إيه أتقل من جزمة غريبة في أرض بلدنا؟ من إيد نجسة بتسرق زادنا؟ من رايه غريبة بتعلى في الميادين؟ من كلمة شريفة محرومة تخش الجرانين؟ يا كلمه يا خنجر جوه الحلق هزي بلدنا، من جوه الجامعة وفوري، ودوري، وصحي الخلق بهذه الأبيات عبر الشاعر زين العابدين فؤاد عن (الخميس الدامي) " 21 فبراير" 1946، وهو ذلك اليوم الذي خرجت فيه المظاهرات الطلابية الحاشده من جامعة فؤاد الأول " القاهرة حاليا" للمطالبة بجلاء قوات الاحتلال الإنجليزي وبعد عبور المظاهرة لكوبري قصر النيل متجهه إلى التحرير، وداخل الكعكة الحجرية ، قامت المصفحات الإنجليزية بإطلاق النار على المتظاهرين، ودهست الدبابات عددا كبيرا من شباب ثاروا وناضلوا من أجل الحرية ، ولكنها أبدا لم تدهس حلمهم "وهو جلاء القوات الإنجليزية عن مصر" تعود العالم على أن يحتفل بيوم 21 فبراير من كل عام كيوم للطالب العالمي، وقد تقرر ذلك عندما تشكل اتحاد الطلاب العالمي وقتها، وقد اختار الاتحاد هذا اليوم تمجيدا لكفاح الطلبة المصريين ضد الاستعمار البريطاني. وفي ذكرى هذا اليوم نحاول استحضار المشهد من خلال حديثنا مع عدد من المؤرخين: من جانبه يقول أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان د. عاصم الدسوقي، "إن الحركة الوطنية في مصر دائما ما كانت وقودها الطلاب، ويستطرد قائلا " نعلم أن ثورة 19 قامت بقيادة الطلاب في صباح يوم 9 مارس 1919 ، فبعدما أعلن عن نفي سعد زغلول في 8 مارس خرج طلاب مدرسة الحقوق والمدارس العليا وذهبوا إلى بيت الأمة ومنذ ذلك التاريخ والطلاب دائما في المقدمة كما كان يشترك في العمل الوطني أيضا طلاب المدارس الثانوية. أما عن النضال الوطني للطلبة في مقاومة الاحتلال الإنجليزي فيقول: " بعد عام 1946 جزء من الحركة الوطنية المصرية -وهو محفور في ذاكرة كل إنسان مصري وطني-، بدأت مظاهرات الطلبة في أوائل شهر فبرايرمن هذا العام وكان من أسبابها معاهدة 1936 والتي كانت تنص على أنه بعد انتهاء العشر سنوات الأولى على إبرام المعاهدة يتم التفاوض بشأن المواد الخلافية بموافقة الطرفين وبناء على ذلك أرسل النقراشي باشا -رئيس الحكومة في ذلك الوقت -، في ديسمبر 1945 خطابا للحكومة البريطانية ليذكرهم بموعد انتهاء العشر سنوات الأولى ولتحديد موعد للمفاوضات. وفي أول يناير 1946 ردت الحكومة البريطانية فى تعجب من طلب الحكومة المصرية وتقول: "إننا نصدق المعاهدة بروح الود والإخلاص، وليس هناك أحد يشكو من المعاهدة ولا نرى سببا للتفاوض" ، ونتيجة لذلك اندلعت مظاهرات الطلبة وانضم لها العمال وتشكلت لجنة من الطلبة والعمال وعبروا من كوبري عباس قبل أن يوجد كوبري الجامعة الآن حتى يصلوا إلى مجلس الوزراء وراح ضحية المظاهرات العشرات من الطلبة الذين دهستهم دبابات الاحتلال ومنهم من وقع في النيل وآخرون استشهدوا بطلقات نارية. ويرى "الدسوقي" أن الحركة الطلابية الآن تبددت وتفرقت بين القوي السياسية المختلفة بل أصبحت أدوات في أيدي الأحزاب السياسية بعدما كانت محركه لها. يقول د. محمد رفعت الإمام " أستاذ التاريخ الحديث " إن مشروعات التحديث التي تمت في مصر في عهد الخديوي إسماعيل أفرزت جيلا من الشباب الثائر كان بمثابة رمانة ميزان الثورة مضيفا " طوال العشرينات والثلاثينات والأربعينات كانت القاعدة العريضة للمشاركين في حركة المقاومة ضد الاحتلال الإنجليزي هم شباب الجامعات من أبناء الطبقة الوسطي ، حيث كان الطلبة هم وقود الثورات والخلايا السرية كانت دائما مشكلة منهم". وعن دور الحركة الطلابية الآن يقول الإمام " الجامعات الآن مُسيسة والقيادات الموجودة في الجامعات موظفي أرشيف لا أكثر، والأساتذة غير مؤهلين لا للعملية التعليمية ولا لتكوين جيل يقود البلد ، فبعدما كان الطلبة بأيديهم تغيير الوزارة بعد إعلان تشكيلها ، أصبح الشعب المصري الآن غير قادر على التغيير، ونذكر عندما خرجنا معترضين على الإعلان الدستوري لم نغير شيئا؛ لأن مصر كلها وللأسف الشديد ذليلة الآن تحت أقدام جهة صغرى متمثلة فى " مكتب الإرشاد" وجهة كبري متمثلة فى " الكونجرس الأمريكي". وبخصوص تسييس الجامعات يقول " في ظل النظام السابق كانت جميع القيادات الجامعية تدور في فلك أفكار الحزب الوطني، أما الآن فالغالبية العظمي تنتمي إما للإخوان أو تتمسح فيها ، كما أن اختيار المواقع الجامعية الآن أصبح يخضع للانتماء الحزبي ، وما أقوله واضحًا للجميع فالجامعات الآن يتم أخونتها. في سياق متصل يقول د- جمال شقره أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس إنه" في 23 سبتمبر 1945 وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية صدر عن مجلس الوزراء المصري قرارًا يطالب بريطانيا بسحب قواتها من الأراضي المصرية وعندما ردت بريطانيا بمذكره اتضحت ألاعيبها وبدا أنها لم تفكر مطلقا في الجلاء عن مصر بدعوي تمسكها بمباديء معاهدة 1936. وفي مواجهة هذا التسويف البريطاني اندلعت المظاهرات العنيفة وجرت أحداث دامية واصطدمت هذه المظاهرات بالقوات البريطانية على كوبري عباس، واستخدمت قوات البوليس العنف والقوة ضد المتظاهرين وكان ذلك يوم 9 فبراير واستمرت المظاهرات لليوم التالي " 10 فبراير"، واستخدمت قوات البوليس العنف والأسلحة النارية في مواجهة المتظاهرين ، ولذلك عمت المظاهرات مدن مصر كلها في الإسكندرية والمنصورة ، الزقازيق، منددة باستمرار الاحتلال البريطاني وعنف البوليس المصري . ووصلت المظاهرات ذروتها في يوم 21 فبراير ، حيث لعب طلاب الجامعة المصرية دورا مهما وخطيرا في مواجهة المظاهرات وتساقط الكثير من الشهداء والجرحي. ويتوقع "شقرة"، أن يعود النشاط السياسي مرة أخرى إلى الجامعة وأن تعود الحركة الطلابية في ظل حالة الحراك السياسي التي تشهدها مصر. Comment *