يوم 25 يناير الماضي ,نزل جموع هائلة من الشباب المصري إلي الشارع و في بداية الأمر لم تهتف أو تطالب بسقوط النظام .... لكنها كانت تهتف و تقول ” عيش حرية كرامة إنسانية” و كان هذا المشهد تغيب عنه معظم القوي السياسية بصوره رسميه و موقف سياسي متضامن مع تلك التظاهرات لكن كان معظم أعضاء القوي تلك القوي الغائبة بصورة رسمية عن الساحة متواجدة في قلب الحدث و لعبت دورا شديد الأهمية في تصعيد مطالب تلك الاحتجاجات من اللحظات الأولي علماء الاجتماع قاموا بتقسيم المجتمع إلي ثلاثة طبقات “الطبقة العليا , الطبقة المتوسطة و الطبقة العاملة أو الطبقة الدنيا” و قد تسببت سياسات نظام مبارك الاقتصادية في إحداث خلل للطبقة المتوسطة مما أدي إلي انهيار قطاع كبير من هذه الطبقة تدريجيا إلي أن أصبحت غير موجودة بصوره كبيره في المجتمع المصري , و سقط معظمها إلي نمط معيشة الطبقة العاملة و حاول القليل منها التشبث بالطبقة العليا أو الإمساك بأي فتات يسقط منها مهما كلفه الأمر معظم هؤلاء الشبان و الفتيات أحسوا بهذا الخطر فمعظمهم لا يزال في مقتبل العمر لكنهم وجدوا أنفسهم معرضين لتدني مستوي معيشتهم بعد أن اصطدموا بصعوبة واقع المعيشة في المجتمع المصري فهم يبحثون عن معيشة لائقة ترضيهم بالإضافة إلي ارتفاع وعيهم لانتشار وسائل الاتصال الآن في مصر مما جعلهم يدركون أنهم ليسوا في وطن حر و خرجوا ليعبروا عن سخطهم عن ذلك ليهتفوا و يقولوا : عيش حرية كرامه إنسانيه لكن هل تحقق لهم ما يريدون؟ بالطبع كلنا نعلم أنه لا يوجد أي شئ تحقق حتى هذه اللحظة و رغم ذلك تراجع قطاع كبير منهم و أصبح من يؤيدون فكرة كفانا فوضي و مصر في خطر و الاقتصاد ينهار نقطه و من أول السطر لقد اختلفت الآن التركيبة الطبقية للثائرين و أصبحت المطالب الاجتماعية و الاقتصادية هي التي تتصدر المشهد اختفي هتاف سلميه و اختفي هؤلاء الشباب السابق ذكرهم اللهم إلا المرابطين منهم في الميدان و الكثير من شباب القوي السياسية المختلفة عدا الأخوان المسلمين و أتباعها وقود الثورة الآن هي الطبقة الدنيا أو الطبقة العاملة إذا نزلت ميدان التحرير لن تري إلا من يطلقون عليهم البلطجيه و هم بشر مثلنا و ليسوا من البلطجية في شئ إلا أنهم لا يهتفوا الهتاف المبتذل الذي لا يوجد في أي ثوره حقيقية في العالم “سلميه سلميه” و قد ركز الأعلام عندما ادعي تأييده للثورة و أدعي أنها حققت أهدافها و مجد الثوار علي هذا الهتاف و أيد العالم الذي ليس من مصلحته تغيير النظام في مصر ثورة الشباب السلمية التي أبهرت العالم علي حد قولهم لكي يضللوا الناس عن المفهوم الصحيح للثورة نعم هم بشر يسكنون العشوائيات و لا يجدون قوت يومهم حتى نعم هم بشر لا يوجد ما يبكون عليه لكي يكفوا عن الاحتجاجات و يعودوا إلي منازلهم لأنهم لا يملكون أي منزل ادمي نعم هم بشر مصالحهم كانت و لازالت متضررة فعلي ماذا يبكون؟ نعم هم بشر لا تزال أوضاعهم سيئة كما كانت فلذلك لا يؤيدوا نجاح الثورة حتى الآن نعم هؤلاء هم وقود الثورة كانوا يعيشون في ظلمات و الآن بدأ يتسلل لبعضهم الوعي و سينقلونه شئنا أم أبينا إلي الملايين مثلهم فهم القطاع الأكبر في الشعب المصري هم أكثر من الأغلبية الصامتة و أكثر من شباب يناير و أكثر من القوي الإسلامية و المدنية مجتمعين هؤلاء هم الشعب المصري المهمش الذي تطلق عليهم الحكومة بلطجية و تجاهل الإعلام شهدائهم في مشهد طبقي لا يمكن إنكاره ابد الدهر هؤلاء من يطلقون عليهم بلطجية هم من سينقلون الوعي إلي قرنائهم و سيقومون بثورة حقيقية خلال سنوات قليله تقضي علي الأخضر و اليابس هؤلاء من سيقومون بثورة يستولي فيها الثائرون علي السلطة بالفعل و لن يقولوا وقتها سلميه سلميه لأنهم لا يرهبون شيئا انتظروا ثورة الجياع أسف ثورة الشعب المصري الحقيقية