين في الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وتتجه الأنظار الجمعة إلى مقر الأممالمتحدة في نيويورك، حيث ينتظر أن يلقي رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، كلمته. وبعد أقل من ساعة على كلمة عباس، سيلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بكلمة، يتوقع أن يعلن فيها أن خطوة عباس تمثل تحركاً أحادي الجانب، لن تعمل إلا على تقويض آفاق التوصل لسلام حقيقي في المنطقة. بحسب مدير مركز “بروكينغز الدوحة”، سلمان الشيخ، فإن عباس، البالغ من العمر 76 عاماً، كان ومازال ملتزماً بالمفاوضات وعدم اللجوء للعنف، وهو يريد أن يخلف إرثاً ما. ويأتي تحرك عباس بعد أن أصيب بالإحباط جراء عدم تحقيق تقدم في صنع السلام وجراء خيبة أمله من إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما. واعتبر الشيخ خطوة عباس بأنها “تحرك سياسي ذكي” وأن ما قام به هو وضع حد للاحتكار الأمريكي لعملية صنع السلام، مضيفا: “إنهم يدوّلون العملية”. وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الجمعة، إن الفلسطينيين يجب أن يحرروا أرضهم وإلا يستجدوا الاعتراف بهم في الأممالمتحدة ورفضت الحركة بشدة مسعى الرئيس الفلسطيني في الجمعية العامة التابعة للمنظمة الدولية. وقبل ساعات من تقديم عباس طلبا رسميا للأمم المتحدة بمنح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الاممالمتحدة قال اسماعيل هنية القيادي الكبير في حماس ان المسعى لن يحقق الاستقلال. وقال هنية الذي يتزعم حكومة حماس في قطاع غزة “شعبنا الفلسطيني لا يتسول الدولة.. الدول لا تقام بالقرارات الاممية.. الدول تحرر أرضها وتقيم كيانها”. وقال هنية في تصريحات للصحفيين بعد صلاة الجمعة “الشعب الفلسطيني له أكثر من ستين عاما وهو يقاتل ويقاوم وقدم آلاف الشهداء وآلاف الاسرى والجرحى ومشردين في الشتات والمنافي من أجل تحرير الارض واقامة الدولة الفلسطينية على الارض الفلسطينية”. وأضاف “الدولة لن تأتي في اطار هذه المساومات وهذا الابتزاز السياسي”. ويقول عباس انه قرر التوجه الى الاممالمتحدة لطلب منح الفلسطينيين العضوية الكاملة لان محادثات السلام التي استمرت لمدة عشرين عاما وبشكل متقطع مع اسرائيل فشلت الى تحقيق سلام دائم. لكن الولاياتالمتحدة قالت انها ستستخدم حق النقض ( الفيتو) لمنع أي قرار بمنح الفلسطينيين العضوية الكاملة. وأضافت أن الخطوة الاحادية ستجعل تحقيق السلام أصعب. وقال هنية ان الفيتو الامريكي أظهر أن عباس يضيع وقته ويجب أن يركز على الانقسامات السياسية مع حماس بدلا من هذا المسعى. وأضاف “هذا هو الخيار وهذا هو الطريق وليس الجري وراء السراب”. في كلمته الجمعة أمام الأممالمتحدة، قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، “إن جزءاً رئيساً من الربيع العربي هو حق الفلسطينيين أن تكون لهم دولة قابلة للحياة خاصة بهم، والعيش بسلام جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل آمنة”. وقال: “أنا أؤيد ذلك بقوة، هناك الكثير من التوقعات حول ما سيحدث هنا هذا الأسبوع”، غير أنه أضاف: “لنكن واضحين حول حقيقة واحدة، لا يمكن لقرار لوحده أن يحل بديلا للإرادة السياسية اللازمة لتحقيق السلام، السلام لن يتحقق إلا عندما يقوم الفلسطينيون والإسرائيليون بالجلوس والتحدث مع بعضهم، وتقديم تنازلات، وبناء الثقة و التفاهم فيما بينهم”. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عنه قوله أيضاُ: “لذلك دورنا هو دعم هذا وهزيمة أولئك الذين يتبنون العنف، وقف نمو المستوطنات، ودعم الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء لتحقيق السلام”. من جهته، أكد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الأربعاء، أن أي فيتو أمريكي على الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين في مجلس الأمن “قد يفضي إلى دوامة من العنف في الشرق الأوسط”. ودعا ساركوزي، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إلى قبول فلسطين “كدولة بصفة مراقب” في الأممالمتحدة، عارضا جدولا زمنيا مدته عام للتوصل إلى “اتفاق نهائي” لإرساء السلام مع إسرائيل، بحسب وفا. الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، قال إن فوز نتنياهو بالانتخابات ومواقفه السياسية “هي السبب في تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط، وان المجتمع الإسرائيلي منقسم بالنسبة لعملية السلام حسب أصول كل طائفة.” وأضاف “مع استلام نتنياهو للسلطة في إسرائيل الغي عمليا التفاهمات بين الجانبين والتي تم التوصل إليها في كامب ديفيد”، بحسب “وفا”. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز قولها إن “نتنياهو هو المسؤول المركزي عن جمود عملية السلام، الأمر الذي دفع الفلسطينيين إلى التوجه للأمم المتحدة”. وأضافت: “لقد رفض نتنياهو جميع الحلول الوسط للتوصل إلى سلام وعلى ما يبدو فانه مشغول في صراع البقاء السياسي المحلي أكثر من عزل بلاده أو التهديد من تجدد العنف في الضفة الغربية وعلى حدود دولته”. وتابعت: “الولاياتالمتحدة وشركائها في الرباعية الدولية سيضطرون من الآن إلى تقديم خطة جديدة مع جدول زمني لإنهاء المباحثات، والحل معروف لكنه بحاجة إلى شجاعة سياسية، وأبو مازن أراد مواصلة المفاوضات من النقطة التي انتهت فيها مع حكومة أولمرت لكن نتنياهو يصر على البدء من الصفر”. يشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أعلن مجددا الجمعة، تأييده لدولة فلسطينية مستقلة، موضحا أن عضوية فلسطين في الأممالمتحدة مسألة تحسمها الدول الأعضاء.