أكدت الدكتورة رشا إسماعيل مديرة المركز القومي للترجمة أن النهوض بثقافة المجتمع يبدأ بالترجمة، مشيرة إلى أن القارئ المصري ليس نهماً. وقالت الدكتورة رشا – في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط أمس الخميس – "لو نهضنا بالترجمة سوف ننهض بثقافة المجتمع وفي نفس الوقت لا نستطيع أن ننهض بالترجمة دون النظر إلى طبيعة المجتمع المصري والعربي". وأضافت :"يجب تشجيع أفراد المجتمع على القراءة في المدارس والجامعات ، فنحن نترجم لجيل الشباب بمختلف شرائحه وليس فقط للاكاديميين أو المتخصصين في الترجمة". وتابعت :" لو أخذنا أوروبا مثلا فان الرواية الفرنسية تترجم إلى جميع اللغات الأوروبية خلال بضعة أشهر وهناك اختلاف بين طبيعة المجتمعات لان الشعوب الأوروبية تقرأ في المترو والمدرسة والجامعة والنادي". وأكدت ضرورة تنمية ثقافة القراءة داخل المجتمع المصري ، مبدية طموحها في تبنى سياسة تسويقية جديدة تجعل الكتاب يصل إلى جميع أفراد المجتمع. وقالت الدكتورة رشا إسماعيل مديرة المركز القومي للترجمة :"للأسف معدل القراءة في مصر لا يتجاوز 6% في المدن و 2% في الريف وهو رقم ضئيل جدا مقارنة بالمعدل الأوروبي". وأضافت :"أننا في المركز القومي للترجمة نحاول أن نبحث عن المجالات التي تلقى رواجًا لدى القارئ العادي فتبسيط العلوم ونشر الثقافة والآداب العالمية هي مهمتنا الرئيسية". وقالت :" أنا استاذة في جامعة القاهرة وكنت مسئولة عن تعليم الشباب وأكمل دوري ومسيرة عملى في وزارة الثقافة بنفس الكيفية وأضع دائما نصب عيني المستقبل والشباب واحتياجاتهم بالمعرفة". وحول ما إذا كانت الدولة تتدخل في سياسات المركز ، قالت الدكتورة رشا :" المركز لا يتبع توجه السلطة بأي شكل ، فرغم اننا جزء من وزارة الثقافة لكننا لسنا دمية في يد النظام ، ورغم أننا جزء من المنظومة، فنحن نحاول دائمًا الحفاظ على استقلالنا وهذا سبب تميز المركز". وأضافت :" كلنا نعلم أن الثقافة مرت بفترات عصيبة في عهد وزير الثقافة السابق ، فقد تلقيت منه بعض الإشارات غير المباشرة بتعيين بعض المقربين منه دون وجه حق ودون أى سند قانوني وكان رد فعلى هو عدم الانصياع رغم أن هذا كان جزءًا من سياسات الوزارة في هذا التوقيت". وأردفت بالقول :" أنا لا أنفذ السياسات التى لا تتفق مع كيان المركز وأي اشارات أو توجيهات يجب أن تتسق مع مصلحة المكان ولا تخرج عن السياق العام فأنا لا أسمح بالتدخل في سياسات المركز بأي شكل من الأشكال". ورفضت الدكتورة رشا إسماعيل أن يمثل مركز الترجمة في لجنة الخمسين المكلفة بإعادة صياغة الدستور قائلة :"بالطبع لا ، فنحن بهذا نقسم الأشياء فلو كل مؤسسة في الدولة طالبت بمقعد في لجنة الدستور سوف تصبح لجنة الخمسين ألفا…فاللجنة مليئة بالمتخصصين". وأضافت أن "هناك تمثيلا جيدا لوزارة الثقافة داخل اللجنة فهناك ثلاثة أعضاء يمثلون الوزارة الشاعر سيد حجاب عن المجلس الأعلى للثقافة والفنان محمد عبلة عن قطاع الفنون التشكيلية والمخرج السينمائى خالد يوسف عن اتحاد النقابات الفنية". وأوضحت أن "المركز القومي للترجمة أرسل عدة نسخ من دساتير العالم إلى اللجنة لكي تطلع على نماذج مختلفة من الدساتير ولو طلب منا القيام بأي دور سوف نقوم به على أكمل وجه". وأعربت عن أملها في أن يقوم المركز القومي للترجمة بمهمة ترجمة الكتب من العربية إلى اللغات الأخرى وهي الفكرة التي كانت تلح على قيادات المركز السابقة وأتمنى أن ترى النور قريبا. وقالت : "سوف نبدأ بالتنسيق مع المجلس الأعلى للثقافة وبعض الكتاب للحصول على حقوق الملكية الفكرية،لأننى أجد هذا ضرورة فإن جزءًا كبيرًا مما يترجم عن العربية يتم بشكل انتقائي فللأسف هم يختاروا ما يريدوه أن يعرفوه عنا فعندما نشرع في هذا المشروع يجب أن نترجم ما يمثل هويتنا المصرية وحقيقة مجتمعنا". وفيما يتعلق برؤيتها لواقع الترجمة في مصر ، قالت الدكتورة رشا "الحقيقة المؤكدة هي أنه لو نهضت حركة الترجمة في مصر سوف تنهض في الوطن العربي بأكمله". وأضافت " نحتاج إلى تضافر الجهود للنهوض بحركة الترجمة فالموضوع ليس مستحيلا ولكنه في واقع الامر شديد الصعوبة ، فنحن نحتاج بعض الوقت بالاضافة الى التنظيم والتنسيق وحب العمل ، فنحن نهدف في النهاية الى رفعة شأن الترجمة". وأكدت ضرورة أن يكون هناك حصر وتحديث للمترجمين الجيدين الموجودين بكثرة في مصر ، وأيضا المراجعين الذين يراجعون الترجمة ويجب التنسيق مع مراكز النشر المصرية ومع المراكز العربية المعنية بالترجمة أيضا. وأشارت إلى أهمية أن يكون هناك قاعدة بيانات للكتب المترجمة الى العربية والمركز بالفعل بصدد البدء في هذا المشروع ، معربة عن تفاؤلها بلجنة الترجمة في المجلس الأعلى للثقافة والتى شكلت حديثا. وأكدت أن المركز القومي للترجمة تحديدًا هو مشروع رائع وفكرة متميزة للغاية وسيظل الدكتور جابر عصفور هو صاحب الفكرة الأساسية والفضل الكبير يعود له في تأسيس هذا الكيان. وقالت : "أعتقد أن كثيرًا من المثقفين المصريين والعرب يدينون بالعرفان لعصفور لأنه أسس هذا المشروع العظيم". وأنشىء المركز القومي للترجمة بقرار جمهوري في أكتوبر 2006 كمؤسسة خدمية لا تسعى إلى الربح بهدف ترجمة ونشر الأعمال الأساسية من اللغات المختلفة (أكثر من 30 لغة)إلى العربية وترجمة الكتب الأساسية والأعمال ذات الطابع المعمق والرصين التي لا تستطيع دور النشر الخاصة ترجمتها مثل الموسوعات والأعمال الكاملة للكتاب والمؤرخين والعلماء الكبار. ويتعاون المركز مع مؤسسات ودور نشر مصرية وعربية ومع مراكز ومعاهد ثقافية أجنبية في مصر مثل معهد جوته الألماني والمعهد الثقافي الايطالي والمركز الثقافي الفرنسي والمركز الثقافي الاسباني والمعهد الدانماركي المصري للحوار ومؤسسة بروهلفتسيا السويسرية بالإضافة إلى التعاون مع مؤسسات من خارج مصر (مؤسسة نورلا "النرويج"، ومؤسسة فورد والمركز الكوري للثقافة العربية والإسلامية بكوريا ومركز معلومات الأدب السلوفاكي). أخبار مصر- البديل