ذكرت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية اليوم أن الربيع العربي كان يمثل صداعًا منذ فترة طويلة من وجهة نظر الاتحاد السوفيتي، فروسيا واجهت هجومًا عنيفًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقالت: إن روسيا لم تكن قادرة على وقف تدخل حلف شمال الأطلسي الذي أطاح بالرئيس السابق لليبيا "معمر القذافي" عام 2011، وأضافت أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ووزير خارجيته "سيرجي لافروف" يحتفلال الآن بأفضل أسبوع لهما منذ عامين ونصف في الشرق الأوسط، فبدلا من الطرد لعدم الصلة بالموضوع، يتم وصفهم الآن بالقاب مختلفة مثل "رجال الدولة". وترى أن الأسباب المباشرة لهذا التغيير يكمن في الاقتراح الروسى الذي من شأنه أن يتخلى الرئيس السوري "بشار الأسد" عن اسلحته الكيميائية، ولكن موسكو كانت تبنى هذا الاقتراح بهدوء من خلال القاهرة وبيروت ودمشق، لتضع "بوتين" فى وضع الانقضاض. كما أشارت إلى أنه في ضربة واحدة، استطاع "بوتين" حماية "الأسد" من ضربة عسكرية أمريكية، وقدم نفسه على أنه الشخص الوحيد على الساحة الدولية الذي استطاع تحقيق انفراجة للأزمة المستعصية في المنطقة، مضيفة أن "بوتين" تمت مساعداته من قبل تعثر "أوباما"، حيث يرى المراقبون فى موسكو أن "أوباما" حصر نفسه فى الالتزام بتوجيه ضربة عسكرية لا يرغب فيها الكونجرس ولا الرأي العالم الأمريكى، مما أعطى "بوتين" فرصة حقيقية لايجاد الحل. وقال "فيودور لوكيانوف"، رئيس تحرير مجلة روسيا للشئون العالمية: "لدينا رئيس أمركيى يتحدث بكلمات قوية، ولكن وجهه يقول ماذا أفعل؟"، مشيرًا إلى أن النجاح الروسي سيكون في المقام الول مظهر من مظاهر الفشل الغربي. وأضافت أنها ليست سوريا فقط هى من استفادت منها روسيا من الغضب تجاه الولاياتالمتحدة، ففى مصر، حيث اتهمت الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش واشنطن بالتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين، كما أشاد بعض المتظاهرين بالرئيس الروسي كقوى محتملة أمام الولاياتالمتحدة، وظهر بعض المتظاهرون يرفعون صور ل"بوتين" بجانب الفريق "عبد الفتاح السيسي"، القائد العام للقوات المسلحة، وتحمل عبارات "باى باى أمريكا". وفي لبنان، أقامت روسيا علاقات مع طائفة الروم الارثوذوكسية فى البلاد، والتى تربطها علاقات بالكنيسة الارثوذوكسية فى روسيا. وقال "ديمترى جورينبرج"، خبير فى السياسة الروسية فى مركز التحليلات البحرية: "يجب أن ينظر إلى هذا بوصفه فوز لبوتين، ولكن أيضا لاوباما"، مشيرًا إلى أن الجميع تمسك بها كوسيلة لخروج الدول الغربية من الأزمة.