* الإخوان المسلمون تعتبر القرار بالعفو محاولة “للتفريج عن الناس” * المعارضة السورية تبدأ مؤتمر في تركيا لدعم وتأمين استمرار الثورة ثلث حضوره من داخل سوريا عواصم- وكالات: قال التلفزيون السوري أن الرئيس بشار الأسد اصدر عفوا عاما اليوم الثلاثاء بعد عشرة أسابيع من الاحتجاج على حكمه المستمر منذ 11 عاما وحملة عسكرية لاقت إدانة دولية. ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية الأنباء عن تعرض صبي سوري في الثالثة عشرة من عمره للتعذيب بأنها “مروعة ومفزعة”، وقللت من شأن العفو الذي أصدره بشار. وقال التلفزيون السوري إن العفو يشمل كل أعضاء الحركات السياسية بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. وفي سوريا يعاقب بالإعدام من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي قادت انتفاضة مسلحة ضد الرئيس الراحل حافظ الأسد في عام 1982 . ويقول ناشطون سوريون إن السلطات السورية اعتقلت عشرة آلاف شخص منذ اندلعت الاحتجاجات ضد الأسد في مدينة درعا الجنوبية في منتصف مارس وأن نحو ألف مدني قتلوا. ومن بين المطالب الرئيسية للمحتجين الإفراج عن المعتقلين السياسيين وكبح جماح قوات الأمن ذات الذراع الطولى. ومن جانبها، اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا المعارضة المحظورة أن كل قرار باتجاه التفريج عن الناس ومعتقلي الرأي في سوريا يمثل خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح. وأبلغ زهير سالم، الناطق باسم الجماعة المحظورة إن “القضية الوطنية العامة ليست قضية أحزاب المعارضة بما فيها قضية الإخوان، وهناك أزمة في البلد تحتاج إلى حلول جريئة من هذا النوع، وننتظر حتى صدور المرسوم للإطلاع على تفصيلاته القانونية”. وقال: “نحن في جماعة الإخوان المسلمين جزء من حراكنا الوطني وملتحمون به، وسيكون موقفنا جزءاً من هذا الحراك في أي مسألة داخلية”. وعلى صعيد متصل، يعقد اليوم وغداً مؤتمر في مدينة أنطاليا التركية يضم معارضين سوريين بهدف “بحث سبل دعم الثورة السورية في الداخل وتأمين استمرارها”، ويعقد اللقاء تحت عنوان “المؤتمر السوري للتغيير” هو المؤتمر الأول الفعلي للمعارضة السورية منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس الماضي في سوريا. ويأتي مؤتمر أنطاليا بعد اجتماع أول شارك فيه معارضون سوريون في أسطنبول في السادس والعشرين من أبريل الماضي، إلا أنه كان بدعوة من منظمات مجتمع مدني تركية دعت شخصيات معارضة سورية لبحث مجريات الأحداث في سوريا. ويشارك في مؤتمر أنطاليا ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سوريا، وعن إعلان دمشق الذي يضم هيئات وشخصيات معارضة في الداخل والخارج، وتنظيمات وشخصيات كردية وممثلين عن عشائر وعن شبان يشاركون في تنظيم الحركة الاحتجاجية في سوريا. ومنذ صباح اليوم امتلأت ردهات الفندق الذي يعقد فيه المؤتمر بعشرات السوريين القادمين من كافة أنحاء العالم. وحظي القادمون من الداخل وخاصة الشبان منهم بأكبر قدر من الاهتمام حيث تحلق أبناء المهاجر حولهم لاستقصاء أخبار الوطن. وقال أنس العبدة، رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق في الخارج، لفرانس برس إن “الهدف الأساسي من هذا المؤتمر هو بحث كافة السبل لدعم الثورة السورية وتأمين استمرارها وتصعيدها للوصول إلى التغيير الديموقراطي المنشود”. وأضاف العبدة أن هذا المؤتمر هو “خطوة هامة في اتجاه توحيد جهد المعارضة السورية في الداخل والخارج وتنسيق عملها مع شرائح لم تكن تشكل جزءا من المعارضة قبلا وهي رجال الأعمال وزعماء عشائر عربية وكردية وممثلو تنسيقيات للثورة السورية في الداخل من الشبان السوريين”. وتابع: “كنا نتحدث في السابق عن توازن الضعف بين النظام والمعارضة أما الآن فقد أصبحت المعارضة أقوى والنظام أضعف”. وأعرب العبدة عن الأمل بأن يوجه هذا المؤتمر “رسالة ايجابية للداخل السوري حول دعم جميع الأطياف الوطنية لشبان الثورة كما نتطلع أن يوجه رسالة إيجابية إلى الدول الإقليمية والمجتمع الدولي بأن السوريين قادرون على إدارة أمورهم في المرحلة القادمة خاصة بعد مرحلة التغيير”. وأكد العبدة أن هذا المؤتمر “ليس سوى حلقة في سلسلة حلقات من العمل الوطني وهو لا يحتكر تمثيل المعارضة ولا العمل الوطني”. ويتمثل الإخوان المسلمون بوفد كبير في مؤتمر انطاليا يترأسه القيادي في الجماعة ملحم الدروبي المقيم بين كندا والسعودية. وأكد الدروبي أن الهدف من عقد هذا المؤتمر هو “دعم الثورة السورية” معتبرا أن “ما نستطيع القيام به في الخارج يتكامل مع ما يقوم به الثوار في الداخل”. وتوقع أن يحدد هذا المؤتمر “خارطة طريق عبر تشكيل هيئة تنفيذية للعمل على دعم الثوار لاسقاط النظام وتشكيل هيئة متابعة لتنسيق خطوات تنفيذ ما يتفق عليه”. ورأى عمار القربي الذي يشارك في مؤتمر انطاليا بصفته رئيسا للمنظمة الوطنية لحقوق الانسان أن هذا المؤتمر “هو خطوة لتوحيد المعارضة تحت سقف الثورة السورية”. واضاف أنه إذا كان للمعارضة “تمايزاتها الإيديولوجية والسياسية فان الدماء التي سقطت في سوريا دفعت هذه المعارضة إلى الإرتقاء عن هذه التمايزات”. وأوضح أن “نحو ثلث المشاركين قدموا من الداخل عن طريق لبنان وتركيا ويمثلون تنسيقيات الشبان المشاركين في تنظيم الاحتجاجات في الداخل”. ومن المتوقع أن ينهي المؤتمر أعماله الخميس بإصدار توصياته، ولوحظ حضور كثيف للإعلامين العربي والتركي.