نشرت مجلة "تايم" الأمريكية تقرير ، اليوم الخميس ، تناول تراجع الدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط ، واعتمادها على المزيد ممن سمتهم "الشركاء النشطين" في المنطقة مثل قطر والسعودية وتركيا في تسليح ما وصفته ب"التمرد السوري". ولفتت المجلة الأمريكية إلى زيارة الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر إلى غزة باعتبارها تسعد حماس والإخوان في ذات الوقت تغضب فتح وأمريكا ، مضيفة أن ذلك يتم على الرغم من الأهداف المشتركة بين أمريكا وشركائها والعدو المشترك ، ونما التراجع النسبي للنفوذ الأمريكي التفكير المستقل لحلفائها. وفيما يتعلق بزيارة الأمير القطري إلى غزة ، وهي أول زيارة لرئيس دولة إلى القطاع المحاصر من قبل إسرائيل ، ذكرت المجلة أن الشيخ حمد يبدو عليه عدم التأثر بسخط عباس وواشنطن، واعتبرت أن جهوده لإعادة إعمار غزة ب400 مليار دولار، انعكاس لحالة الشلل السياسي لحركة فتح بعد عقد من الانتظار السلبي لإعادة المصداقية لعملية السلام، وأضافت أن هناك أجندة "جيوسياسية" تكاد تكون مكشوفة لإثارة الخلاف بين إيران وحماس ، وسحب الحركة مرة أخرى إلى تيار "الإسلام المعتدل". وأشارت المجلة إلى ما وصفته في عنوانها "المعضلة القطرية" فعلى الرغم من احتضان قطر لحماس إلا أنها ، وكما تصف "التايم" واحدة من تلك الأنواع النادرة من الدول العربية التي تحتفظ ، وبشكل واضح ، بعلاقاتها مع إسرائيل، وتستضيف مقرات متقدمة للقيادة المركزية الأمريكية التي تغطي منطقة الشرق الأوسط، ولكنها تريد أن تحتاط لرهانها، وتتدخل في دعم حركات التمرد في العالم العربي طوال السنتين الماضيتين مما يعكس استيراتيجية واضحة لدعم نفوذها عن طريق قوى تيار الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وفقا لل"تايم"، والحركات المنشقة منها مثل حركة حماس . وأكمل توني كارون، كاتب التقرير والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن نمو التأثير القطري يأتي لصالح الجماعات المتطرفة الحالية السلفية، ومعظم الدعم الخارجي يأتيهم من السعودية، على حساب العلمانيين المدعومين من الغرب، وما يحدث في غزة لصالح حماس على حساب نفوذ إيران. وانتقلت المجلة للحديث عن علاقة قطر بإيران ورأت أنها قد تكون على علاقة ودية مع إيران، إلا أن البلدين "منافسين استيراتيجيين"، لأسباب منها اشتراكهم في حقل بارس الجنوبي للغاز الطبيعي والذي يعتبر أكبر حقول الغاز على مستوى العالم، إضافة إلى تأييد قطر السياسي للإسلاميين السنة المعتدلين والتي تجسدت في جماعة الإخوان المسلمين. وذكرت المجلة أن تلك الجماعة تعتبر الحصن الحقيقي ضد النفوذ الإيراني في الدول العربية، واعتبرتها المجلة أنها - جماعة الإخوان المسلمين - قدمت البديل لتطلعات العرب الديمقراطية وتحدي سياسة أمريكا في المنطقة، وكانت حركة حماس الاستثناء الوحيد لتنظيم الإخوان، فبعد أن وجدت نفسها تعتمد إلى حد كبير على إيران وسوريا بعد أن دخل حصار غزة حيز التنفيذ عام 2007 كان جزءاً من مهمة قطر، كما رأته المجلة الأمريكية، جذب حماس لما وصفته ب"الحظيرة العربية" وفصل دعمها عن طهران، وأضافت المجلة أن زيارة أمير قطر لغزة فسر على نطاق واسع بأنه مكافأة لحماس عن تخليها عن علاقتها بنظام بشار الأسد، وهي الخطوة التي أثارت غضب إيران. وفيما يتعلق بالثورات في العالم العربي رأت المجلة أنها أضعفت معسكر المقاومة إيران وسوريا المؤيد لحماس، ولكنها جلبت في ذات الوقت جماعة الإخوان، المنظمة الأم لحركة حماس، إلى السلطة في القاهرة ، وتمكين الأحزاب الإسلامية في المنطقة، وكانت قطر في طليعة الدول التي عززت التمرد العربي عن طريق نشر القوة الناعمة ( قناة الجزيرة التي غطت الثورات باستثناء البحرين ) والقوة الصلبة كما حدث بمشاركة طائرات حربية قطرية في ليبيا. وتابعت المجلة الأمريكية أن تدخلات قطر في الثورات كانت "تميزية" ولم تكن محايدة فهي تلقي بثقلها ومواردها خلف جهات بعينها و"محاورين مفضلين" عن غيرهم ، ففي ليبيا اشتكت القبائل المتناحرة من دعم الدوحة لميليشيا إسلامية يقودها بلحاج عبد العزيز، أما في مصر وتونس فقد أبرزت المجلة العديد من الشكاوى التي وصفتها المجلة بال"مالي واللوجستي" لحزب النهضة في تونس والإخوان في مصر. Comment *