فى واقعة لم تكن بالجديدة من التعدى على المنشآت الأثرية بالإسكندرية، يتم التعدى على قصر "أمبرون" الأثرى بشارع الخليفة المأمون بحى محرم بك، حيث قام صاحب محل الجزارة المجاور للمبنى بالاستحواذ على جزء من حديقة القصر ووضع عدد كبير من الخرفان والماعز، وقام بوضع حواجز خشبية حولها، وأصبحت حديقة القصر الذى تم إهماله عن عمد عبارة عن مزرعة للماشية، بالإضافة إلى مقلب القمامة، ولم يراعِ أحد قيمة هذا القصر الذى يعتبر جزءًا أساسيًّا من تراث المدينة العريقة، والذى شهد ميلاد "رباعية الإسكندرية" الشهيرة التى تتحدث عن أحياء الإسكندرية، والتى تتكون من أربعة أجزاء. الرواية التى قام بتأليفها الكاتب البريطانى "لوارنس داريل" والذى سكن القصر لمدة أربعة عشر عامًا أثناء عمله ملحقًا ثقافيًّا لشئون الأجانب بالخارجية البريطانية. يذكر أن قصر "أمبرون" بُنِيَ على الطراز الإيطالى، وكان ملكًا للمقاول الإيطالى الشهير "أمبرون" وعاش به لعدة سنوات مع زوجته الفنانة التشكيلية "أميليا"، ويتكون القصر من طابقين ومبنى ملحق للخدم وحديقة بمساحة كبيرة بها بعض الأشجار الكبيرة النادرة، ويتم تدمير وإهمال القصر عن عمد، فيوجد به أكوام كبيرة من القمامة، كما تم هدم جزء من مبنى الخدم وإقامة برج سكنى بجزء من الحديقة. التقينا أحد الأشخاص، وكان يضع بعض الطعام للأغنام، والذي قال إن القصر تم شراؤه من نجل أمبرون وإنهم بصدد هدمه وإقامة مجموعة أبراج سكنية على الأرض التى تقدر مساحتها بنحو أربعة آلاف متر مكعب، ولكنهم يخشون كثرة المحبين للكاتب البريطانى "لورانس داريل" الذين يأتون من حين لآخر ويقيمون وقفات احتجاجية أمام القصر، كما يأتى أيضًا صحفيون من مجلات وجرائد بريطانية يقومون بتصوير المبنى. والتقينا بالدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار، والذي أكد أن القصور والفيلات لا تتبع وزارة الآثار، وإنما تسأل عنها وزارة الثقافة، موضحًا أنها "منشآت ذات تراث معمارى متميز وتابعة لوزاة الثقافة".