في حوار له مع صحيفة " الشروق " التونسية، قال زعيم المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا أن الجامعة العربية فقدت دورها بعد أن تورطت في التأر على سوريا وشرعت التدخل الأجنبي فيها. ويرى شاتيلا أن الجامعة العربية غادرت مواقعها الأصلية وأنساقت إلى التبعية للدول المعادية للأمة حيث نرى الجامعة اليوم، تقف في الخندق المناوئ لمشروع المقاومة وتأخذ قرارات تخالف تمامًا ميثاقها.. من ذلك أنها تورّطت في تشريع التدخل الأجنبي في سوريا وهذا أمر خطير جدًا.. وفي نفس السياق يوضح شاتيلا أن "نحن لسنا محامين للنظام السوري فلهذا النظام محامون كثّر.. ولكن أكدنا على وحدة سوريا واستقلالها"، مشيراً إلى أنه من المسائل الخطيرة والخطوات الكارثية التي أقدمت عليها هذه الجامعة هي الاعتراف بحكومة المعارضة رغم أن هذه الحكومة هي محل اختلاف حتى من المعارضين أنفسهم وبعضهم استقال.. ولعلّ الأخطر أن يصل الأمر بهذه الجامعة إلى حدّ مباركة حكومة انفصالية.. وهو ما يفتح الباب أمام تقسيم سوريا فهذه الجامعة حين تعترف بحكومة انفصالية فإنها تساهم في تقسيم سوريا. وفي إطار أخر، أكد شاتيلا أن قوى التطرف قد دخلت بقوة على خط الأزمة السورية وأخضعت سوريا الى مشروع الشرق الأوسط الجديد.. ولذلك فإن الحرب القائمة في سوريا هي حرب تقسيمية أو هي حرب فوضى شاملة كما وصفها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول حين سئل عمّا إذا كانت هذه الفوضى تعني الإصلاح أو الترميم فأجاب بأنها «لا إصلاح ولا ترميم وإنما تدمير وإعادة بناء».. وهذا ما يحدث في سوريا التي يجري العمل على تمزيقها وتحويلها إلى أشلاء.. هذا هو الخطر الأساسي في منطقتنا اليوم. ويرى زعيم المؤتمر الشعبي اللبناني أن الجامعة العربية كان فيها في بادئ الأمر جزء من استقلالية القرار، لكن اليوم القرار أصبح بعهدة قطر، مؤكدًا أن الجاعة العربية تحولت أيضاً إلى حركة تابعة للأطلسي، فالسياسة المتبعة فيها هي ماذا تريد أمريكا. ووجه شاتيلا اللوم إلى نبيل العربي الذي شهدت الجامعة تحت رئاسته حولًا خطيرًا وفقدت حتى الحدّ الأدنى من استقلاليتها واستقلالية قرارها ولذلك نرى اليوم أن الرأي العام العربي لا يتطلّع أبدًا إلى القمة العربية أو إلى الجامعة العربية.. وهو يراها تتهاوى وعاجزة عن القيام حتى بالحد الأدنى رغم المخاطر الكبرى التي تتربّص بالأمة.. ولم تعقد أي اجتماع واحد من أجل فلسطين.. فكيف تريد أن يكون هناك ثقة من الرأي العام العربي تجاه هذه القمة؟ ومن جانب أخر، عبر شاتيلا عن رغبته في مبادرة تقوم بها الجزائر وسوريا ومصر لإعادة النظر في الأوضاع العربية وفي أوضاع الجامعة العربية، أما إذا ترك الأمر على هذا النحو فإن الجامعة العربية ستنتهي قريباً.