على الرئيس الأمريكي القادم أن يدخل في "اتصال مباشر" مع قطر ويضعها على "قمة أولوياته" الشرق أوسطية؛ لإحداث تغيير في السلوك القطري، الذي شهد في السنوات الماضية "خروجا" عن الإجماع العربي، من خلال دعم الإسلاميين "المتطرفين"، و"التحالف مع إيران وسوريا".. هذه خلاصة توصية تقدم بها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، المقرب من اللوبي الإسرائيلي، للإدارة الأمريكيةالجديدة. ففي مقال تحت عنوان: "قطر تتحدى أمريكا بخصوص حماس"، نشر على موقع المعهد كتبه كل من سيمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة بالمعهد، ومارك ليفيت، مدير برنامج شتاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات، نصح الكاتبان الإدارة الأمريكيةالجديدة بأن تدخل في "اتصال مباشر" مع قطر، مضيفا أن "الإدارة الجديدة لديها فرصة أكبر في التغلب على الخلافات التي حدثت بين الطرفين أثناء حقبة الرئيس بوش الابن". ومع أن الإدارة الجديدة "قد لا تجد الوقت لدولة خليجية صغيرة (مثل قطر)؛ نظرا لوجود العديد من القضايا على أجندتها"، فإن موقف قطر "غير المفيد من حماس، والمتأرجح من إيران"، حسبما يرى الكاتبان، "يجعل هذه الإمارة الصغيرة على قمة أولويات أوباما الشرق أوسطية". ويعتبر الكاتبان "تسامح" قطر مع زيارة خالد مشعل الأخيرة إليها بعد حرب غزة، والتي شكر فيها قطر على دعم حماس، فضلا عن دعوة الدوحة لقمة عربية استضافتها الدوحة خلال العدوان على غزة بمشاركة مشعل، يلقي الضوء على "انحراف الدبلوماسية القطرية بعيدا عن الإجماع العربي، وذلك من خلال دعمها للإسلاميين المتطرفين، وتحالفها مع إيران وسوريا". ومن ثم يعتبر الكاتبان سياسة قطر هذه تعوق "السياسات الأمريكية تجاه كل من إيران وعملية السلام في الشرق الأوسط". ويرصد الكاتبان بعض التحركات القطرية في السنوات الأخيرة والتي يعتبرانها خروجا عن "الإجماع العربي"، ويشيران إلى أن قطر "قادت في يناير 2009 محاولة لكسر القيادة المصرية- السعودية للعالم العربي من خلال عقدها لقمة في الدوحة لدعم حركة حماس، وذلك أثناء العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة، وشارك في الاجتماع، الذي فشل بالكاد في تحقيق النصاب، الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد". وبالإضافة إلى ما سبق فإن قطر قد أعلنت دعمها لحماس بشكل رسمي؛ حيث "أتاحت لحماس فتح مكاتب رسمية، ومكنتها من جمع الأموال، فضلا عن استضافتها لمسئولين من حماس بانتظام". دعم "متزايد" لحماس ويشير الكاتبان إلى أن "الدعم القطري لحماس قد تزايد على مدار السنوات الماضية؛ ففي أعقاب الحملات السعودية على أموال الجمعيات الخيرية التي تخرج خارج المملكة، زادت قطر من دعمها المالي لحماس، وفي أعقاب فوز حماس في الانتخابات البرلمانية في يناير 2006 ومشاركتها في السلطة الفلسطينية، تبرعت قطر بنحو 50 مليون دولار للسلطة الفلسطينية، في الوقت الذي أوقف فيه كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي دعمهما المالي ردا على فوز حماس". وبعد سيطرة حماس على غزة عام 2006، بدأت قطر تشير إلى الأزمة الإنسانية التي تسببت فيها العزلة المالية لحركة حماس لتبرير دعمها للجماعة، وفي بدايات عام 2008 قال مساعد بارز للرئيس الفلسطيني محمود عباس إن قطر تعطي حماس ملايين من الدولارات شهريا، جزء منها قد يكون مستخدما لشراء الأسلحة. وبرغم أن النشاط الدبلوماسي القطري الحالي يتم إرجاعه إلى شخصية رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جبر آل ثاني، حسب المقال، فإن "هناك بعض الشك في تحالفات قطر الحالية وتحركاتها ترجع إلى السمات الشخصية للأمير الشيخ حمد؛ حيث يبدو أن نوعا من التوافق قد حدث بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما لم يحدث مع الرئيس بوش". ويضيف هندرسون أن "بعض المراقبين يرون أن الأمير القطري قد اختار التحالف مع حماس، والتي تتماشى مع ميوله الإسلامية المحافظة، بناء على حساباته التي تقوم على أن الولاياتالمتحدة لن تستطيع فعل أي شيء يذكر ردا على هذا (التوجه من جانب الأمير)، وأن إيران هي القوة المستقبلية في الخليج، ومن ثم يجب تطوير علاقات جيدة معها".