امريكا توسع تحذيرها من السفر لسوريا.. وأوباما وساركوزي وميركل يدرسون إجراءات إضافية ضد النظام * البيت الأبيض: الأسد على طريق الرحيل وعلينا التفكير في مرحلة ما بعد الأسد.. وسوريا ستكون أفضل بدونه عواصم- وكالات: أفاد ناشط حقوقي اليوم أن عدد المتظاهرين الذين استشهدوا على يد رجال الأمن الجمعة الماضية في مدن سورية عدة بلغ 22 شخصا بينهم سبعة سقطوا أثناء التظاهرات التي جرت بعد صلاة التراويح. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي إن تظاهرات جمعة “الله معنا” أسفرت عن “مقتل 22 شخصا بينهم 15 سقطوا في ظاهرات ظهر أمس وسبعة سقطوا مساء أمس عقب صلاة التراويح“. وأشار ريحاوي إلى أن “عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود حالات خطرة بين الجرحى الذين تجاوز عددهم العشرات“. وأوضح أنه “سقط أثناء تفريق مظاهرات ظهر أمس 15 قتيلا بينهم سبعة في عربين (ريف دمشق) وثلاثة في حمص (وسط) وثلاثة في الضمير (ريف دمشق) وشخص في المعضمية (ربف دمشق) وشخص في نوى (جنوب)” في ريف درعا معقل حركة الاحتجاجات. وأضاف أن “سبعة متظاهرين قتلوا برصاص الأمن الذين قاموا بتفريق تظاهرات بينهم شخصان من حي نهر عيشة في العاصمة واربعة اشخص في حمص واثنان في الخالدية وشخص في حي العدوية واخر في الفاخورة) بالاضافة الى شخص في دوما (ريف دمشق)”. كما أشار المرصد إلى أنه إضافة إلى هذه الحصيلة “توفي الجمعة متظاهر متأثرا بجروح أصيب بها الخميس في حمص“. ومن جانبها، قالت لجان التنسيق المحلية نقلا عن لاجئين فارين من الصراع إن هجوما بالدبابات بدأ قبل ستة أيام على مدينة حماة لسحق المظاهرات المطالبة بالديمقراطية أسفر عن قتل 300 مدني على الأقل . وقالت إن مظاهرات نظمت أيضا في محافظة دير الزور بشرق سوريا حيث تجمعت الدبابات عند مداخل عاصمة المحافظة في سهول حوران الجنوبية وفي حمص وفي ضواحيها الريفية وفي مدن جبلة واللاذقية الساحليتين وفي عدة مناطق من العاصمة دمشق. وردد المحتجون هتافات أعربوا فيها عن عدم خوفهم كما هتفوا في بث مباشر لقناة الجزيرة الإخبارية تأييدا لحماه وطالبوا بسقوط الأسد. وقال أحد السكان لرويترز عبر هاتف يعمل من خلال الأقمار الصناعية “إنهم يضربون منطقة الحاضر في حماة والأحياء الواقعة حول طريق حلب. الكهرباء مازالت مقطوعة.” وقال شاهد للجزيرة إن الجيش حظر الاحتجاجات في حماه ولا يسمح للناس بالتجمع في المساجد خوفا من أن يبدأوا مظاهرة بعد الصلاة. وفي الغضون، تستعد القبائل في محافظة دير الزور لهجوم محتمل للجيش وتعقد العزم على التصدي له حسب تصوير بالفيديو لما وصف بأنه اجتماع لزعماء قبليين نشر بموقع يوتيوب على الانترنت. ويظهر الفيديو شيخا يقول خلال ما يبدو أنه اجتماع قبلي أن المفاوضات مع السلطات لإطلاق سراح المعتقلين وسحب الجيش فشلت وأن قوات الأمن عازمة على اقتحام مدينة دير الزور. وقال الرجل للحشد الذي ضم أكثر من 50 شخصا أغلبهم يرتدون الجلاليب القبلية التقليدية “من يومين ثلاثة أرسلوا ضباط من حلب... عرضوا علينا 5000 فرصة عمل واحنا قلنالهم كل هذا الكلام ما يكفي ومرفوض.” واأضاف “لذلك كل واحد عنده سلاح يجهز نفسه بكرة إذا لم ينفذ شيء (من المطالب) فالأمور منتهية خلاص“. وأكد سكان في دير الزور لوكالة فرانس برس أن اجتماعا قبليا عقد هذا الأسبوع وقالوا إن أعضاء في اللجان الشعبية المحلية -وهي واحدة من جماعات النشطاء الرئيسية المناهضة للأسد- كانوا يعدونهم لهجوم محتمل للجيش. وأضافوا أن المدينة متوترة وأن الناس يخزنون المواد الغذائية والمياه والخبز تحسبا للهجوم. وقال شيخ آخر ظهر في الفيديو “هذا النظام لا يفقه بالنسبة لموضوع السلمية ولا يفهم لموضوع الحوار. صار لنا خمسة أشهر نحاور النظام لكن هذا النظام مستشرس على الكرسي. “لكن ما يمنع الحوار ولتكن لجنة تحاور ولجنة يدها على الزناد وليكن ما يكون. اللي يموت يموت شهيد واللي يظل يكون حمى العرض.” ودوليا، أعلن البيت الأبيض أن باراك أواما الرئيس الأمريكي بحث مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل استمرار القمع في سوريا، موضحا أن القادة الثلاثة اتفقوا على التفكير ب“إجراءات إضافية” ضد نظام الأسد. وقالت الرئاسة الأمريكية في بيان أمس إن أوباما أجرى محادثات هاتفية مع ساركوزي وميركل كل على حدة. وأضافت أن “القادة أدانوا استخدام العنف بشكل متواصل وبدون تمييز ضد الشعب السوري“. وأضاف البيت الأبيض أن القادة الثلاثة “رحبوا” بالبيان الرئاسي الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي والذي “يدين الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان واستخدام العنف ضد المدنيين من جانب السلطات السورية“. كما اتفق القادة الثلاثة على “التفكير في إجراءات إضافية للضغط على نظام الأسد ودعم الشعب السوري“. من جهته، قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الخميس أن “الأسد على طريق الرحيل (...) علينا جميعا أن نفكر في مرحلة ما بعد الأسد كما يفعل أصلا ال23 مليون سوري“. وأضاف “نستطيع أن نقول من دون أن نجازف كثيرا أن سوريا ستكون في حالة أفضل من دون الرئيس الأسد“. ودعت الولاياتالمتحدة الجمعة الرعايا الأمريكيين من جديد إلى مغادرة سوريا “فورا“، بعد دعوة مماثلة وجهتها في 25 أبريل، في مذكرة وجهت إلى عائلات أعضاء السفارة والموظفين غير الضروريين. وقالت في المذكرة إنها “تدعو الرعايا الأمريكيين في سوريا إلى الرحيل فورا بينما ما زال النقل التجاري متوفرا“. وأكدت أن دمشق فرضت “قيودا صارمة” على تنقلات الدبلوماسيين الأمريكيين في الداخل. وأوضحت أن “القيود التي تفرضها الحكومة السورية على المراقبين بما في ذلك احتجاز دبلوماسيين معتمدين لفترة قصيرة، جعل من الصعب على موظفي سفارة الولاياتالمتحدة تقييم المخاطر الحالية أو الاستمرار المحتمل للعنف بشكل مناسب“، محذرة من “أن الجهود السورية لنسب الاضطرابات الداخلية الجارية إلى تأثيرات خارجية قد يعزز مشاعر العداء للأجانب“.