استشهد عبدالله جعفر الأوجامي برصاص القوات السعودية مساء يوم أمس الجمعة، وتناول نشطاء شريط فيديو يصوره وهو قتيل وملقى على الأرض، وفي بيان لوزارة الداخلية ذكرت أن أربعة ملثمين مسلحين من راكبي الدراجات النارية إلى الجهة الشرقية من مركز شرطة العوامية، قام أحدهم بإلقاء قنلبة مولوتوف في تبريرها لعنف الشرطة نحو المحتجين. ليزيد من حدة الاضطرابات شرق السعودية والبحرين، والتي تحيا احتجاجات تطالب بإصلاحات سياسية منذ 14 فبراير 2011 واشتدت في انعطافة كبيرة اعتبرتها صحيفة "ديلي تليجراف" بأنها استحالت إلى تحدي نادر ومباشر إلى آل سعود بعد اعتقال الشيخ نمر باقر النمر . لم تهدأ شرق السعودية بعد اعتقال الشيخ نمر باقر النمر الأسبوع الماضي إمام جامع العوامية والمنتمي للمذهب الشيعي، وردت السلطات بقمع أكبر أدى لاستشهاد اثنين من المحتجين، وخرجت على إثرها الألوف في شوارع القطيف يرددون "الموت الموت لآل سعود" و "ويسقط آل سعود". لم تكن تلك المرة الأولى التي يعتقل فيها الشيخ نمر النمر، فقد تعرض للاعتقال في مايو 2006 فور دخوله الأراضي السعودية بعد زيارة قصيرة إلى البحرين، وكان سببها تقديمه عريضة طالب فيها الحكومة السعودية ببناء البقيع والاعتراف بالمذهب الشيعي رسميا، وإلغاء المناهج الدراسية الحالية واستبدالها بمناهج أخرى لا تعتدي على عقيدة الشيعة. حيث تعتمد المناهج السعودية على المواد الدينية التي تفرض بجرعة عالية في التعليم السعودي، ويتم تدريس فيه منهج التوحيد الذي أسسه محمد عبدالوهاب والذي يكفر طوائف المسلمين الآخرى، والذي قام بهدم البقيع بحجة أن الناس يتبركون بها مما تعتبره الوهابية – المذهب الرسمي للسعودية – شركا يخالف العقيدة. واعتقل النمر مرة أخرى في 23 أغسطس 2008 بمدينة القطيف شرق السعودية، وفي مارس 2009 حاولت السلطات اعتقاله بعد يومين من توجيهه انتقادات عنيفة للحكومة على خلفية أحداث البقيع، التي حدثت بين متظاهرين شيعة وقوات الأمن السعودية بين 20 و 24 فبراير بالبقيع، والتي هدد فيها الشيخ بالانفصال عن السعودية. الشيخ نمر باقر النمر مولود في العوامية وهو عالم دين شيعي سعودي، له شعبية وحظوة في شرق السعودية والبحرين، وكثيرا ما يوجه انتقادات للأسرة المالكة ولطريقة الحكم في السعودية التي تنتسب فيها بلاد إلى حكامها وكأنهم يملكونها بمن فيها، مسلطا الضوء على معنى العبودية لله في هذا السياق، وكثيرا ما يؤكد على منهج "الحسين" السلمي والمتسامح، وقد أثارت خطبة الشيخ بعد وفاة الأمير نايف الذي دافع فيها عن فرحهم بموته معللا ذلك بأنه هو الذي قتل أولادهم فكيف لا يفرحون بموته" لذا ليس من المستغرب أن يثير اعتقال الشيخ النمر حفيظة الشيعة أكثر ،وصفت الناشطة السعودية زهراء حسين في برنامج أصوت الشبكة على قناة فرانس24 تفاصيل يوم الأحد بعد شيوع خبر اعتقال السلطات السعودية للشيخ نمر النمر تقول "توجهت تظاهرة حاشدة إلى القطيف حتى وصلنا إلى شارع الرياض حيث كانت قوات الطواريء متمركزة أمامنا وتم إطلاق النار دون أي إنذار وكان الرجال في الأمام والنساء في الخلف" وخلف إطلاق النار مقتل شهيدين ليكتمل عدد شهداء الثورة إلى 9 أشخاص منذ انطلاقها في فبراير 2011 ومنذ أول طلقة رصاص في مارس 2011 وأول شهيد كان في أكتوبر 2011 وفقا لوليد سليس عضو مركز العدالة لحقوق الإنسان في السعودية. وفي كل مرة يحدث فيها إطلاق نار يخلف جرحى، تعد السلطات السعودية عبر صحفها الرسمية بالتحقيق في ذلك وهذا ما لم يتم حتى الآن. ومن الشعارات التي أصبحت تردد بقوة في القطيف وبريدة "القصاص القصاص لمن أطلق الرصاص" وتحاول السلطات السعودية تصوير التظاهرات شرق السعودية بأنها احتجاجات شيعية تحركها أياد خارجية في إشارة إلى إيران ويتم استخدام رجال الدين المنتمين للوهابية لوصف المعارضة ذات الأغلبية الشيعية بالروافض، وسرد أحاديث نبوية تتهمهم بالكفر والمغالاة في الدين. Comment *