اعتمد الفنان التشكيلي وجيه يسي، في معرضه الأول بالقاهرة " العزف بالألوان، الذي افتتح مساء أمس بقاعة دروب، علي خامة الألوان المائية، الصعبة الرقراقة والمراوغة، لكنه استطاع بإحساسه، أن يخرج بها أعمالا تميزت بالطزاجه والعفوية، محافظا علي شفافيتها واشراقها، ويعد الضوء الدافىء هو القاسم المشترك في جميع لوحاته، فهو ينثر الاضواء علي شخوصه وزهوره، وهو ما يفتقده في موطنه الثاني كندا. وحال تأمل لوحات "يسى"، تعتقد أن الفنان دخل في صلاة ينفصل فيها عما حوله، ليعيش حالة من التركيز والاستلهام، وتشعر أنه يرسم منفعلا مأخوذا بما يراه، وكأنه يكتشف منظرا خلابا تقع عليه عيناه لأول مرة، ويريد مزج إحساسه به علي سطح اللوحة، قبل أن يتغير بمرور الزمن ويضيع منه. ويعزف "يسي" علي أوتار اللون، وقدم لنا 45 لوحة بين فن البورترية والطبيعة الصامتة والشعبيات قال يسى:" عشقي لحرية اللون جعلني لا أهتم بالموضوع، الذي جاء في المرتبة الأخيرة، لكني كنت أسعي الي تفكيكه " الموضوع"، وتحويله لعلاقات لونية منطلقة، وهو الأساس في ألوان الماء " وأشار الفنان سميرفؤاد الى أن لوحات "يسي" تعكس عشقه الجارف للألوان المائية، وهو شرط أساسي لمن يريد أن يلقي بنفسه في طيات هذه الخامة الساحرة المختالة ، لكي يصل فنان الألوان المائية الي السلاسة والعفوية، التي يتمتع بهما "يسي" فلابد له من بذل الكثير من الجهد، فما تراه في بقعة لون أو لمسة فرشاة، نتيجة تجارب عديدة وطبقات متراكمة من الخبرات وشحذ متواصل للحواس". ويضيف فؤاد:" أكثر مايثير الإعجاب في مائيات "يسي " الكم الهائل من الضوء، الذي يشع منها، وهو بلا شك نتيجة نشأته الأولي تحت شمسنا الساطعة، فيمكن للمتلقى رؤية الضوء، مسكونا في قواريره الزجاجية، منعكسا علي أكمات وروده، منبعثا من وجوه شخوص لوحاته، لافتا الى أن شغف "يسى" بالضوء سببا في أن ينحو في لغته التشكيلية الي نهج التأثيريين، فهو يري الأشياء عبر تأثير إنعكاس الضوء علي سطوحها، لذا تحولت لوحاته الي بقع من الألوان البراقة، التي تشي بماهية الشكل المرسوم، لكنها لا تحدده ولا تحصره. يذكر أن العزف بالألوان، هو أول معرض للفنان يسي بالقاهرة، وهو حاصل علي ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية، ومكنته موهبته الفنية من الإنضمام الي فريق رسامي روزاليوسف وصباح الخير، ثم سافر الي كندا، وله جاليري خاص فى مدينة تورنتو، له عروض فنية بالتليفزيون الكندي، كما اضافة الى أنه كوميسير للفنون لكثير من المؤسسات فى كندا، ورسم العديد من الشخصيات الكندية " بورتريه" وأعترف به ضمن أنجح فناني البورتريه دوليا 2008.