طلاب صفوف النقل يواصلون أداء امتحانات نهاية العام    تراجع في البنوك اليوم.. «100 دينار ليبي بكم جنيه مصري؟»    أسعار بورصة الدواجن اليوم الخميس 9-5-2024.. «إليك آخر تحديث»    تراجع معدل التضخم إلى 31.8% خلال أبريل.. الحبوب والخبز والدواجن كلمة السر.. وهذه أبرز السلع التي شهدت ارتفاعًا    طوارئ بالسكك الحديد بالتزامن مع امتحانات نهاية العام    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    الرعاية الصحية: مشروع "EH-QIPS" أول نهج موحد لتحسين الجودة وسلامة المرضى بالمستشفيات    بايدن: نسعى للوصول لحل الدولتين وإعادة بناء قطاع غزة    مصادر: الغارة الإسرائيلية على لبنان استهدفت عناصر من قوة الرضوان لحزب الله    جماعة الحوثي اليمنية تعلن استهداف سفينتين إسرائيليتين في خليج عدن    مفاوضات القاهرة وثقافة الآباء والأبناء.. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية    من يتصدر؟.. ترتيب هدافي الدوري المصري قبل مباريات اليوم الخميس 9- 5- 2024    موعد مباراة الإسماعيلي والداخلية في الدوري الممتاز والقناة الناقلة    انتشار أسئلة امتحان اللغة العربية للصف الثاني الثانوي عبر «التليجرام»    امتحانات الترم الثاني 2024| تداول الاسئلة والاجابات على جروبات الغش بتليجرام الآن    هدوء لجان امتحانات الترم الثاني 2024 بالمدارس|وغرف العمليات: لا شكاوى حتى الآن    «التعليم» توفر فرص عمل في المدارس الدولية للتكنولوجيا التطبيقية.. اعرف الشروط    رسالة دنيا سمير غانم إلى كريم عبد العزيز بعد وفاة والدته.. تعزية ودعاء    منة فضالي تعزي كريم عبد العزيز في وفاة والدته    مناهج الثانوية على «السامر» !    شقو يحتل المركز الثاني في شباك التذاكر.. حقق 338 ألف جنيه خلال 24 ساعة    الشيخ محمد رفعت.. قيثارة السماء ورائد مدرسة التلاوة (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9-5-2024    طلب برلماني بوقف "تكوين".. تحذير من خطر الإلحاد والتطرف    موعد مباراة الإسماعيلي والداخلية اليوم الخميس بالدوري    مصدر مطلع: مصر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار وهناك إشارات لنضوج الاتفاق    قراراتها محسوبة وطموحها عالٍ.. 7 صفات لامرأة برج الجدي تعكسها ياسمين عبدالعزيز    الرئاسة الفلسطينية: وحدة الأراضي خط أحمر ونلتزم بالقانون الدولي ومبادرة السلام العربية    مصدر مطلع: حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية منفتحون نحو إنجاح الجهد المصري وصولا للاتفاق    علي جمعة: القلب له بابان.. وعلى كل مسلم بدء صفحة جديدة مع الله    الأهلي يخطف صفقة الزمالك.. والحسم بعد موقعة الترجي (تفاصيل)    محمد فضل يفجر مفاجأة: إمام عاشور وقع للأهلي قبل انتقاله للزمالك    حكم الحج لمن يسافر إلى السعودية بعقد عمل.. الإفتاء تجيب    بعد المخاوف العالمية من سلالة FLiRT.. ماذا نعرف عن أعراض الإصابة بها؟    طقس اليوم: شديد الحرارة على القاهرة الكبرى نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالعاصمة 36    جدول مواعيد قطع الكهرباء الجديدة في الإسكندرية (صور)    أحمد عيد عبدالملك: تكاتف ودعم الإدارة والجماهير وراء صعود غزل المحلة للممتاز    إبراهيم عيسى: السلفيين عكروا العقل المصري لدرجة منع تهنئة المسيحيين في أعيادهم    قائد المنطقة الجنوبية العسكرية يلتقي شيوخ وعواقل «حلايب وشلاتين»    مصطفى خاطر يروج للحلقتين الأجدد من "البيت بيتي 2"    بعد غياب 10 سنوات.. رئيس «المحاسبات» يشارك فى الجلسة العامة ل«النواب»    «أسترازينيكا» تبدأ سحب لقاح كورونا عالميًا    انتخاب أحمد أبو هشيمة عضوا بمجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9 مايو في محافظات مصر    زعيمان بالكونجرس ينتقدان تعليق شحنات مساعدات عسكرية لإسرائيل    الزمالك يشكر وزيرا الطيران المدني و الشباب والرياضة لدعم رحلة الفريق إلى المغرب    رايح يصالح زوجته أهلها ولعوا فيه بالبنزين.. محامي الضحية يكشف التفاصيل    6 طرق لعلاج احتباس الغازات في البطن بدون دواء    ارتفاع ضحايا حادث «صحراوي المنيا».. مصرع شخص وإصابة 13 آخرين    "الفجر" تنشر التقرير الطبي للطالبة "كارولين" ضحية تشويه جسدها داخل مدرسة في فيصل    أحمد موسى: محدش يقدر يعتدي على أمننا.. ومصر لن تفرط في أي منطقة    رئيس هيئة المحطات النووية يهدي لوزير الكهرباء هدية رمزية من العملات التذكارية    محمود قاسم ل«البوابة نيوز»: السرب حدث فني تاريخي تناول قضية هامة    «جريشة» يعلق على اختيارات «الكاف» لحكام نهائي الكونفدرالية    استشاري مناعة يقدم نصيحة للوقاية من الأعراض الجانبية للقاح استرازينكا    وزير الصحة التونسي يثمن الجهود الإفريقية لمكافحة الأمراض المعدية    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لنا في كل أمر يسراً وفي كل رزق بركة    محافظ الإسكندرية يشيد بدور الصحافة القومية في التصدي للشائعات المغرضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المستشار هشام البسطويسي المرشح المحتمل للرئاسة : انتهى عصر الرئيس الذي يفهم في كل شيء
نشر في البديل يوم 11 - 06 - 2011

* استعادة كرامة المصري فى الداخل والخارج على رأس أولوياتي.. ومصر الثورة لن تقبل إملاءات ولا شروط
* طويت صفحة الماضي تماما .. والثورة أخذت لي حقي .. واقتصت ممن ظلمني
* لابد من تقليل الإنفاق العام على مؤسسة الرئاسة وتشريفات الوزراء وصيانة مكاتب كبار المسئولين والسيارات الفارهة
* النظام السابق كان يعمل لمصلحة إسرائيل عموما .. وكل همه فى سيناء كان توفير الأمن للسياح الإسرائيليين
* أرفض أي رقابة أو تدخل من الدولة في الإعلام.. والسبيل الوحيد لإعادة الأمن للشارع محاكمة من ارتكبوا جرائم جنائية فى حق المواطنين
حوار – جمال جمال الدين :
المستشار هشام محمد عثمان البسطويسي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية هو أحد قضاة الاستقلال ونائب رئيس محكمة النقض ، حاصل على ليسانس الحقوق في 1976 من جامعة القاهرة . خاض البسطويسي مع زملائه من القضاة الإصلاحيين معارك عديدة ضد النظام السابق انتهت بتوجيه اللوم له عام 2006 فيما عرف باسم “معركة القضاة ” علي خلفية اعتراضه على التزوير الذي حدث في بعض الدوائر الانتخابية عام 2005 .ومناداته باستقلال السلطة القضائية وعدم تدخل وزير العدل والسلطة التنفيذية في شئون القضاة.
استخدم النظام السابق أسلوب الترغيب والترهيب لإثنائه عن مبادئه وقيمه , ومارس معه أساليب ضغط عديدة مثل محاولة اختطافه و إجبار وزير العدل الأسبق المستشار محمود أبو الليل على توقيع قرار إحالة البسطويسي ومكي للمحكمة التأديبية في 2006 وقد اعترف أبو الليل في حوار صحفي له بأنه أجبر على ذلك بعد أن تلقى اتصالاً هاتفيا ًمن زكريا عزمي قائلا ً” الرئيس يخبرك بضرورة إحالتهما للتأديب ودي تعليمات ولازم تتنفذ “، وأكد الوزير أن لحظة توقيعه على قرار إحالة البسطويسى للتأديب يعتبر كان من أسوأ لحظات حياته وأن البسطويسي لم يفعل إلا الصواب.
البسطويسي وشارك البسطويسي في ثورة الخامس والعشرون من يناير وأعلن عن دعمه الكامل للثوار منذ اللحظة الأولى . وفى حوارنا مع المستشار هشام نحاول إلقاء الضوء على أبرز ملامح برنامجه الانتخابي ، للرئاسة بعد أن بلغ عدد من أعلنوا نيتهم للترشح أكثر من 30 مرشح.
- هل شعرت يوما ً بالظلم من ممارسات النظام السابق ضدك خاصة إحالتك إلى المحكمة التأديبية بأمر من مبارك ومستشارة زكريا عزمي ؟
لا مجال الآن للحديث فى الماضي فقد طويت هذه الصفحة وأنا مؤمن تماما ً بأن الثورة المصرية أخذت لي حقي واقتصت ممن ظلمني وأنا راض ٍ تماما ًوأتطلع دائما ً للعمل على استكمال مكتسبات الثورة وذلك يتحقق باستكمال الأهداف التي من أجلها انتفض الشعب المصري.
- صرحت ً فى أحد البرامج ، أن برنامجك الانتخابي سيضعه الشعب .. فهل يعنى ذلك أنه ليس لديك أفكار واضحة أو خطة إستراتيجية مستقبلية واضحة المعالم تطرحها على الشعب وعلى أساسها يتم الاختيار ؟
لم أقل أن الشعب هو من سيضع البرنامج ، وإنما قلت أني سأستمع إلى مشاكل الشعب وتطلعاتهم وسأضع ذلك بعين الاعتبار فى كتابة البرنامج حتى يكون البرنامج نابع من الشعب ويجد فيه كل فئات المجتمع حلولا ً لمشاكلهم وخططا ً لتحقيق تطلعاتهم ، وجولاتي فى الأقاليم والصعيد هي للاستماع للناس ..وبعد ذلك سيتم عرض محصلة الجولات بالإضافة إلى العديد من المحاور والخطط على مجموعة من الخبراء ليتم إدراجها فى الهيكل النهائي للبرنامج .
أنا أريد أن أصحح مفهوم الرئيس لدى الجميع ، دور الرئيس هو وضع الاستراتيجيات والرؤى العامة ، ولكن البرنامج التفصيلي هو مسئولية الحكومة لأن دورها تنفيذي وعليها تقديم برنامج عملها للبرلمان لكي يقره النواب المنتخبون من الشعب ، وأؤكد ثانية ً أن العصر الذي يفهم فيه الرئيس فى كل المجالات انتهى .
- فى حال فوزك بالانتخابات وأصبحت رئيسا ًلمصر .. ما هي نقطة الانطلاق التي ستبدأ بها لتحقيق آمال وطموحات من انتخبوك ؟ وما هي أولوياتك حسب ما تراه الأهم فالمهم ؟
الأولوية دائما ً ستكون للإنسان المصري وهناك العديد من الأمور يجب أن يتم الاهتمام بها جنبا ً إلى جنب ، فلا خلاف على أهمية استعادة كرامة المصري فى الداخل والخارج ، والعمل سريعا ً على توفير الأمن والصحة وضروريات الحياة الكريمة ، ولكن تبقى دائما ً قضية التعليم والبحث العلمي على رأس أولوياتي لمصر.
- من سيفوز بالرئاسة فى مصر من المؤكد أنه سيحمل إرثا ثقيلا ً من ديون داخلية وخارجية واقتصاد شبه منهار ونسبة فقر تخطت ال40% ومؤسسات شبه منهارة ، فكيف ستقوم معالجة كل هذه المشاكل ؟
لا شك أن الوضع الاقتصادي حرج ، ولكن لا ننسى أيضا ً أن مصر دولة غنية ولديها مقومات النجاح الاقتصادي وهو ما سيشجع القوى الصديقة على الاستثمار فى مصر وهو أحد السبل التي ستعجل بعبور المرحلة الحرجة وأعتقد تماما ً أنه يجب تشجيع الاستثمار والقطاع الخاص مع وجود دور رقابي للدولة ، وكلما عاد الأمن سريعا ً فإن ذلك سيشجع على عودة السياحة وهى مصدر استراتيجي للدخل القومي ، كما يجب العمل على تقليل الإنفاق العام على الكثير من البنود التي كانت تستنزف ميزانية الدولة مثل نفقات مؤسسة الرئاسة وتشريفات الوزراء وإعلانات الصحف وصيانة مكاتب كبار المسئولين والسيارات الفارهة ، وأيضا ً يجب وضع حد أقصى للأجور وكذلك أيضا ًحد أدنى وأعتقد أنه بتكاتف المصريين ودفعهم لعجلة الإنتاج وإقبالهم على العمل ستعبر مصر هذه الأزمة بإذن الله.
- هاجس الأمن يؤرق كل مصري و وزارة الداخلية عجزت عن علاج تلك المشكلة بقدر ما كان يعانى المصريون من بطشها برأيك كيف نعالج تلك المشكلة ؟ وهل تؤمن بضرورة وضع الجهاز بكل مؤسساته تحت إمرة الرئيس أم تؤمن باستقلالية أجهزة الأمن ( خاصة ً الشرطة ) ؟
أرفض تماما ً أن يتبع جهاز الشرطة لرئيس الدولة.. فجهاز الشرطة هو هيئة مدنية منوط بها الحفاظ على أمن المواطنين وحماية ممتلكاتهم وأرواحهم ويجب أن يبتعد جهاز الشرطة عن تأمين نظام الحكم كما كان سابقا ً ، وهذا في مصلحة الشرطة قبل مصلحة المواطنين وأعتقد أن الأمن سيعود قريبا ً والسبيل الوحيد لإعادة الأمن للشارع المصري هو البدء بمحاكمة من ارتكبوا جرائم جنائية فى حق المواطنين وفقا للقانون ، والعمل على إعلاء سلطة القانون وسيادته.. ولا أعتقد أن جهاز الشرطة سيعمل بالطريقة التي كان يتعامل بها سابقا ً مع المواطنين ، ويجب أن يكون الناس أكثر حرصا ً في حياتهم اليومية وألا يخضعوا للمجرمين والبلطجية ،ويجب على المواطنين سرعة الإبلاغ عن الخارجين على القانون ومساعدة السلطات المختصة فى القضاء على الانفلات الأمني .
- هل تجد أي فروق فى حالة الإعلام بعد الثورة عما قبلها ؟ أم أن هناك فوضى إعلامية مثلما يرى البعض ؟ وما هي رؤيتك لمستقبل الإعلام فى مصر ؟
قطعا ً هناك فرق كبير، يكفى أنني دخلت التلفزيون المصري لأول مرة فى حياتي بعد الثورة ، وعاد لشاشة التلفزيون العديد من رموز مصر مثل الدكتور زويل والأستاذ هيكل والعديد من الرجال الشرفاء الذين لم تكن تذكر أسمائهم أصلا ً فى الإعلام الرسمي ، والموضوع يحتاج إلى بعض التنظيم من القائمين على الإعلام أنفسهم فالإعلام يجب أن يكون مستقلا ً وحرا ً بما يتماشى مع قيم وعادات المجتمع المصري وأرفض أي رقابة أو تدخل من الدولة كما كان يحدث فى العهد السابق وأنصح الإعلاميين دائما ً بالتأكد من الأخبار التي قد تثير البلبلة بين الناس وأن يكون ضميرهم الوطني هو الرقيب عليهم ، وفى النهاية ستبقى المتابعة والتفاعل المعيار الحقيقي لنجاح الإعلام فى أداء رسالته وفقا ً للقواعد المهنية.
- حدثني عن مستقبل القضاء فى مصر .. ما رأيك فيما صرح به المستشار محمود الخضيرى من أن القضاء ً به فاسدين ولابد من تطهيره ؟
هناك بالفعل مشروع لإصلاح السلطة القضائية ، و القضاء المصري يجب أن يستعيد دوره واستقلاليته التامة ، ولا ننكر أنه يوجد قلة من القضاة كانوا على صلة وثيقة بالنظام الفاسد وهم معرفون للجميع وهذا انعكاس للنظام المخلوع الذي سعى كثيرا ً للحد من استقلال القضاء وحارب القضاة الشرفاء وحاول كثيرا ً إضعافهم بالترغيب مرة وبالترهيب مرارا ً , ولكن يبقى قضاء وقضاة مصر هما الحصن الحقيقي لحماية الدستور والقانون .
- هل تؤيد إعادة العلاقات المصرية مع إيران ؟ وكيف ستتعامل مع دول الخليج الرافضة لذلك رغم أنها تقيم علاقات دبلوماسية معها ؟
الأصل أن يكون لمصر علاقات طيبة مع كل الدول ، ولا بأس من إعادة العلاقات مع إيران ، لكن يجب أن تفهم إيران جيدا ً أن مصر تقدم دائما ً المصلحة العربية ، ويجب على إيران مراجعة مواقفها من دول الخليج ومن المحيط العربي ككل ، وأعتقد أن وجود علاقات بين مصر وإيران يقوى من الموقف الخليجي لأن الرسائل حينها ستكون مباشرة ، ويجب أن يعلم الجميع أن الدور المصري اختلف كثيرا بعد الثورة
- من خلال جولاتك فى المحافظات .. ما الذي استشعرته داخل نفوس الناس تجاهك ؟ وما هي أحلامهم البسيطة التي عبروا لك عنها ؟
بصراحة كنت أقابل دائما الترحاب والحفاوة... وأدهشني إقبال الناس على الندوات واللقاءات وأعتقد أن الوعي العام لدى البسطاء تطور كثيرا ً وسيتطور أكثر خلال الفترة القادمة ، أما عن أحلام الناس البسيطة فتتمثل فى رغبتهم الحقيقية فى استعادة كرامة المواطن وتوفير الخدمات الضرورية لجميع المصريين ، وكنت أسعد كثيرا لأن الجميع كان يتحدث عن المصلحة العامة ونادرا ً ما كنت أقابل من يتحدث بشكل شخصي أو باهتمامات شخصية.
- هل غيرت لقاءاتك بالجماهير من بنود برنامجك الانتخابي نتيجة مواقف معينة دفعتك لتبديل الأولويات فى البرنامج ؟
الهدف من الجولات أصلا ً هو الاستماع للناس وبالتأكيد طرأ بعض التغيير والزيادة على البرنامج نتيجة لذلك ، وبدأنا نفكر فى جدوى بعض الحلول التي اقترحها الناس لمشاكلهم مثل مشكلة البناء على الأراضي الزراعية مثلا ، فقد اقترح بعض الفلاحين فكرة أن يتم تقنين وتنظيم البناء طبقا ً لاحتياجات كل حالة إذا لم يتوفر أي بديل لذلك , وأن يتم دفع رسوم لاستصلاح أرض صحراوية تعادل ضعفي أو عدة أضعاف الأرض التي سيبنى عليها ، وبهذا نكون قد حللنا مشكلة الفلاح وحافظنا على زيادة مساحة الرقعة الزراعية ووفرنا فرصة عمل فى الاستصلاح..وطبعا ً الموضوع يحتاج لرأى ودراسة المتخصصين ولكن هذا مثال عملي للنقاشات التي استفدناها من الجولات.
- إلى من توجهت في جولاتك ؟
كنت حريصا على أن أبدأ جولاتي فى الريف المصري وأن التقى بكل فئات الشعب وبدأت بزيارة قرية العمار بالقليوبية.. وخلال زيارتي لأسيوط زرت مركزين خارج مدينة أسيوط والتقيت مع الناس واستمعت منهم كثيرا ، وزرت مركز بلقاس وقرية شلشلمون ومدينة منيا القمح وغيرها ، وفى كل مرة كنت وما زلت أحرص على الاستماع من الناس مباشرة ً ، وهذا هو الهدف الأساسي من جولاتي هو الاستماع إلى مشاكل الناس وتطلعاتهم ، وكثيرا ً ما كانوا يطرحون بعض الحلول للمشاكل التي تواجههم وهى حلول عملية وفعالة لأنهم الأكثر معرفة بأحوالهم ، وأحرص كثيرا ً على الالتقاء بالشباب والاستماع لهم ، وأرى فيهم مستقبل مصر فلولا شباب مصر ما تفجرت ثورة العزة والكرامة ثورة 25 يناير.
- نأتي للسياسة الخارجية .. حدد لنا ملامح السياسة الخارجية لمصر من خلال رؤية المستشار هشام البسطويسى وموقفك من القضية الفلسطينية وعلاقة مصر بالكيان الصهيوني ومفهومك للأمن القومي المصري ؟
مصر دولة كبيرة وقوية وصاحبة تاريخ وحضارة ، وسياسة مصر يجب أن تقوم على هذا الأساس ، المصلحة المشتركة والند بالند.. ومصر الثورة لن تقبل أملاءات ولا شروط من أي دولة مهما كانت.. ومصر دولة محورية فى محيطها العربي والافريقى و سنحرص كل الحرص على تقوية علاقتنا بكل الدول واضعين فى الاعتبار الاحترام المتبادل ومصلحة مصر وأمنها القومي الذي هو الأساس لعلاقاتها الدولية..مع الوضع فى الاعتبار أهمية وأولوية توحيد مفهوم الأمن القومي العربي وتحديد المخاطر التي تواجه المنطقة العربية وأهمية تقوية العلاقات العربية الأفريقية بنفس القدر الذي نهتم فيه بالعلاقات العربية الدولية ، أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فبالتأكيد أن مصر تنحاز كليا ً إلى الحق الفلسطيني وتدعم الفلسطينيين فى حقهم فى إقامة دولتهم الموحدة ، ويجب أن يكون لمصر دور بارز فى المرحلة القادمة لحشد الدعم الدولي لتأييد إعلان الدولة الفلسطينية ، وبالنسبة لعلاقة مصر بإسرائيل .. فبيننا اتفاقية سلام يجب احترامها لأن هذا نابع من احترام مصر لمكانتها الدولية ولكن القوانين الدولية تسمح لنا بإعادة التفاوض حول بعض نقاط الاتفاقية وأهمها استعادة السيادة الكاملة على سيناء.
- هل وجدت فى رحلتك لأثيوبيا وأوغندة أي نتائج مثمرة تبشر بحل مشكلة المياه العالقة بين مصر ودول المنبع ؟
كان رأيي دائما ً أن مشكلة مياه النيل هي من أسهل المشاكل التي تواجه مصر.. بل ربما لم تكن هناك مشكلة حقيقية على الإطلاق ، وإنما اختلقت لأسباب عديدة منها أن يتم تصويرها على أنها تشكل التهديد الأكبر لمصر ، ثم بعد نجاح عملية التوريث يأتي جمال مبارك ويحل المشكلة – غير الموجودة أصلا ً– ويظهر بصورة البطل الذي أنقذ مصر من العطش و من خلال رحلتي لأوغندا وإثيوبيا لمست بصدق مكانة مصر لديهم والتي تمثلت فى حفاوة الاستقبال والنقاشات التي دارت مع أعلى مستوى من مسئوليهم و تأكد لي تماما ً أن دول المنبع لا يمكن أبدا أن تضر مصر أو تهدد أمنها المائي ، ولكن النظام السابق كان يتعامل مع هذه الدول بتعالي وتكبر ، وهذه هي المشكلة الحقيقية أن مصر لم تكن تستمع لهم أو تعمل على تلبية طلباتهم البسيطة ومساعدتهم بالخبراء وببعض مشاريع الطاقة ، وأعتقد أن مصر الثورة بحكومتها الواعية ورؤيتها وتقديرها للأمور قادرة على استعادة دورها الحقيقي ليس مع دول حوض النيل فقط وإنما مع كل دول القارة الأفريقية.
- فشل نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق العادلي فى التعامل مع أهالي سيناء فكيف سيتعامل المستشار هشام البسطويسي مع أهالي سيناء ؟
يجب أن نفهم جميعا ً أن تنمية سيناء هي مسألة أمن قومي فى المقام الأول .. والنظام السابق كان يعمل لمصلحة إسرائيل عموما ً ، وفى سيناء بالتحديد ، ولذلك كان همه كله توفير الأمن للسياح الإسرائيليين وفتح لهم أجمل الأماكن في مصر وعمل على تأمينهم وتجاهل تماماً تنمية وسط وشمال سيناء ، وقد كررت كثيرا ً أن تنمية سيناء هي من أهم أولوياتي بجانب الصعيد والنوبة وقبائل أولاد علي فى الصحراء الغربية ، ولو عدنا لسيناء فلا تنمية فى سيناء بدون الارتقاء بمستوى معيشة البدو وتوفير كافة الخدمات لهم خصوصا ً فى ظل الظلم الرهيب الذي تعرضوا له والذي لم يتمثل فقط فى تجاهلهم فى الخدمات وإنما امتد إلى التعامل الأمني الغبي وغير المدرك لطبيعة البدو وعاداتهم وتقاليدهم ... وخطط التنمية التي ستوضع لسيناء يجب أن تسير بالتوازي بين تنمية الإنسان وتنمية المكان ، وستكون الأولوية فى الوظائف والفرص لأهل سيناء وسنشجع الاستثمارات التي تقوم على الصناعة والزراعة والمشاريع السكنية وتوفر أكبر عدد ممكن من فرص العمل لأهل كل منطقة تقام فيها المشاريع ، ومن الممكن أن تقدم حوافز وتسهيلات للمستثمرين فى الأماكن والقطاعات التي نرى أنها ستعود بالفائدة على أهل سيناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.