حرب عالمية ثالثة, قد يخوضها العالم خلال الأيام المقبلة, وبخلاف الحربين الأولى والثانية ستبدأ هذه الحرب من بلد عربي شقيق تربطه بمصر علاقات إستراتيجية ممتدة, وكان في وحدة حقيقية مع مصر, ولديهم اتفاقيات للدفاع المشترك, على أى عدوان لكنها غير مفعلة ، إنها سوريا. البلد التي مرت بأزمة دموية عاصفة منذ أكثر من عامين, ومازالت صامدة وتنبض بالحياة, بعد أن فرض الجيش العربي السوري سيطرته في كل المحافظات السورية, وأصبحت الغلبة له في كل المواقع وكاد الأمر ينتهي باستسلام المسلحين المعارضين, ومع هذا الانتصار المرتقب لم تستطع الولاياتالمتحدة إلا أن تفتعل مبررا لتجديد التهديدات بتدخل عسكري في سوريا لنصرة المسلحين, وهو ما أنذر بشدة حدوث صراع كبير قد يصل إلى حرب عالمية ثالثة وذلك لطبيعة العلاقات بين سوريا وروسيا والصين، إلى جانب الحساسية الشديدة في المنطقة، وهو ما جعل "البديل" تسأل سياسيين هل الأمر سيكون بمثابة حرب عالمية؟ أم أن سوريا ستتحول إلى عراق جديد وينتهي الأمر على ذلك؟؟ في هذا السياق, قال "محمد شبل" أمين الشئون العربية بحزب الأحرار, أن اجتماع مجلس الأمن أمس كان حلقة أخرى من حلقات المحاولات الأمريكية المستمرة باتخاذ قرارا للتدخل عسكرياً في سوريا, وهو الأمر الذي ترفضه غالبية دول العالم باستثناء بعض الدول ذات المصالح الخاصة في تدمير سوريا, مشيراً إلى أن التدخل لن يعمل على حل الأمور كما تتوقع الولاياتالمتحدة وعملاءها في المنطقة ولكنها قد تكون القشة التي قسمت ظهر البعير, فالمنطقة حساسة للغاية وتحكمها تناقضات متداخلة، وبها من السلاح ما قد يشعل حرباً عالمية ثالثة. وعن انسحاب روسيا والصين أمس في جلسة الأممالمتحدة، قال شبل أن روسيا والصين عارضتا بشدة مبدأ التدخل العسكري أو الإطاحة بالرئيس الأسد مراراً، وما حدث أمس كان بسبب أن روسيا والصين أكدتا على ضرورة انتظار تقرير المفتشين حول من الذي استخدم الأسلحة الكيماوية, بينما الولاياتالمتحدة تتعجل باتخاذ قرار بالتدخل دون انتظار أية تقارير. من جانبه قال "محمد شتا" عضو اللجنة المركزية بحزب التجمع، أن روسيا والصين لديهما مصالح مشتركة مع سوريا, ولن يتركا أمريكا تتدخل فيها عسكرياً كما فعلت في العراق, لافتاً إلى أن أسباب دخول العراق تكاد تكون متشابهة تماماً مع المبررات الجديدة, كما أنهم قالوا سنجلب الديمقراطية والحرية للعراق وهناك الكثيرون خدعوا فيهم, وأدركوا بعدها أنهم مجموعه من الإرهابيين يرتدون البدل ويقتلون الشعوب من أجل مصالحهم الشخصية, ونهب ثروات البلاد. وأضاف "شتا" أن انسحاب روسيا والصين من الجلسة التشاورية لمجلس الأمن, كان متوقعاً وإشارة إلى عدم رضاهم بما يحاول البعض فعله بسوريا, وتابع بأن الأمر أعقد من أن يحلل ببساطة، وقد يدخل جميع الأطراف المتداخلين في الملف السوري في حرب كبرى يموت على إثرها الملايين. وأكد "شتا" أن الجيش العربي السوري ليس كما تتصور الولاياتالمتحدة، فهو جيش قوي ويستطيع خوض حرباً وكسبها, كما أن غالبية الشعب السوري مع قياداتها العامة وجيشها العربي السوري, وهو ما يعطي دفعة أكبر لمعنويات الجنود والقادة, مشيراً إلى أنه في حال قررت كلاً من روسيا والصين وإيران وحزب الله خوض حربا دفاعاً عن سوريا سيكون الأمر حرب عالمية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وحذر "حمدين صباحي" زعيم التيار الشعبي في إحدى اللقاءات التلفزيونية أول أمس من الضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا، وقال إنها "جريمة بربرية تعد لها الإدارة الأمريكية، وإذا أقدمت عليها فعلا فهي توجه ضربة للعالم العربي كله، واصفاً العدوان على سوريا بأنه "عدوان على مصر"، وتهديدا للأمن القومي المصري، وطالب بموقف عربي رسمي وشعبي ضد العدوان الأمريكي. كما أصدر التيار الشعبي المصري الذي أسسه "حمدين" بيانا يرفض أي تدخل عسكري في المنطقة, والوقوف إلى جانب سوريا ضد أي ضربة أمريكية محتلمة, معتبراً أن الشعوب عنصراً هاماً في الأمر ويمكنهم جعل الولاياتالمتحدة تعدل عن ما تنوي فعله أو تساند سوريا إذا حدث أي تدخل.