دعا الدكتور عبد الله محارب- المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو)، إلى ضرورة التصدي لاعتداءات الكيان الصهيوني المتواصلة على التراث الحضاري والثقافي والآثار العربية والإسلامية، في القدس الشريف وبقية الأراضي المحتلة. وشدد "محارب"، في كلمة ألقاها بافتتاح فعاليات الدورة ال21 لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري، على ضرورة الاهتمام بالتراث الثقافي والحضاري في المنظومة التربوية والتعليمية العربية حتى يدرك المواطن العربي منذ نشأته بأهمية هذا المجال في تكوين شخصيته وهويته الثقافية والحضارية. وأعرب عن الأمل في أن يخرج المؤتمر بتوصيات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، لتحقيق النتائج المرجوة منه بما يمكن من النهوض بالقطاع الثقافي ويعزز جهود الدول العربية في اكتشاف وترميم وحماية الآثار العربية المغمورة بالمياه، وصيانتها ضد ما تتعرض له من مخاطر طبيعية. وقال إن الالكسو أنشأت موقعًا خاصًا بمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي منذ انطلاقه عام 1947، وحتى الآن؛ لمواكبة ما يتم تحقيقه من تقدم علمي وتكنولوجي، وكذلك حماية التراث الثقافي والحضاري في الوطن العربي سواء في البر أو المغمور منه بالمياه. ومن جهته، دعا وزير الثقافة التونسي، الدكتور مهدي مبروك، في كلمة أمام مؤتمر (التراث الثقافي المغمور بالمياه)، الدول العربية إلى التعاون والتنسيق وتوحيد التشريعات القانونية ذات الصلة، من أجل حماية التراث العربي المغمور تحت الماء. وعزا اختيار مدينة المهدية التونسية، لاحتضان هذا المؤتمر، إلى الخصوصيات الحضارية والتاريخية التي تمتاز بها، فضلًا عن موقعها الجغرافي المطل على البحر الأبيض المتوسط من 3 جهات، وعما تختزنه من تراث مغمور بالمياه يعود إلى القرن الأول ميلادي. وأكد مبروك أهمية المؤتمر الذي تشارك فيه 15 دولة عربية وممثلون عن جامعة الدول العربية ومنظمة اليونيسكو، بالنظر إلى ما تزخر به المدن الساحلية والواجهات البحرية في الوطن العربي من تراث ثقافي وآثار مغمورة بالمياه. ولفت إلى ما شهدته هذه المدن بالعصور القديمة من نشأة العديد من الامبراطوريات والمراكز البحرية التجارية المهمة، سواء في جنوب المتوسط أو في الخليج أو الواجهة البحرية الأطلسية للقارة الأفريقية. وأوضح أن تونس تعمل على وضع خطة متكاملة لتثمين التراث المغمور تحت الماء بالتعاون مع اليابان، ومع منظمات عربية وإقليمية ودولية، منها منظمتا الالكسو واليونيسكو. وأعرب عن أمله في أن يسفر المؤتمر، الذي تستضيفه تونس للمرة الثالثة، بمشاركة خبراء ومتخصصين في علم التراث والآثار، عن نتائج وتوصيات تسهم في تنمية الكفاءات العربية، وإنشاء خارطة أثرية دقيقة للمعالم الأثرية المغمورة بالمياه، تشمل مختلف المناطق التونسية والعربية. ويناقش المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام في المدينة الفاطمية، عددًا من المحاور ذات الصلة بالتراث الأثري في الدول العربية ومشروع إنشاء المكتب الإقليمي لمكافحة التداول غير الشرعي للممتلكات الثقافية العربية، إلى جانب تبادل التجارب والخبرات العربية والدولية في التراث الثقافي المغمور بالمياه، والتحديات التي يواجهها هذا التراث في الوطن العربي. وكالات