قال د- نبيل عبدالفتاح "، مقرر الحالة الدينية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الانتفاضة الثورية في 25 يناير كانت نتيجة للكثير من الأعمال النخبوية التي قام بها المثقفون خاصة من مفكري جيل السبعينيات.. مؤكدا أنهم وراء الحيوية الفكرية التي تشهدها مصر الآن. وأضاف خلال ندوة أقيمت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لمناقشة كتابه " النخبة والثورة" أن المثقف يعد مؤسسة من مؤسسات الدولة الحديثة ودفع الثمن من الإعتقالات والإستبعادات الممنهجة، وعلي النقيض يري أن النخبة بالمعني السياسي ارتكبت أخطاء فادحة وفشلت في إدارة قواعد اللعبة السياسية لخضوعها لمرض المقاعد السلطوية- حسب قوله . ويتابع قائلا " استبعاد المثقف المصري عن المشهد بمثابة ضحكة فلسفية ساخرة، لأن المثقف هو من أسس للحركات السياسية التي خاضت نضالا طويلا ضد الأنظمة القمعية. وأشار عبدالفتاح الي أن من يديرون البلد الآن لا يعرفون المعني الحقيقي للدولة الحديثة، مستهجنا تحديدها في ثلاث سلطات فقط، رغم أن الدولة القومية الحديثة بالغة التعقيد، لافتا الي أن الممارسات التي تمت في الفترة الأخيرة من جانب السلطة الحاكمة أدت إلى أخطاء فادحة ضربت دولة القانون في الصميم لتكريس سلطة الأقلية. وأكد عبد الفتاح أن اللغة المستخدمة في وسائل الإعلام من جانب النخبة تعد لغة فوقية وسلطوية قديمة لا تحترم الآخر، وفي أحيان كثيرة تكون أشبه باللغة المفخخة التي تستثير غضب الطلائع الشابة الغاضبة بل أصبحت أحد محركات الغضب الجمعي -وتحديدا أبناء الطبقة الوسطي. وأشار عبد الفتاح إلى أن الحديث عن مصطلح مشروع النهضة بدأ في نهاية القرن التاسع عشر، وتم تجاوزه في تجارب كثيرة وثبت أنه غير دقيق تجاوزته الحداثة ومابعدها ، في إشارة إلى ما تروج له جماعة الإخوان المسلمين حول امتلاكها مشروعا للنهضة. ومن جانبه قال الكاتب الصحفي سمير مرقص، أن نبيل عبدالفتاح تخصص في نوعية من الكتابات كان له فيها السبق والتأسيس، فكتابه الأول " المصحف والسيف" كان بداية لكتابات فتحت أفقا للاقتراب من الدولة والدين وفهم الإسلام السياسي ومواقفه من عديد من القضايا وكذلك بدأ التعاطي مع الشأن القبطي في تقاطعاته السياسية والمدنية واستمر في كتاباته المتميزة والتأسيسية مشكلا عالما أثيرا خاصا به علي مستوى الموضوعات واللغة والمنهج. وأضاف أن عبد الفتاح أصدر النص والرصاص واليوتوبيا والجحيم وسياسات الأديان والخوف والمتاهة والدين والدولة والطائفية، بالإضافة الي إطلاقه أهم عمل علمي عرفته مصر في منتصف التسعينيات من القرن الماضي وهو تقرير الحالة الدينية. وعن كتابه الأخير " النخبة والثورة" يقول مرقص: يطرح نبيل عبدالفتاح في كتابه مجموعة من الأسئلة حول أخطاء القوي الثورية والجيلية الشابة التي قامت بالإنتفاضة الثورية ولماذا انتكست وتراجعت، و مالذي تم في مراحل الإنتقال من مساومات واتفاقات مع المجلس العسكري وما هي أطرافها الفعلية. وأضاف أن الكتاب يلقي الكتاب الضوء علي أدوار بعض الدول النفطية كالسعودية وقطر والإمارات وحدود أدوارها السياسية والتمويلية والإعلامية ، كما يستفيض الكتاب في شرح العلاقة بين الإدارة الأمريكية والسلطة وقيادة القوات المسلحة وجماعة الإخوان المسلمين كما يركز علي أخطاء القوي المسماة مجازا بالليبرالية والديمقراطية واليسارية والناصرية أو ما أطلق عليها تعبير القوي المدنية. Comment *