* ساويرس أسس”المصريين الأحرار” وشارك في كتابة برنامجه الاقتصادي ..والخازندار يمول “العدالة.. ودعبس يشكل “مصر الحديثة” * ساويرس: ينبغي أن تشكل الأحزاب تحالفا لمواجهة الإخوان.. وسأعطي جزء كبيراً من وقتي للسياسة حتى لا يتم إختطاف مصر * الخلافات بين الإخوان وأحزاب رجال الأعمال ستتركز حول السياسات الاجتماعية.. وكلاهما متفق على اقتصاد السوق * محللون: أحزاب رجال الأعمال ستلقى قبولا شعبيا بشرط تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء ووضع حل لتضارب المصالح ترجمة- شيماء محمد: كشفت صحيفة الإندبندنت الإليكترونية والتي تعد من أولى الصحف في جنوب إفريقيا عن ما وصفته بظاهرة اقتحام رجال الأعمال المصريين لعالم السياسة بعد ثورة 25 يناير.. على الرغم من أن تزاوج عالم المال والسلطة كان أحد أهم أسباب قيام الثورة. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من إلقاء الملايين من المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع مطالبين بإسقاط مبارك, اللوم على أثرياء البلد، وكذلك الرئيس فى التسبب فى الفساد والفقر, إلا أن ذلك لم يمنع عددا من رجال الأعمال المصريين وعلى رأسهم نجيب ساويرس من اقتحام عالم السياسة عبر إنشاء ودعم عدد من الأحزاب الجديدة. وقالت الصحيفة إن إقبال رجال الأعمال على المشاركة في السياسة بعد الإطاحة بمبارك 11 فبراير والتى أدت أيضا إلى إسقاط عدة رجال أعمال اثرياء, يأتي في ظل ظروف اقتصادية صعبة, مشيرة إلى أن تحقيقات الكسب غير المشروع والنزاعات العمالية والسياسية جمدت عمل العديد من الشركات، مما أدى إلى انخفاض الأسهم المصرية وانخفاض الاستثمارات الأجنبية إلى حد كبير. ونقلت الصحيفة عن وزير المالية سمير رضوان قوله فى 20 ابريل إن الاقتصاد أنكمش بنسبة 7 % في الربع الأول من الأشهر الثلاثة السابقة ، حيث تراجعت عائدات الصادرات والسياحة وأفلست شركات . وذكرت الصحيفة عددا من رجال الأعمال الذي دخلوا بقوة إلى عالم السياسية على رأسهم الملياردير نجيب ساويرس . ووصفت الصحيفة رئيس شبكة الهاتف المحمول وأوراسكوم تليكوم بأنه صريح حول أهدافه, مشيرة إلى أنه حدد الشهر الماضي أهداف الحزب الذي أسسه حديثا , المصريين الأحرار في: تعزيز الرأسمالية،” وجذب رجال الأعمال الشرفاء الذين يخلقون فرص عمل” ، ومنافسة جماعة الاخوان المسلمين. وقال ساويرس , الذي قدرت مجلة فوربس ثروته ب 3.5 مليار دولار ,” نحن لا نوافق على أن كلمة رجال الأعمال ينبغي إن تكون إهانة “. وساويرس ليس رجل الأعمال الوحيد الذي سيشارك فى الحياة السياسية, فهناك أيضاً هشام الخازندار، المؤسس المشارك لشركة الاستثمارات الخاصة سيتاديل كابيتال وهو من بين الممولين لحزب العدالة ، كما يقوم نبيل دعبس ، الذي تتراوح أعمال عائلته من التعليم إلى وسائل الإعلام ، بتشكيل حزب يدعى مصر الحديثة. ويقول مصطفى الحسيني، مؤلف كتاب مصر على حافة المجهول، أن المشكلة المشتركة بينهم هي ” كيفية إعادة بناء صورة رجال الأعمال الأثرياء” , وأضاف أنه “جزء منها هو تصوير أنفسهم على أنهم خط الدفاع الأخير ضد الإسلاميين والفوضى “. وعلقت الصحيفة قائلة :”انها الفكرة التي يؤكد عليها ساويرس”, مشيرة إلى تصريحات أدلى بها يوم 14 مايو وقال فيها ان الأحزاب ذات الفكر المماثل ينبغي أن تشكل تحالفا لمواجهة جماعة الاخوان المسلمين. مضيفة أنه قال بعد عشرة أيام في روما إنه سيعطي ”جزء كبير” من وقته للسياسة في مصر ” حتى لا يتم اختطافها من قبل المتطرفين “. وتوقع محللون أن تلقى أهداف أحزاب رجال الأعمال استحسانا لدى بعض الناخبين، إلا أنهم تحدثوا عن حاجة رجال الأعمال وعلى رأسهم ساويرس لتعزيز السياسات التي لا توسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء أو تغذي الشكوك فى أنهم يستخدمون السياسة لتحقيق مكاسب شخصية . وأضافوا أن :”هذه الإشكالية استعصت على المليونيرات الذين تحولوا إلى سياسيين في حكومة أحمد نظيف والذين صاغوا السياسات الاقتصادية خلال العقد الماضي, وانتهى بهم الحال في السجن انتظارا لمحاكمتهم بتهم الفساد . وقالت الصحيفة إن حكومة نظيف أخفقت في ترجمة أية تحسنات اقتصادية إلى تغيرات ملحوظة للمواطن العادي, موضحة أن مؤشر البورصة المصرية EGX 30 ، الذي انخفض 23 % هذا العام كان قد اكتسب زيادة حوالي 400 % بين يوليو 2004 ، عندما تولى نظيف منصبه ، ونهاية 2010 . وأضافت:”على الرغم من ذلك , فإن الازدهار تحت فترة ولاية نظيف، لم يقابله ارتفاع فى مستويات المعيشة لمعظم المصريين. حيث تشير البيانات إلى أن 40 % من 80 مليون مصري يعيشون عند أو تحت خط الفقر الذي حددته الأممالمتحدة وهو 2 دولار في اليوم . وأشارت الصحيفة إلى أن أحد أهم الانتقادات التي وجهت لحكومة نظيف، كان قيامها ببيع أراضي الدولة بسعر رخيص لشركات عقارية لبناء مساكن فاخرة، وفشلت في حماية الفقراء من تضخم أسعار المواد الغذائية ، التي قد ارتفعت بنسبة 20 % في العام الماضي . ونقلت الصحيفة عن مصطفى كامل السيد ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة قوله إن تضارب المصالح سيكون إحدى أهم الإشكالات التي تواجه اشتغال رجال الأعمال بالسياسة. وأضاف أن ” وجود رجال الأعمال في الحياة السياسية هو شئ مشروع ” ” لكن في الفترة الماضية كان لديك أشخاص مسؤولين عن وزارات وفى نفس الوقت يملكون شركات تعمل في نفس خط العمل “, دون اتخاذ تدابير لمنع حدوث ذلك, وهو ما فتح ” الباب لاستخدام الثروة للحصول على النفوذ السياسية بصورة غير شرعية “. وقال السيد إن قواعد تشكيل الأحزاب السياسية التي تم وضعها فى مارس من قبل حكام مصر العسكريين المؤقتين, لا تضع حدا للتبرعات، وهو ما يزيد من مخاوف من المصريين من تنامي تأثير الأثرياء على القرارات . وأكد أن الخلافات بين الإخوان والأحزاب المدعومة من رجال الأعمال ستكون حول السياسات الاجتماعية وليس الاقتصاد, مشيرا إلى أن جماعة الإخوان تدعو إلى اقتصاد حر تنافسي في برنامج مشروعها, كما أنها تضع بعض الأعضاء الأثرياء من بين قيادتها العليا. من جهة أخرى, نقلت الصحيفة عن محمد طلعت “مدير تنفيذي” دعمه لساويرس وأحزاب رجال الأعمال, مشيرة إلى تأكيده أن” المشكلة في الماضي كانت الفساد، وليس الرأسمالية “، وأضاف ” أنا ليبرالي ورأسمالي وليس هناك عيب في ذلك.” ووفقا لشبكة بلومبرج, فإن ساويرس شارك بوجهة نظره في صياغة برنامج الحزب, حيث كتب على تويتر يوم 22 مايو ” مشغول بكتابة البرنامج الاقتصادي للحزب,”ولست متأكدا من انه سيعجب اليساريين ” .