* الأمن المركزي يطلق النار عشوائيا ويقتل ويصيب 5 متظاهرين .. والمحتجون يبدأون اعتصاما مفتوحا أمام جامعة صنعاء * جندي يمني ينضم للمحتجين على طريقة شومان .. ونواب وناشطون ينضمون للاعتصام .. وتشكيل لجان لإدارته كتب – نفيسة الصباغ وجورج ضرغام ووكالات : بدأ آلاف اليمنيين صباح اليوم اعتصاما أمام جامعة صنعاء للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح. ومنذ مساء أمس بدأ الآلاف يتجمهرون أمام الجامعة ووصل عددهم اليوم الاثنين إلى قرابة ستة آلاف شخص. ويأتي هذا التحول من التظاهر شبه اليومي من قبل الطلاب المعارضين للنظام إلى اعتصام مفتوح بمشاركة أوسع، بعد إعلان المعارضة البرلمانية المنضوية تحت لواء “اللقاء المشترك” انضمامها إلى الحركة الاحتجاجية. ورفع المتظاهرون شعارات مطالبة بإسقاط النظام والتغيير ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح. ومن هذه الشعارات “ارحل” و”الشعب يريد إسقاط النظام” و”الشعب يريد التغيير”. وأفادت مصادر طبية وشهود عيان أن متظاهرا قتل وأصيب 4 آخرون بجروح فجر الاثنين إثر إطلاق قوات الأمن النار على شباب كانوا يحتجون بالقرب من إطارات مشتعلة في مدينة عدن في جنوب اليمن .. وأضافوا أن الجنود فتحوا النيران على الشبان وقال أحد الشهود لوكالة فرانس برس إن عناصر على متن مركبتين تابعتين للأمن المركزي أطلقوا النار في حي خور مكسر بعدن “بشكل عشوائي على شبان كانوا يقفون بالقرب من الإطارات التي تحترق وسط الشارع مما أدى إلى سقوط خمسة جرحى”، توفي أحدهم بينما لا يزال الأربعة الآخرين يعالجون بالمستشفى. وبذلك ترتفع حصيلة قتلى الاحتجاجات منذ الأربعاء الماضي إلى 12 قتيلا و عشرات الجرحى. ومن جانبه، أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إنه لن يرضخ لمطالب المتظاهرين ويتنحى عن الحكم “إلا عبر صناديق الاقتراع”. وقال صالح في مؤتمر صحفي إن المعارضة البرلمانية المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك “ترفع سقف مطالبها وبعضها غير مشروع”. وأضاف “يطالبونني أن أرحل وإذا أرادوني أن أرحل فلن أرحل إلا عن طريق صناديق الاقتراع”. وعن قرار المعارضة بالعودة إلى التظاهر، قال صالح “هذا ليس جديدا، فهم ملتحمون بالشارع منذ وقت مبكر”. وانضم نواب وناشطون ومعارضون من غير الطلاب إلى الاعتصام أمام الجامعة التي تحولت إلى معقل للحركة المناهضة للنظام، بعد أن كان الطلاب يشكلون العمود الفقري لهذه التظاهرات. وشكلت قوات اليمن اليمنية خلال الليل حاجزا على المداخل المؤدية إلى موقع الاعتصام وعملت على تفتيش المنضمين إلى المعتصمين “حتى لا يحدث أي أعمال شغب أو فوضى”، إلا أن قوات الأمن أوقفت عمليات التفتيش في منتصف الليل وانسحبت من مكان الاعتصام وأبقت على تواجدها في محيطه. وألقى اّدم أحمد أمين الحميري مجند في الجيش اليمني سلاحه وانضم للمتظاهرين على طريقة الرائد المصري احمد شومان وقال آدم في كلمته التي ألقاها في وسط المتظاهرين صباح اليوم الاثنين :إن ما دفعه للانضمام إلى المتظاهرين “ما يعانيه الجنود في الجيش وقوات الأمن من إهمال كبير , وزجهم في حروب يستفيد منها قيادات الدولة”. وأضاف ” زج بنا على عبد الله صالح ورجاله في حرب مع الحوثيين بصعدة فقتل وجرح الآلاف من الجنود، وفي آخر المطاف أنهوا الحرب وكأننا كالكلاب لا قيمة لنا، سوى أن نكون وقوداً لحروب هم يفتعلوها”. وتابع ادم “أنا بصفتي جندي في الجيش أعلن انضمامي إلى المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام الفاسد الذي نهب ثروات اليمن، وأخبركم بأن جميع الجنود في القوات المسلحة يقفون معكم حتى وإن كانوا يلبسون الزي العسكري”. وبدورهم شكل المعتصمون لجانا تنظيمية لتنظيم الاعتصام ومنع أي تدخل من مناصري الحزب الحاكم الذين كانوا يهاجمون الطلاب المتظاهرين بشكل يومي بالحجارة والعصي والهراوات، وحتى بالفؤوس والأسلحة بحسب بعض المتظاهرين. ونظم المعتصمون حملة تبرعات لدعم بقائهم في الساحة التي باتوا يطلقون عليها اسم “ساحة الحرية”، من خلال تامين المأكل والمشرب والأغطية. كما استمر اعتصام آلاف الشبان في محطة الرويشان للنقل العام في حي المنصورة بعدن والذي بدأ منذ ثلاثة أيام. وكان هذا الحي شهد الأحداث الدامية التي أطلقت شرارة الاحتجاجات في عدن يوم الأربعاء الماضي. وكان المحتجون بدأوا الاعتصام الأربعاء في محطة الرويشان إلا أن قوات الأمن فرقتهم، ولكنهم عادوا للاعتصام في المكان نفسه قبل ثلاثة أيام.