قالت مجلة "فرونت بيدج" الأمريكية اليوم، إن دعم الولاياتالمتحدة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر والصفقة النووية مع إيران دفعت العالم العربي إلى أحضان روسيا، فالحكومة المصرية التي كانت حليفة واشنطن تمهد لشراء أسلحة روسية بمبلغ 2 مليار دولار، مما يشير إلى إعادة التقويم الاستراتيجي في الشرق الأوسط ووضعه تحت سيطرة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتن"، موضحة أن بذلك أحيت القاهرة وموسكو الحرب الباردة مجددا. وأضافت المجلة أن مصر فتحت الباب لروسيا بعد قرار إدارة "أوباما" بتعليق بعض المساعدات العسكرية للحكومة المصرية ردا على الإطاحة بالرئيس المعزول "محمد مرسي" وجماعة الإخوان المسلمين، في حين تواصلت المساعدات الأمريكية للإخوان دون هوادة. وذكرت المجلة أن المملكة العربية السعودية تشرع في دور مماثل كما فعلت مصر، والآن تتحدث بصراحة للصحفيين حول كيف ستصبح بلادهم أكثر استقلالية في رد فعل على سياسة الولاياتالمتحدة، وبالتالي عرضت الرياض على "بوتن" تحالف وشراكة استراتيجية حال تخليه عن نظام "الأسد". وأوضحت أن الأسرة الحاكمة في البحرين، وهي عدوة لجماعة الإخوان وإيران، تشعر بنفس شعور السعودية، وقد قال ولي العهد مؤخرا: يبدو أن أمريكا تعاني من انفصام في الشخصية عندما تتعامل مع العالم العربي، ومقارنة بروسيا، فقد أثبت الروس أنهم أصدقاء موثوق بهم". ورأت المجلة أن هذا الاستياء لم يبدأ بعد الربيع العربي وصعود الإخوان للواجهة، ولكنه ظهر بعد وقت قصير من تولي الرئيس "أوباما" منصبه، وبحلول يونيو 2010، أعرب مسئولون من مصر والأردن عن استيائهم من سياسة الولاياتالمتحدة، حيث قال مسئول مصري لم يكشف عن هويته:" فقط إذا تعاملت مع الولاياتالمتحدة بطريقة قاسية واتخذت مواقف معادية ضدها، ستصبح واشنطن أكثر مرونة وتصغي لك". ولفتت إلى أن الشرق الأوسط الآن ينقسم إلى ثلاث تحالفات، الأول، تركيا والإخوان المسلمين وحماس وقطر وتونس، وإدارة "أوباما" تميل إلى هذا التحالف وتستخدم أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لنشر الإسلام التركي والقطري. أما التحالف الثاني هو إيران وحزب الله والعراق، والإدارة تحاول بناء علاقة أفضل مع هذه الكتلة، أما التحالف الثالث، فهو مصر والسعودية والأردن والإمارات والبحرين والكويت. وتعتقد المجلة الأمريكية أن التحالفين الأول والثاني يقفان معا ضد الثالث، حيث إن تركياوإيران ترغبان في تحقيق وقف إطلاق النار في سوريا، ويقول كبار المسئولين إنهم يرغبون في التكاتف ليصبحوا العمود الفقري للاستقرار الإقليمي، كما أنه في وقت سابق من هذا الشهر أعلنت حركة حماس أنها استأنفت العلاقات مع إيران. واختتمت المجلة بأن روسيا الآن في وضع مثالي، حيث إن الكل يشتهي صداقتها، ولكنها لحظة محرجة في التاريخ عندما يستبدل الشرق الأوسط الولاياتالمتحدةبروسيا.