قال وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو، اليوم الجمعة، ان المعارض محمد البراهمي قتل بنفس قطعة السلاح التي قتل بها السياسي شكري بلعيد قبل ستة اشهر، ما يشير الى ضلوع نفس الجماعة الاسلامية المتشددة المتورطة في الحادث الاول. وحسب "القدس دوت كوم" فقد أضاف بن جدو في مؤتمر صحافي "نفس قطعة السلاح - وهي سلاح اتوماتيكي من عيار 9 ملليمتر - التي قتل بها بلعيد هي التي قتلت ايضا البراهمي". واغتال مسلحون مجهولون السياسي التونسي المعارض محمد البراهمي بالرصاص أمام منزله في تونس العاصمة امس الخميس، ما أشعل احتجاجات عنيفة ضد الحكومة التي يقودها الإسلاميون في العاصمة ومناطق اخرى. وخيمت مشاعر الحزن والصدمة على تونس بعد يوم من اغتيال البراهمي وهو ثاني حادث اغتيال سياسي خلال العام الحالي بعد مقتل شكري بلعيد في فيراير الماضي. وفجر اغتيال بلعيد اسوأ اعمال عنف في تونس منذ الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011. وبعد ايام قلائل شارك نحو 50 الف شخص في جنازة بلعيد. وكانت اكبر جنازة في تاريخ تونس منذ وفاة الحبيب بورقيبة زعيم الاستقلال واول رئيس للبلاد في عام 2000. وأعلن بن جدو ان تونسيين اثنين احدهما "سلفي تكفيري" قتلا النائب المعارض محمد البراهمي بالرصاص امام منزله في العاصمة تونس. وقال بن جدو (مستقل) في مؤتمر صحفي "من اقترف عملية الاغتيال الشنيعة هما شخصان يمتطيان دراجة نارية سوداء اللون من نوع (فيسبا) يرتديان لباسا اسود واحدهما يرتدي قبعة حمراء، وقد اقتربا منه (البراهمي) وهو بصدد امتطاء سيارته وأطلق عليه احدهما وابلا من الرصاص". وذكرت المصادر الامنية ان البراهمي اصيب باربع عشرة طلقة. وأضاف "أثبتت التحريات أن الشخصين المذكورين قد ترصداه من قبل، وذلك بناء على شهادة الشهود، وحاما حول منزله في الايام السابقة (..) كما اثبتت التحريات ، وهذ معلومة قد فوجئنا بها، ان السلاح المستعمل سلاح نصف آلي من عيار 9 مليمتر، وهو نفس السلاح الذي اغتيل به الشهيد شكري بلعيد" في السادس من (فبراير) الماضي. وتابع "الضالع في الاغتيال هو المدعو بوبكر الحكيم (30 عاما) وهو عنصر سلفي متشدد تكفيري سبق ان تورط في قضية مسك وإدخال اسلحة الى الجمهورية التونسية (..) ولطفي الزين (35 عاما)" وكلاهما في حالة فرار. واشار الى ان الامن التونسي اعتقل "في الايام القليلة الماضية" مشتبها به رابعا في اغتيال شكري بلعيد يدعى صابر المشرقي وأن الاخير "أكد ضلوع بوبكر الحكيم (المولود في باريس سنة 1983) ولطفي الزين في حادثة اغتيال شكري بلعيد". وقال "ثمة تقاطع من ناحية مشاركة بوبكر الحكيم في اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي وثمة تقاطع ايضا في استعمال نفس السلاح الذي اغتيل به الشهيدان". وافاد ان عدد التونسيين المشتبه بهم في مقتل شكري بلعيد اصبح 14، بينهم 4 معتقلون وهم صابر المشرقي ومحمد علي دمق ومحمد امين القاسمي وياسر المولهي، واثنان قرر القضاء "تركهما بحالة سراح" وهما طارق النيفر وحسام فريخة. واضاف ان القاتل الرئيسي المفترض لشكري بلعيد ويدعى كمال القضقاضي (34 عاما) هارب من الشرطة مع 7 آخرين هم "أحمد الرويسي وعز الدين عبد اللاوي ومروان الحاج صالح وسلمان المراكشي وبوبكر الحكيم المكتشف اخيرا ولطفي الزين وعلي الحرزي". ولفت الى انه "ثبت أن بعض المشتبه بهم في اغتيال شكري بلعيد نشطوا في تنظيم انصار الشريعة" السلفي المتشدد الموالي لتنظيم القاعدة. وقال "لم يثبت تورط أي جهة سياسية" تونسية في اغتيال شكري بلعيد أو محمد البراهمي اللذين تتهم عائلتاهما حركة النهضة الاسلامية الحاكمة باغتيالهما. واضاف "سخرنا امكانيات كبرى لالقاء القبض على من اغتال الشهيدين وسنمضي قدما نحو كشف النقاب عن ملابسات هاتين الجريمتين الشنيعتين". من ناحيته، قال مصطفى الطيب بن عمر، المدير العام للأمن العمومي ان الشرطة داهمت في الايام الاخيرة وبعد القاء القبض على صابر المشرقي منزل بوبكر الحكيم لايقافه إلا انها لم تعثر عليه في المنزل. وتابع ان الشرطة حجزت بمنزل الحكيم "رمانتين (قنبلتين يدويتين) ومجموعة كبيرة من الذخيرة ومسدسا وسلاحا ابيض". وقال "التحريات اكدت ضلوع بوبكر الحكيم بصفة مباشرة في اغتيال البراهمي من خلال قيامه بعديد الاعمال التحضيرية من متابعات ورصد للضحية وكذلك قيادة الوسيلة التي تم استعمالها" في عملية الاغتيال. وحذر من أن بوبكر الحكيم يعد "من اخطر ماهو موجود على الساحة (التونسية) من العناصر الارهابية والاجرامية وهو معروف دوليا". وفي سياق آخر، اعلن محمد علي العروي، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ان بوبكر الحكيم "له علاقة مع كمال القضقاضي المتهم الرئيسي بقتل شكري بلعيد".