أغلقت السلطات السعودية أمس عددا من رياض الأطفال ومراكز تدريس القرآن الكريم الأهلية بمحافظة القطيف بذريعة ممارستها النشاط التعليمي دون الحصول على ترخيص رسمي من وزارة التربية والتعليم. وكانت الشرطة الدينية المعروفة محليا باسم "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" مدعومة بعدد من دوريات الشرطة وقوات المهمات الخاصة وفرقة من الشرطة النسائية داهمت أمس عددا من مراكز التعليم الأهلي في المحافظة، وأخضعت العاملين فيها لساعات مستمرة من التحقيق. وذكرت مصادر مطلعة أن إمارة المنطقة الشرقية شكلت لجنة من أعضاء الشرطة الدينية وقوات المهمات الخاصة والشرطة النسائية وكلفتها بإغلاق عدد من دور التعليم الأهلي في القطيف. وأضاف المصدر بأن اللجنة بدأت عملها بمداهمة "دار القرآن الكريم" و في حي المنيرة بجزيرة تاروت وصادرت بعض المناهج التعليمية المتطابقة مع رؤية الفقه والعقائد الشيعية، واستجوبت المعلمات والإداريات العاملات في الدار، وعمدت لتغطية اللوحة المعلقة على واجهة المبنى بالقماش وأغلقت الدار، وطلبت من المشرفين عليه مراجعة إمارة المنطقة. وبحسب المصدر فقد داهمت اللجنة "روضة الحوراء" في القطيف عند الساعة الحادية عشرة بأسلوب استفزازي أثار هلع المعلمات والإداريات وتسبب في سماع صراخهن في الجوار. وقد تم مصادرة ملفات ومستندات الروضة ونماذج من المنهج التعليمي، قبل أن يتم إخلاء المقر وإغلاقه، بدعوى مخالفة الأنظمة واعتماد مناهج تعليمية مخالفة للسياسات التعليمية السعودية. ويطبق النظام السعودي التعليم الديني الإلزامي وفق الرؤية الوهابية على كافة أبناء المذاهب الإسلامية في مناطق الجزيرة العربية، ويمنع أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى. ويبدي مراقبون محليون خشيتهم أن تكون السلطات السعودية بصدد فرض سياسة عقابية تغلق بموجبها تلك المراكز والمدارس، ما قد يتسبب في حرمان أطفال المنطقة من حقهم في التعلم، حسبما ذكر موقع"مرآة الجزيرة".