تاريخ وحضارة, تراث وأصالة, ابداع وفنون, معابد وحصون, سياحة ونقوش, متاحف ومعالم, آثار وثقافة, تلك كانت أهم مفردات مؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي الذي انعقد مؤخرا بالعاصمة الجزائرية تحت رعاية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الكسو ووزارة الثقافة الجزائرية. استمع المؤتمر إلي كلمة د.محمد العزيز ابن عاشور مدير عام الالكسو الذي أكد أن منظمته تواصل ايلاء التراث الثقافي العربي ما يستحق من عناية واهتمام في برامجها ومشروعاتها, وأن حماية التراث وصونه بشقيه المادي واللامادي والتعريف به داخل الوطن العربي وفي المحافل الدولية هو في صلب عمل الالكسو كما أشار إلي مكانة التراث الجوهرية التي هي في مسيرة التنمية المستدامة, مشيرا إلي عزمه توفير كل السبل لحمايته من الناحية التشريعية في إطار قوانين عربية موحدة يعكس الإرث الثقافي العربي المشترك, ويراعي خصوصيته التي تعكس ثراءه وتنوعه, كما كشف مدير عام الالكسو عن المخاطر المحدقة بالمباني, والمواقع الأثرية والمدن التاريخية والمنشآت الثقافية ببعض الدول العربية جراء الاعتداءات والصراعات والحروب وخص بالذكر الأحداث التي ألمت بالمواقع الأثرية بليبيا وأيضا الاعتداءات الاسرائيلية علي مدينة القدس وما تتعرض له من أعمال تهويد واستيطان غاشمة ومحاولات تبريره بالتنقيب علي الآثار وتزوير التاريخ حتي يكون مؤيدا للمخططات الصهيونية. وأكد د, بن عاشور في كلمته التي ألقتها نيابة عنه د.حياة قطاط القرمازي مدير برنامج حماية الاثار بالالكسو أكد حرصه علي إدراج الملف الفلسطيني في صدارة أعمال المؤتمر واعطائه الأولوية في الاهتمام والبحث والدعم, ودعا الي تضامن جهود الاثريين العرب والعمل بمزيد من التواصل والتضامن للدفاع والذود عن الممتلكات الأثرية والثقافية, والاسهام في وضع خطط وبرامج لربط مختلف اشكال العمل الاثري بالتنمية المستدامة. وفي حكمتها أكدت خليدة تومي وزيرة الثقافة بالجزائر دعم فلسطين ماديا وبشريا لتعزيز مكانتها الحديثة في اليونسكو, مشيرة الي ان فلسطين كوطن ليست شعارا بل قضية وهي كوطن وشعب يحتاج الي كل دعم ومساعدة من خلال خطط وسياسات فعلية علي أرض الواقع كما حيت تومي شجاعة ايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو التي لم ترضخ للضغوط الامريكية الاسرائيلية المعارضة لدخول فلسطين كعضو كامل في اليونسكو. كما دعت الي تعزيز المشاركة العربية في لجنة التراث العالمي, ومن أجل تنمية السياحة الثقافية أكدت ضرورة تثمين الابداعات المحلية, مشيرة الي ان المنطق الاقتصادي الذي يشكل جزءا من الابعاد المرجوة في ترقية السياحة الثقافية يجب ان يشكل المنطق الوحيد الذي يحدد السياسات في سبيل تطويرها. كما تحدث د.مهدي مبروك وزير الثقافة التونسي عن سنة2011 كسنة الخلاص من الأنظمة المستبدة الظالمة, وسنة ناجعة علي التراث الثقافي حيث جرت موجة من السرقات التي طالت التراث الثقافي في كل من تونس ومصر وليبيا وتدمير عدد من مواقع التراث الثقافي, ودعا الخبراء الي التفكير في كيفية إنقاذ التراث الثقافي المهدد واستخدامها كأداة للتنمية والتربية. ومن جانبها أكدت د.دينا الظاهر الوزيرة المفوضة لدي جامعة الدول العربية ضرورة مواجهة التحديات الكبري التي يواجهها الوطن العربي, واعلنت عن مشروع ميثاق عمل في مجال السياحة الثقافية, وأكدت أهمية الحفاظ علي التراث الثقافي كمورد تنمية باعتماد المعايير الدولية. وفي كلمته نيابة عن ايرنا بوكوفا رئيسة منظمة اليونسكو نقل كريم الهنديلي التزام اليونسكو بدعم جهود التنمية المستدامة في الدول العربية وتوفير الدعم الفني لحماية المواقع وادارتها ومكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية, والحد من الاتجار بالاثار كما هو الحال في العراق وليبيا وتونس, وأكدت تعاون اليونسكو مع الالكسو في هذا الاتجاه. كما قدم د. محمد الكحلاوي أمين عام اتحاد الاثريين العرب ورقة بعنوان التراث الأثري في الدول العربية علي خلفية التحولات التي حدثت في عام2011, اشار فيها الي الانعكاسات السلبية لهذه الاحداث علي التراث الثقافي خصوصا المواقع الأثرية, والمجموعات المتحفية التي تعرض بعضها لعمليات نهب منظم, مؤكدا ضرورة توثيق هذه المواد, واشار الي حاجة الدول العربية لآليات للتعامل مع احتياجات الحفاظ علي التراث الثقافي في حالة الازمات. وبمناسبة انعقاد هذا المؤتمر فقد أكد محمد العزيز بن عاشور أن الالكسو اطلقت موقع واب حول الزيارات الافتراضية لمدن الوطن العربي. www.medinaiunis.com وكانت البداية لهذه السلسلة مدينة تونس العتيقة كمشروع نموذجي تم فيه استخدام تقنية مستعملة من قبل كبريات متاحف العالم مثل متحف اللوفر بباريس وموجهة للاستعمال عبر الانترنت, وقال ابن عاشور ان الهدف من هذه الفكرة هو التعريف بالتراث وإعادة توظيفه دفاعا عن الهوية ومساهمةفي التنمية المستدامة, والترويج للسياحة الثقافية, وأيضا الاستفادة من وسائل الاعلام والاتصال الحديثة, كما أفصح عن أن المراحل القادمة لهذا المشروع ستشمل كلا من القاهرة والجزائر وحلب وفاس وصنعاء, ومن المتوقع ان يسهم هذا البرنامج في دعم السياحة الثقافية في الوطن العربي بعد البدء في تنفيذه علي60 مدينة عربية أخري. [email protected]