أثار حصول الأديب الصينى "مويان" على جائزة نوبل في الأدب جدلاً واسعاً فيأوساط المثقفين والأدباء المصريين ، وقد تساءل العديد من يكون؟، و ماذا تحملأعماله من مضمون؟، و ادعي البعض الأخر عدم ترجمة أياً من أعمال مويان دليلعلي عدم أهميتها ، وأن الجائزة الممنوحه له لأسباب سياسية بالمقام الأول ، و أنالتحكيم بعيد عن النزاهه . وكان "للبديل" هذا الحوار مع الدكتور عبد العزيز حمدي أستاذ اللغة الصينية بكليةاللغات والترجمة والذي التقي "مويان" في العديد من المؤتمرات العالمية ، وتحدثاليه و قرأ و تعمق في دراسة أعماله ، التي اهداها اليه "مويان" بنفسه. "قبل الحديث عن الأديب مويان وأعماله ، أردت السرد في تاريخ الجوائزالممنوحة للأدب الصيني ، فتلك ليست هي الأولي من نوعها فقد حصل الأديبالصيني " جاو زينججيان " عام 2000 علي الجائزة لكن الصين رفضت الاعترافبالجائزة نظراً لأن " زينججيان " معارض للنظام بالاضافة الي انه يحمل الجنسيةالفرنسية. وكذلك فاز بها "شوين ويل" والذي يعد من أفضل الكتاب ، لكن المنية عاجلتهسريعاً ورحل. وبعد ذلك ظهرت روايات العديد من الكتاب والأدباء وتسابقوا لنيل جائزة نوبل ، وقد بدأت العيون بالفعل تتجه إلي الصين والاهتمام بها وبما فيها ومن ضمن الاهتمامتوجهت العيون الي الادب لمعرفة ما يدور داخل كواليس الأدب الصيني. وكان "مو يان" أحد الكتاب المعاصرين الذين كتبوا عن الصين ، و يمثل الجيلالحالي من الكتاب و يختلف في أسلوبه عن الكتاب الحاليين ، في أن اسلوبه يمزجبين الواقعية و بين الهلوسة والخيال ، يكتب عن موضوعات غريبة وغير مألوفةبين الناس ، ولا يضع استنتاج أو نتيجة ، بل يترك العقدة أمام الجمهور ويبرزها ،و يترك النتيجة للقراء و النقاد ، فنحن أمام كاتب يكتنفه العديد من الغموض ، لايصرح مباشرة . و الغريب انه اذا نظرنا الي اسمه بتعمق فنجد أن معني اسمه " مويان " في الثقافةالصينية هو " لا تتحدث" . وأشار حمدي إلي أنه قابله أكثر من مرة ، وكانت أخر مقابلة جمعتهما مؤتمر (ترجمة الأدب الصيني إلي اللغات الأجنبية ) في بكين . وقد وصف حمدي " مويان " بأنه ذو شخصية غامضة ، دائماً مستغرق فيتفكير حالم ، تختمر في ذهنه أعماله ، مقتضب في حديثه, غموض هذا الرجل فى تفكيره و أسلوبه و كلماته المقتضبه جعلت العالم يلتفت له . وعن حياته قال عبدالعزيز حمدي أن "مويان" ولد سنة 1956 و هو من أبناءمقاطعة "شاندونج " في جنوب شرق الصين ، و قد انبثق من أسرة ريفية منأرياف الصين ، والتحق بالجيش . نال الكثير من الجوائز سواء في داخل الصين أو في تايلاند أو في هونج كونج ، و حصل علي ماجستير في الأدب عام 1988 ، و هو يشغل حالياً منصب نائب رئيس جمعية الكتاب الصينيين . وقد ترجمت أعماله للعديد من اللغات و منها الفرنسية و الالمانية و الأسبانية والهولندية و الإنجليزية ، ومن أشهر أعماله و أهمها : " الذرة الحمراء " و"جمهورية الخمر" ، و له مجموعة من الاعمال القصصية القصيرة مثل " البقرة" و " الكلب الابيض "و" النجار و الكلب "و الهواء الابيض" و " خشب الصندل "و " ارهاق التعب و الموت و الحياة" . و قد حازت روايته المشهوره " الضفدع " علي جائزة الأديب الصيني الكبير "ماودون " بالعام الماضي 2011. وأشار حمدي إلي أن أعمال مويان تتضمن مشكلات الريف والفلاحين ، ومعاناةالصينيين تحت الحكم الشيوعي الصيني ، ولكن بصورة غير واضحة وانما بصورةضمنية للحدث فالتعبير لديه غير مباشر. صوت "مويان" يكاد يكون مبحوح داخل صميم الرواية ، وتمتاز أعماله بالعمقللتاريخ الصيني ، وينقل لنا المشكلة عبدالعزيزحمدي: مويان شخصية غامضة وقدم معاناة الشعب الصيني تحت الحكم الشيوعي بصورة غير مباشرة