اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم بالتحولات المتسارعة في مصر في ظل الصراع بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومعارضيه. نبدأ مع صحيفة (كيهان العربي) التي نشرت مقالاً تحت عنوان "مرسي بين أمرين أحلاهما "مُر"، جاء فيه: الأوضاع في مصر وصلت إلى درجة من التحدي والغليان من الصعب الامساك بها ما لم يتخذ قرار حاسم وعلى مستوى عال يقود إلى الانفراج وتهدئة الشارع. فحركة التطورات المتسارعة والفعاليات الكثيرة التي تجري على قدم وساق لمواكبة الشارع الذي يدب فيه الغليان وتتغير فيها لحظة بلحظة موازين القوى لصالح المعارضة. وما زاد الطين بلة محاصرة الرئيس مرسي نفسه في قصر الاتحادية عندما اعتزل تمامًا عن مؤسسات الدولة والجيش ودخل سجالاً معه بأنه لن يسمح للشارع بالانفلات مهما كلف الأمر لأنه يتحمل مسئولية كبيرة في حفظ أمن الدولة. وانتهت كيهان العربي إلى القول: لم يبق أمام مرسي سوى خيارين لا ثالث لهما؛ إما القرار التاريخي بالتنحي والاعتذار عن أخطائه وهذه قمة الفضيلة، بما يمهد لحركة الاخوان المسلمين الاستمرار بحراكها السياسي في البلد كأي تنظيم يخطئ ويصيب، إما الخيار الثاني وهو اضطرار العسكر لتنفيذ مشروعه الذي سماه خارطة طريق المستقبل بعزله عن السلطة لدرء أخطار أكبر تجنب البلد الكوارث المزرية وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسًا مؤقتًا للبلاد. أما صحيفة "جوان" فأوضحت أنه لا توجد مؤشرات حول تنحي مرسي واستسلامه، إذ أكد هو وحزب العدالة الحاكم أنه لن يترك السلطة سوى عبر صناديق الاقتراع التي جاءت به إلى الحكم. ما يعني أن مصر ستمر بممر مظلم، وهذا ما أكده الأزهر حول احتمال اندلاع الحرب الأهلية في البلد. بدليل أن شحنات السلاح تتدفق من ليبيا على مصر ليل نهار إلى العصابات السلفية والأقباط. ولفتت إلى دور الكيان الصهيوني الذي يعمل على إشعال فتيل الحرب الأهلية، إذ أنه وبعد سقوط الدكتاتور، بدأ يخطط لتقطيع أوصال البلد كي يقلل خطره. ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار أن الصراعات في مصر وإذا ما اندلعت فانها ستنتهي بنتيجة لا غالب ولا مغلوب ويلحق الضرر بالجميع، لتنتهي الأمور لصالح الصهاينة. وفي هذا السياق فإن الأنظار ستتوجه صوب الجيش والأزهر اللذين لزما إلى اليوم جانب الحياد لحل الأزمة. إلَّا أن السؤال المطروح هل سيستمر الحياد وضبط النفس إلى الأبد، في ظل تهديد حركة العصيان المدني بتنفيذ قراراتها. ومن جانب آخر، تؤكد صحيفة "قدس" أنه أمام الأحداث المشتعلة يزداد خطر اندلاع حرب أهلية بين مؤيدين ومعارضين الرئيس. فإصرار مرسي على البقاء في السلطة، سيدفع بالأحزاب المعارضة إلى الاستمرار في هجماتها على مرسي وتبقى معها الجماهير المصرية الغاضبة في الساحات، لذا فإن الأمن والأوضاع المعيشية في مصر سيتعرضان للخطر، مما سينعكس سلبيًّا على الاخوان والمعارضين أي على الشعب المصري بأسره.