* حسين تحدى إعاقته السمعية ورسم مستقبله بالأمل.. فهدمته رصاصات ضباط قسم شبرا * مستشفى الدمرداش ترفض ذكر الرصاص في تقريرها.. وجمعية حقوق الصم والبكم تطالب المستشفى بإصدار تقرير بسبب الإصابة كتبت- ايات الحبال: لم يكن يتخيل حسين زكريا ابن ال23 عاماً أن يصاب يوما في إحدى المظاهرات السياسية, لكن الصدفة وحدها وضعته في مركز المشهد يوم جمعة الغضب 28 يناير, ليصاب برصاص ضباط قسم شبرا الذين أطلقوا النار عشوائيا على كل من كان بالشارع سواء شارك في المظاهرات أم لا. حسين وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة (الصم) تلقى رصاصة في عموده الفقري أدت إلى إصابته بشلل نصفي.. يضع مستقبله على المحك خصوصاً وأنه كان يسعى للحصول على وظيفة فى أحد المصانع بالسادس من أكتوبر وكان يستعد للزواج, كما أنه بطل رياضي وحاصل على 5 ميديليات فى لعبة كره القدم . وعن ظروف إصابة حسين في مظاهرات جمعة الغضب 28 يناير, قال شقيقه محمد للبديل: ” كنت عائد من إحدى التظاهرات في حدود السادسة والنصف مساء عندما قابلت أخي في أول شارع الترعة بشبرا, ولم يكن هناك وسيلة مواصلات, فاضطررنا للمشي, وما إن اقتربنا من القسم حتى فوجئنا بمجموعة من المتظاهرين تلقي الطوب على ضباط قسم شبرا الذين كانوا يطلقون النار عشوائياً. وأضاف محمد:” كانت دقائق قليلة قبل أن يسقط حسين أمامي بعد أن تلقى رصاصة في ظهره” واسترسل قائلاً:” لم أدرك حينها ما حدث, لكني سارعت إلى حسين وساعدته على الوقوف, وعندما لاحظ قلقي ابتسم لي وأشار بأنه لم يحدث شيئاً, لكنه ما إن تركته حتى سقط من جديد وغاب عن الوعي”. ومضى محمد يروي لنا ما حدث يومها بعد إصابة شقيقه قائلاً:” حملت حسين ونقلته مسرعاً إلى مسشتفى الاسلاميه التخصصى بجزيرة بدران, لكني فوحئت بوجود عشرات المصابين وطبيبين اثنين فقط, وفشل الطبيبين في التعامل مع حالة محمد, فحملته وأسرعت إلى مستشفى الدمرداش, حيث أجرى الأطباء له عملية واحدة لانتزاع الطلقات من العمود الفقري. وأضاف محمد: “طمأننا الطبيب بعد العملية, مؤكداً أن حالة حسين مستقرة وآخذة في التحسن, لكنا عرفنا بعد ذلك أن حسين أُصيب بشلل نصفي وتبول وتبرز لا إرادى نتيجه طلق نارى أصاب عموده الفقرى وأدى إلى كسر إحدى فقرات الظهر”. لم تنتهى مأساة حسين عند هذا الحد, فقد امتنعت إدارة مستشفى الدمرداش عن إعطاء أسرته تقرير دقيق بحالته الصحية لتقديم بلاغ رسمي ضد ضباط القسم, واكتفت الإدارة بالقول في تقريرها إن اصابه حسين كانت نتيجه جسم غريب دخل جسده وادى إلى إصابته بالشلل. وانتقدت أسرة حسين تعامل المستشفى معهم, وقالت أخته إن الأطباء تعاملوا معنا بشكل سيء للغاية, ورفضوا كتابة تقرير رسمي عن حالة محمد خوفا من إدارة المستشفى. وقالت بحزن شديد “حسين أخويا عانى كثيراً فى المسشتفى, وأول ما فتح عنيه سألنى “انا مش حاسس برجلي هما هيقطعوها ؟” وأضافت الأطباء أكدوا أن حالته سيئة جداً, وأنه لن يستطيع السير على قدميه مرة أخرى. حسين الذى يرقد الآن فى غرفه العناية المركزة وبجواره إخوته الأربعة وخطيبته وعائلتها, حرص على أن يتكلم عن ما حدث له, فقال لنا بالإشارة حسب ما ترجمت أخته ” أشعر بتعب شديد, وأكثر ما يحزنني رفض الأطباء الحديث معي عن حالتي رغم مرور 15 يوما من دخولي المستشفى”. وعن ما حدث له خلال لحظة إصابته بالرصاص, قال حسين ” الشرطة كانت تطلق النار عشوائياً, وفجأه حسيت بالكهرباء تسري فى جسمى كله فسقطت على الأرض وغبت عن الوعي ولم استرد الوعي إلا وأنا فى المستشفى” . إلى ذلك, أكدت ناديه عبد الله المحامية ورئيسة جمعية حقوق الصم والبكم أنها سوف تتخذ اجراءات قانونية سريعه لكى يحصل حسين على تعويض مناسب عما لحق به من أضرار. وقالت إن الجمعية ستتخذ حاليا الإجراءات القانونية الخاصة بصرف التعويضات , مشيرة إلى أنها فى حالة عدم صرف التعويض لأسرته سيتم رفع دعوه قضائيه ضد وزير الداخلية, لأن حسين لديه الآن عاهة مستديمة. وطالبت نادية المستشفى بإصدار تقرير طبي يبين ماهية الجسم الغريب, الذي هو في الحقيقة طلق ناري, حتى تتمكن من اتخاذ الإجراءات القانونية ضد ضباط القسم ووزارة الداخلية.