عقيدة "إسرائيل" هي "الصهيونية"، وهي مصطلح قومي، أي أن يهود الدولة العبرية تحولوا في بناء دولتهم من العقيدة الدينية إلى القومية أو المادية، لأن اليهودية هي التقيد بقوانين الله و التسليم بدوره، واتباع تعاليم التوراة، على عكس الصهيونية التي يعتبرها حاخامات يهود بمثابة ثورة من اليهود على الله وتعاليمه. وفي سبيل بناء هذه الدولة المزعومة سفكت الدماء وتشرد الأطفال والعجائز وتحول الفلسطينيون إلى لاجئون مضطهدون في وطنهم. العديد من النشطاء والحاخامات المنظمات يناصرون القضية الفلسطينية ويقفون في وجه الصهيونية والانتهاكات "الإسرائيلية" ضد الفلسطينيين، ومنها منظمة "ناتورى كارت" ومقرها الولاياتالمتحدة، والتي دائما ما تشارك في المظاهرات المناهضة للصهيونية. وهذه الجمعيات تتكون من اليهود الأصوليين الأرثوذكس الذين يطبقوا تعاليم التوراة بحذافيرها ومنها تحريم إقامة دولة خاصة بهم وامتلاك الأرض ،حيث أن الرب أمرهم بالشتات والانتشار في الأرض عقابا لهم وتكفيرا منهم على خطيئتهم حتى عودة المسيح للأرض، ولذلك يعتبرون الصهاينة كفرة بالتوراة وخارجين عن تعاليمه. جماعة أخرى تسمى"يهود ضد الصهيونية" دوما ما تعمل على تنظيم المظاهرات المناهضة ل"إسرائيل" والصهيونية، ونظمت في يناير الماضي تظاهرات في كل من الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا للمطالبة بإعادة الحق الفلسطيني إلى أصحابه وتفكيك الكيان العنصري الغاصب لأرض فلسطين بشكل سلمي، محذرين من أن الصهيونية تشكل خطرا كبيرا على وجود اليهود وشعوب الشرق الأوسط. لدرجة أن الحاخام "يزرويل دوفيد فايس" قد قال: يجب أن نكون مواطنين صالحين ونظهر امتناننا للشعوب العربية والإسلامية التي منحتنا ملاذا آمنا ، واستضافتنا بشكل رائع لمئات السنين عندما كنا نتعرض لقمع فظيع في بلدان أخرى. ويحذر الحاخامات المناهضين ل"إسرائيل" من ممارسات الكيان الصهيوني ضد شعوب الشرق الأوسط وعلى رأسهم فلسطين، مؤكدين أن ذلك سيقود إلى مصير مظلم ينتظر اليهود، كون تلك الممارسات تنافي تعاليم الأنبياء وتقوم على أسس مادية وقع ضحيتها مرشحون للرئاسة الأميركية ينكرون وجود شعب فلسطيني. ويتبنى العديد من الحاخامات ذات الفكر المناهض لتلك الدولة العنصرية، حيث يقول الحاخام البريطاني "ديفد شلومو فيلدمان": هناك أمر يقلقنا اليوم.. نريد أن نقول للعرب والمسلمين إن الإرهاب والوحشية في فلسطين بعيدان كل البعد عن الدين اليهودي، ولكنه يمثل جانب من الممارسات الصهيونية. ويرى "فيلدمان" في قيام دولة "إسرائيل" شرا على اليهود في العالم، وبالتبعية فإن الحركة ضد التوسع الصهيوني والاعتداء على القدس. كما تطرق الحاخام الأمريكي" دوفد يتسرائيل وايس" إلى نشأة الصهيونية ومؤسسها وقال إنها حركة ظالمة ومعتدية وتقلل من قيمة الحياة اليهودية، مؤكدا أن "هرتزل" – مؤسس الصهيونية- لم يكن متدينا وأراد نقل الحركة من الدين إلى القومية واستغل جهل اليهود وأقنعهم بأن السبيل الوحيد للتخلص من منفاهم هو انتهاك التوراة. كما أشار "وايس" إلى أن هناك الآلاف من اليهود داخل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، إلى جانب مئات الآلاف من اليهود حول العالم ضد الفكرة الصهيونية. وأضاف: حين وصل الصهاينة إلى فلسطين كان اليهود يعيشون مع جيرانهم العرب وأسسوا مجلس حاخامات لمحاربة الحركة الصهيونية، وفي عام 1947 أرسل كبير الحاخامات" دوشنكي" إلى الأممالمتحدة قائلا "لا نريد دولة صهيونية" معتبرا أن الأوفياء للتوراة لا يريدون دولة. وهنا يوضح الفرق الكبير بين اليهودي والصهيوني ،فاليهودية ديانة سماوية من الله كالإسلام والمسيحية ،أما الصهيونية فهي أفكار قذرة للسيطرة على العالم لتحقيق المصالح والمنافع على حساب الآخر، فيجب أن ندرك أنه شتان بين كليهما.