وصفت صحيفة التايمز الهندية، رفض المحكمة العليا اليوم، في دعوة نوفارتيس فارما السويسرية في الحصول على براءة الاختراع الخاص بعلاج سرطان المخدرات "جليفيك"، بأنه ضربة قوية للشركة السويسرية العملاقة، وسيمهد الطريق للشركات الهندية لتوفير الأدوية بأسعار معقولة لعلاج مرضى السرطان في الهند. وبهذا تنتهي معركة قانونية دامت لسبع سنوات أقامت دعوتها شركة نوفارتيس في أحقيتها الحصرية بتصنيع "جليفيك" وكبح جماح الشركات الهندية في صنع الدواء، ورفضت المحكمة العليا في الهند دعوة الشركة السويسرية. تكونت هيئة المحكمة من القضاة افتاب علم ورانجانا ديساي براكاش، وجاء الحكم في 98 صفحة جاء فيه أن المحكمة لا تريد وقف التطوير في براءات الاختراع ولكن هناك فجوة واسعة بين التغطية والكشف. حيث يتم تحديد نطاق براءات الاختراع ليس على قيمتها الجوهرية ولكن عن طريق صياغة ماكرة للاختراع يقوم بها محامون مهرة، حتى يتم تداول براءات الاختراع كسلعة ليس من أجل إنتاجها وتسويق منتجات "براءة الاختراع"، ولكن للبحث عن شخص يرفع دعوى لانتهاك براءة الاختراع. ووفقًا لصحيفة التايمزالهندية فإن حكم المحكمة العليا في الهند يمهد الطريق لمرضى السرطان في الحصول على أرخص الأدوية، فهذا الحكم يضع معيارًا لقضايا الملكية الفكرية في الهند، حيث العديد من الأدوية المسجلة في براءة الاختراع فوق طاقة معظم سكان الهند البالغ أكثر من مليار نسمة، وسيفيد الحكم الشركات المحلية الهندية مثل شركة ناتكو فارما المحدودة. ودعا نشطاء الرعاية الصحية في الهند الحكومة لجعل الأدوية أرخص في بلاد فيها العديد من براءات الاختراع. وتعتبر الأدوية مكلفة لمعظم سكان الهند، فمستوى المعيشة هناك وفقًا للإحصائية أن 40% يكسبون أقل من 1.25 دولار يوميًا، والأدوية المسجلة في الهند هي أقل من 10% من إجمالي مبيعات العقاقير. تقول لينا مينغاني مديرة منظمة أطباء بلاحدود في الهند، أن حكم المحكمة، "أفضل للمرضى في البلدان النامية، حيث سيتم منح براءات اختراع على عدد أقل من الأدوية الموجودة". قرار المحكمة لم يعجب المنتصرين للملكية الفكرية في الهند، ويرون أنه سيقضي على فرص الاستثمار، ولن يشجع على المزيد من براءات الاختراع في الأدوية. تقول شاهاني عضو منتدب لشركة نوفارتيس في الهند، أن النظام البيئي في الهند لا يشجع الملكية الفكرية، ويمنع من الاستمرار في أنشطة البحث والتطوير. وعن موقف شركات الأدوية المتعددة الجنسيات يقول ديباك مالك محلل في الرعاية الصحية لشركة "بروكريج إمكاي جلوبال"، أن الشركات المتعددة الجنسيات سوف تضطر إلى إيجاد طرق جديدة لممارسة أعمالها التجارية في الهند، ويتوقع ديباك أن تلك الشركات قد تنظر في اتفاقات الترخيص مع الشركات المحلية لتقديم إصدارات رخيصة من الأدوية ذات العلامات التجارية مثل "جليفيك". وصف موقع "صوت أمريكا"، حكم المحمة العليا في الهند برفض براءة اختراع لدواء السرطات التي تنتجه شركة سويسرية، بأنه ضربة كبيرة لشركات الأدوية الغربية التي تقاتل من أجل حماية براءات الاختراع في الهند. والمشكلة التي تواجهها الشركات الغربية أن الهند من البلاد التي تعتبر سوقًا جيدًا لهذا النوع من العقاقير.، وقال الموقع الأمريكي أن الحكم من جهة أخرى يعتبر دفعة قوية لتوافر الأدوية بأسعار معقولة لعلاج الأمراض الفتاكة. ورأت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن حكم المحكمة "التاريخي"، يعد انتصارًا للمرضى ضد الشركة السويسرية العملاقة، وهذا يعني أن الملايين تستطيع شراء الأدوية النوعية. أما صحيفة "التايمز" البريطانية فأشارت إلى اعتزام الشركة السويسرية مقاطعة الهند، وحذرت من تبعات ذلك على الصناعة الصيدلانية في العالم وعلى ملايين الفقراء في الهند، وأضافت أن الشركة هددت بوقف صادراتها للهند عقب قرار المحكمة العليا في البلاد. وفي شرحها لتبعات حكم المحكمة الهندية، قالت الصحيفة أن القرار يسمح للشركات الهندية بمواصلة إنتاج معادل للعقار بأسعار رخيصة، وهو ما يعتمد عليه المرضى في الهند، وإفريقيا، وأمريكا الجنوبية، حيث يعتمدون على الأدوية المصنوعة في الهند لأسعارها الرخيصة.