حركة "شباب 6 أبريل" هي أبرز الحركات الاحتجاجية الشبابية المصرية وأعلاها صوت، فهي النموذج الأول من نوعه في مصر، ورغم أنها ولدت من رحم حركة "كفاية" باكورة الحركات الاحتجاجية المصرية إلا أن "6 أبريل" تتميز بنسيجها الشبابي الخالص ،واعتمادها الكلي على الانترنت للحشد والتحرك، ورغم ذلك هي حركة حديثة النشأة لم يتعد عمرها 5 سنوات. واليوم في الذكرى "الخامسة" للحركة نقدم لقراء "البديل" ملف يسرد بداية الحركة وكيفية نشأتها وما حدث بها من إنقسامات بدءا من عصر مبارك، وصولا إلى حكم مرسى مرورا بالفترة الإنتقالية للمجلس العسكرى والعديد من الفترات العصبية لمصر. "بداية حركة 6 أبريل" حركة 6 إبريل نتاج نضال طويل بدأ عام 2004 حين كانت الحركة جناح من حركة "كفاية" ، واحتكت بالشارع من خلال إضراب 6 إبريل 2008 تضامنا مع قضية العمال. وكانت الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح هى صاحبة فكرة إنشاء جروب على موقع "فيس بوك" للدعوة للإضراب حقق نجاحا مبهرا وتم بعده تأسيس الحركة. وقد اتخذت الحركة "6 ابريل" اسما لها، كإشارة للدور الذي قامت به في حشد المواطنين للإضراب العام يوم السادس من أبريل عام 2008، احتجاجا على غلاء الأسعار وصعوبة الحياة المعيشية. ففي يوم 6 أبريل من عام 2008، أعلن بعض الشباب تضامنهم مع إضراب العمال وتبنوا فكرة الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين بأن يكون الإضراب عام في مصر وليس للعمال فقط وقامت الحركة بتشكيل مجموعات لنشر فكرة الاضراب وإرسال رسائل إلى الأعضاء المصرين بموقع فيسبوك (حتى وصل عدد الأعضاء إلى سبعين ألف في أحد الجروبات الداعية للإضراب). وبذلك لم يكن يوم 6 ابريل 2008 فارقا في حياة الشباب الداعين لإضراب المحلة فقط، بل فارق في تاريخ مصر كلها حيث نجحت الدعوة وعمت الاضرابات عموم مصر، خاصة في مدينة المحلة الكبرى، التي شهدت احتجاجات واسعة وقام عمال مصانع الغزل والنسيج بعدة مظاهرات وإضرابات عن العمل للمطالبة برفع أجور العمال وزيادة حصصهم من أرباح شركاتهم، وتنفيذ الحكومة لوعودها لهم. وقد كان إضراب 2008 الذي بدأت به نشاطها هو الأعنف حيث شهد اشتباكات وأعمال عنف بين المتظاهرين وقوى الأمن سقط خلاله قتلى وأكثر من 100 مصاب، ليصبح عام 2008 هو عام انطلاق الحركة واحتكاكها بالجماهير على الأرض. مؤسسين حركة 6 ابريل وأهم قياداتها ومن أبرز كوادر حركة 6 ابريل، المهندس أحمد ماهر المنسق العام والمؤسس لحركة شباب 6 أبريل والذي تعرض للاختطاف في مايو 2008 وتم اعتقاله بعد ذلك في يوليو 2008 بالإسكندرية ويعمل مهندس مدنى، وهو من مواليد الأسكندرية عام 1980. و أيضا المهندس محمد عادل فهمي عضو المكتب السياسي للحركة، والذي تعرض أيضا للاعتقال عدة مرات كان أبرزها اعتقاله لمده 4 أشهر بسبب زيارته لقطاع غزة في يناير 2008، واعتقاله في 25 يناير 2011 أثناء إمداده للمعتصمين في ميدان التحرير ببطاطين للإعتصام. و من كوادرها أيضا عمرو علي الذي برز دوره في العمل الجماهيري للحركة، والمدون محمد علم أحد القيادات بالحركة والمنسق الاعلامي لها ومؤسس شبكة مباشر 6 أبريل وطارق الخولي مسئول اللجنة الاعلامية، وعضو المكتب السياسي للحركة وأحمد النديم عضو المكتب السياسي ومؤسس الحركة بمحافظة المنصورة ،ويعتبر واحدا من أكثر القيادات تأثيرا في مجال الإصلاح الداخلي للحركة وهيكلتها والنظام الإداري بها، وإنجي حمدي أحد كوادر الحركة وعضو المكتب السياسي. انقسام 6 إبريل إلا ان تلك الأسماء انقسمت بين ثلاث جبهات الأولى هي: (6 ابريل - أحمد ماهر) والثانية (6 ابريل - الجبهة الديمقراطية)،والثالثة (حزب 6 إبريل_طارق الخولى) وكان أسباب الانقسام هو ظهور خلافات داخل حركة 6 ابريل بشأن تحولها إلى منظمة من عدمه، وحذر المعارضون داخل الحركة من تلقي دعم خارجي في حال التحول إلى منظمة. وبعد أن كانت حركة 6 أبريل تعمل تحت شعار (يد واحدة) لدى نشأتها قبل حوالي أربع سنوات وتخطت عضوية الحركة 70 ألف شخص اشتركوا جميعا في هدف واحد هو إسقاط النظام، انقسمت الحركة بين المؤيدين للتحول إلى منظمة والمعارضين لهذا التوجه. حيث رفض كلا من عمرو عز وطارق الخولي، قادة الفريق المنشق عن الحركة، تحويلها إلى منظمة بدعوى إن هذه الخطوة ستمكن القيادات من الحصول على تمويل من الخارج. بينما رأي الفريق الآخر أن التحول إلى منظمة يضمن اتصالا أوسع بالشارع وإضفاء شرعية أكبر على الحركة التي لا توجد صيغة قانونية لها في القانون الحالي، وألتهب الخلاف بين أعضاء الحركة حتي وصل إلى تبادل الاتهامات بالحصول على تمويل من جهات غربية. وفي الذكري الثالثة لتأسيس حركة 6 ابريل يوم 6 ابريل 2011 قرر كل من عمرو عز وطارق الخولي عضوا المكتب التأسيسي للحركة وخلفهم عدد كبير من أعضاء الحركة الانشقاق عنها، وتشكيل حركة (6 ابريل - الجبهة الديمقراطية) والتي ضمت طارق الخولي عمرو عز، وهدير سامي, وهدير محمود, ومحمد أيمن، وعمرو عز، وشريف الروبي، وتامر عرفة، ومصطفي فؤاد، ومنار شكري، ومعتز محمد، ومحمد حمدي حسن الذي فصل فيما بعد من جبهة الديمقراطية، بعد أن اتهم الجبهتين بالانفصال ظاهريا. و بعد انقسام المكتب السياسي لحركة 6 ابريل بالقاهرة، توالت الانشقاقات في محافظات مصر، حيث بدأت بقرار حركة شباب 6 أبريل بالاسكندرية الإنفصال عن جبهة أحمد ماهر التابعة لها الحركة والعمل مع حركة "الجبهة الديمقراطية" المنفصلة عنها، ومن بعد ذلك اتخذ نفس القرار أعضاء الحركة في كل من محافظة الإسماعيلية والمنوفية ودمياط وكفر الشيخ والبحيرة. وفي يوم 16 سبتمبر 2011، استحوذت القاهرة على جميع أعضاء المكتب السياسي لحركة شباب السادس من ابريل (الجبهة الديمقراطية) في أول انتخابات من نوعها تقوم بها حركة شبابية منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومنذ تأسيس الحركة الشبابية عام 2008. وانتخبت الجمعية العمومية للحركة رؤساء اللجان الثمانية التى يتكون منها المكتب السياسى اتهام حركة شباب 6 ابريل بالعمالة كانت الاتهامات وحملات التشويه التي تعرضت لها الحركة عقب الثورة ، وما أثير بشأن تمويلها وعلاقتها بأجهزة خارجية، ودعاوي العمالة والتخوين التي طالت اعضاءها عقب سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، مما ترتب عليه انخفاض واضح في شعبية 6 أبريل، لدي رجل الشارع، خاصة بعد إتهام حسن الرويني، عضو المجلس العسكري، لأعضاء الحركة بتلقي تدريب فى دولة خارجية، دون فتح تحقيقات أو تقديم دليل مادي عن ذلك، فضلا عن كثير من الأخطاء من قبل أعضاء حركة 6 أبريل والتي ساهمت فى سوء العلاقة بينها وبين عدد كبير من المصريين. حركة 6 أبريل وانتخابات الرئاسة عقب انحصار السباق الرئاسي بين مرشح جماعة الإخوان محمد مرسي والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق، وجدت الكثير من القوى الثورية نفسها في مأزق اختيار بين جماعة الإخوان والنظام السابق، واهتدت الغالبية لإختيار مرشح الاخوان بوصفه محسوبا علي الثورة والخيار الوحيد في وجه عودة النظام السابق. إلا أن حركة "شباب 6 ابريل - الجبهة الديمقراطية" اتخذت قرارها بمقاطعة جولة الإعادة من الإنتخابات الرئاسية بعد مشاورات واستطلاع رأي لأعضاء الحركة، وقالت الجبهة الديمقراطية أن الخيارين المتاحين أمام الحركة فيما يتعلق بجولة الإعادة هما: دعم مرسي، أو مقاطعة الانتخابات، وفي المقابل كانت حركة 6 ابريل "جبهة أحمد ماهر" قد أعلنت تأييدها لمرشح الإخوان المسلمين في جولة الإعادة من الإنتخابات الرئاسية، على عكس موقف الجبهة الديمقراطية. وهو القرار الذي طال أحمد ماهر بسببه انتقادات عديدة من قبل الجبهة الديمقراطية خاصة بعد اختياره ضمن أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور، وهو ما اعتبرته الجبهة الديمقراطية صفقة جمعت ماهر بالجماعة، تقضى باختيار ماهر عضوا في الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور في مقابل إعلانه وجبهته تأييد محمد مرسي في انتخابات الإعادة. "الذكرى الخامسة للحركة " واليوم وفى عام 2013 تحل الذكرى الخامسة لتأسيس الحركة ، وهى تستعد "ليوم الغضب" الذي سيشارك فيه عدد من القوى السياسية الكثيرة ، إعتراضا منهم على إستبداد الرئيس مرسى ، وسياسياته التى أثبتت فشلها ، على مدى الفترة التى تولى فيها السلطة؟ وقد أعلنت الحركة أن هذة الذكرى ستكون بمثابة "إنتفاضة" لإنذار مرسى بأنه قد حان وقت الرحيل. ويبقى السؤال الذي لا يستطيع سوى الشارع الإجابة عليه .. هل سينجح شباب "6 أبريل" هذه المرة أيضا كما نجحوا في المرة السابقة ، وسيتمكنوا من زلزلة كرسي السلطة ؟؟