في الثلاثين من يونيو المبين! رأيت العلم المصري آسراً جميلاً معبراً كما لم أره من قبل في أيدي الفتية المؤمنين تلوح به صبايا متحدية على إيقاع الثورة المظفرة يقيناً مرسوماً فوق خدود الأطفال المنيرين مشهراً بأيادي شعب مسالم مصمم ثائر مستبشر تمنيت لو أقبلها جميعاً وأقبل كل جبين. 2 رأيت الرجل يحمل طفلاً وذا الطفل يحمل علماً وزوجته بيد تمسك طفلة وبيد علماً! يحثون الخطى نحو ميدان الثوار الأكبر نحو الغد الحر الجديد الأعدل نحو الشمس والمنى! 3 سمعت الحناجر كأعظم ما تكون، كأعذب ما تكون.. النبرة تلهج بأسماء، بوصايا الشهداء وانتصار الثورة القريب المحتم برغم الخصوم في "المقطم"!.. وفي "واشنطن"! وأن طاغية آخر لم يتعلم شيئاً قط من الخامس والعشرين من يناير عليه أن يرحل من فوره..! لم يلبث أن خلعه بدوره الشعب العبقري وفتية آمنوا بشعبهم.."فتمردوا" في أيام ثلاث! في الثالث من يوليو. 4 رأيت في الأيدي، وفوق الصدور صورة "جمال" الوضاءة، والعلم بطائره الجسور كأجمل ما يكونا كما لم أرهما من قبل رأيت شعب مقاومة الفرنسيين الباسل شعب العرابيين المقاتل شعب ثورة التاسع عشر الهادر رأيت شعب عبد الناصر رأيت الشعب الذي خرج له في ثورته في انتصاره، في نضاله في عثرته في مثابرته، وفي يوم ارتحاله رأيته اليوم يحمل صورته ويقول: "قلتها من زمان هؤلاء لا عهد لهم ولا أمان محض إدعاء وزيف كثير من خلف اللحى والرطان وطالبو سلطان للسلطان!" تقول أجيال جديدة لم تره "معك حق" و"طريقك طريقنا فبعيداً عن دربه، عن راياته نضل". تقول له: "أنت الفكرة والثورة والنهج في الروح والقلب والعقل". 5 رأيت البطل باقياً ملهماً والشعب صافياً معلماً كما لم أر من قبل! .. .. .. في يوم الثلاثين من يونيو والأول من يوليو والثاني من يوليو والثالث من يوليو! 6 .. وفي نهار السادس والعشرين من يوليو الباهر المجيد تلبية لنداء قائد الجيوش الجديد الصادق صديق الشعب تتمة أيام عبقرية أسطورية من يونيو ويوليو من عام الشعب قائد القادة ومعلم المعلمين سيد وملهم الثائرين .. .. .. بلى في السادس والعشرين الباهر المجيد حشد الحشود وتأكيد التأكيد...!