اعلنت باكستان أمس الجمعة عطلة رسمية وذلك في إطاراحتفالها بذكرى ميلاد شاعرها ومفكرها محمد إقبال، حيث أقيم معرض خاص يضم كتبا ومتعلقات شخصية في متحف إقبال بلاهور، وفي المتحف الوطني بكراتشي، وأيضاً في منزل إقبال بسيالكوت باقليم البنجاب، وهو المكان الذى شهد مولده في 9 نوفمبر 1877. ظهرت الموهبة عند إقبال في مرحلة مبكرة وذاع صيته في القرن التاسع عشر فعرف شاعراً وفيلسوف وسياسي، أجاد العديد من اللغات منها الانجليزية والفارسية والعربية ، وخط شعره باللغتين الأوردية والفارسية ، و ترجمت أشعاره إلى لغات عدة منها الإسبانية والصينية واليابانية والإنجليزية. حصل على إجازة فى الآداب من جامعة البنجاب فى 1897، ثم الماجستير 1899، وعُين عميدًا للعربية فى الكلية الشرقية لجامعة البنجاب، ثم نال الدكتورفي الفلسفة من جامعة ميونخ بألمانيا، وعقب عودته التحق بمدرسة لندن للعلوم السياسية، وحصل منها على إجازة الحقوق بامتياز، بعدها عاد الى بلاده فى لاهور، مشتغلاً بالمحاماه وممارساً للكتابة والشعر ، محمل بكثير من التجارب والمعرفة ومنفتح على الثقافات الأوربية الحديثة ، فكان حريصاً على التقريب بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الأوروبية الحديثة، وقام بزيارة للقدس وقرطبة ومصر ، ما جعله يتفكر في شئون المسلمين وأوضاعهم وكانت نصيحته لهم دائما إلا ينبهرو بالشكل الخارخي للحضاره الأوربية بل يتعلموا منها ويفهموا إسلامهم الصحيح ، ولذلك جاءت مقولته "ينبغي أن نتناول المعرفة العصرية بنزعة من الإجلال، وفي روح من الاستقلال، والبعد عن الهوى، وأن نقدر تعاليم الإسلام في ضوء هذه المعرفة، ولو أدى بنا ذلك إلى مخالفة المتقدمين، وهذا الذي أعتزم فعله". ولذلك كان معني بتجديد الخطاب الديني جاء كتابه ليحمل عنوان "تجديد الفكر الديني في الاسلام" والذي يعد من أهم مؤلفاته. أما شعره فكان مفعماً بالفلسفة والسياسة ، ومن دواوينة " جلجة الجرس " ، المسافر "، جناح جبريل " شريعة موسي "، أسرار الذات"، " أسرار فناء الذات " ، "رسالة المشرق"، "الفتوحات الحجازية". كان إقبال معاديا للإستعمار البريطاني رغم أنه توفي قبل أن يرى باكستان التى طالما حلم بها . وقد حاول الإنجليز استمالته وإغراءه بالمناصب، فعرضوا عليه منصب نائب الملك في جنوب أفريقيا فرفضه وجدير بالذكر أن قامت السيدة أم كلثوم بإنشاد أحدى قصائده عنوانها "الشكوى" والتي اشتهرت باسم "حديث الروح" و كانت لها أصداء كبيرة في البلاد العربية. أهتم بإقبال الكثير من المفكرين العرب والإنجليز والألمان والفرنسيين ، ومنهم من سجل إعجابه به، وومنهم من عارض آراؤه في بعض القضايا المنهجية في فكره. Comment *